الملكة رانيا تشارك مجموعة من ممثلي القطاع العام والخاص في جلسة لدعم مبادرة التعليم العالمية

27 كانون الثاني 2007

دافوس - بعد مرور أربع سنوات على إطلاق مبادرة التعليم الأردنية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وبعد سنتين من جعل هذه المبادرة عالمية، اجتمع عدد من صناع القرار من القطاعين العام والخاص اليوم في دافوس لإبراز انجازات المبادرة ومدى الفائدة من زيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص لتوسيع نطاق وصولها.

وضمت الجلسة التي شاركت بها جلالة الملكة رانيا العبدالله كل من رئيس الوزراء المصري احمد النظيف ورئيس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، والرئيس التنفيذي لمجموعة سيسكو جون شامبرز ومدير المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيس مركز الصناعات العالمية في جنيف اليكس ونج، والرئيس السابق لأساقفة كانتربري اللورد كاري، ورئيس مجلس إدارة إنتل كريغ باريت، ومساعد المدير العام للقطاع التعليمي لليونسكو بيتر سميث، حيث شاركوا في الجلسة لإظهار التزامهم بتحسين الأطر الحالية لمبادرة التعليم العالمية وتوسيع نطاق نشرها.

وقالت جلالتها "أقدم الأردن على خطوة جريئة من نوع خاص، قبل أربع سنوات، عندما تبنينا تجربة "مبادرة التعليم الأردنية"، ليس لأننا لم نكن ملتزمين تماما بإصلاح قطاع التعليم، بل لأن فكرة الشراكة بين القطاعين العام الخاص كانت في تلك الفترة غير مألوفة في الأردن".

وأضافت أن "الأردنيين ليسوا ممن تنثني عزائمهم أمام المجهول، فأقدمنا على تلك الخطوة يدا بيد مع مجموعة من الشركاء المتميزين".

وقالت "ترون الإنجازات التي حققتها المدارس الاستكشافية المائة في كافة أنحاء الأردن- حيث تعمل إدارات هذه المدارس على تعزيز تجارب التعليم التي تركز على الطالب... فقد أصبح مدرسو العلوم يستخدمون التكنولوجيا لتوفير تجارب تحاكي الواقع في غرفة الصف... وأصبح مدرسو الرياضيات يطلعون بأنفسهم على أساليب تكنولوجية جديدة وهم يعملون على تطوير المناهج الإلكترونية. ويتبادل التربويون الذين يبتكرون مواد جديدة بالعربية مخزونهم المعرفي مع بعضهم البعض الكترونيا، من خلال شبكة المعلمين المبدعين".

وقد أطلقت مبادرة التعليم الأردنية كمبادرة فعالة بشراكة بين القطاعين العام والخاص وتهدف إلى تطوير أساليب جديدة في التعليم والتعلم وإيجاد بيئة مواتية للاكتشاف الذاتي والتعلم من خلال التجربة. وقد تم تبني المبادرة في كل من مصر وفلسطين وإقليم راجستان الهندي.

وقال رئيس الوزراء المصري احمد نظيف انه منذ تبني المبادرة في مصر، تم تدريب أكثر من 60000 معلم وأنشئت مختبرات حاسوب في حوالي 19000 مدرسة، مشيرا إلى أن زيادة عدد المستفيدين من المبادرة في مصر يبين أهمية وجدوى فكرة الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وأشارت جلالة الملكة رانيا إلى أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص مثال ذلك انخراط "موظفين من شركات مثل مايكروسوفت وإنتل وسيسكو في تجارب عملية لتدريب المعلمين... كما يتطوع ممثلون عن القطاع الخاص للعمل مع "إنجاز" وهو برنامج لتنمية قدرات الشباب الأردني، من خلال تدريبهم وتعليمهم مهارات عملية، مثل مخاطبة الجمهور أو كتابة سيرة ذاتية".

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة سيسكو جون شامبرز أن هذا ليس الجيل الأول الذي يبدي التزامه لتحسين فرص وصول التعليم للجميع، ولكن هذا الجهد في بناء التعاون سوف يسرع عملية التطوير ويضمن حصول المجتمع العالمي بأكمله على التعليم النوعي.

وأشار الرئيس السابق لأساقفة كانتربري اللورد كاري إلى أهمية التعليم. قائلا أن "الأمية تؤدي إلى الجهل وهذا يؤدي إلى العوز".

وقال رئيس شركة مايكروسوفت بيل غيتس سيكون هنالك تغييرات كبيرة في التعليم خلال السنوات العشرين القادمة وأننا بحاجة لتطوير نماذج لتمكين الطلاب. وقد ركزت مؤسسة بيل وميلندا غيتس على تمكين الطلاب من خلال توفير الموارد والتبرع بالمكتبات، وإبراز الحاجة إلى التعليم النوعي. وقال غيتس أن الذي يؤثر في نجاح الإنسان في حياته هو نوعية ومستوى التعليم الذي يحصل عليه.

وفي الوقت الذي تواصل فيه المدارس الاستكشافية توثيق انجازاتها ويستمر نمو التعاون، قالت جلالة الملكة "نحن تواقون لمساعدة المنتدى الاقتصادي العالمي ومنظمة اليونسكو وشركائنا في جعل هذا المشروع عالميا بحق. ونأمل أيضا، ومع استمرار قيام قادة الأعمال من أصحاب الرؤيا بتصور ما لا يتصور، فإنهم سينظرون إلى الأردن كشريك قادر على تحقيق المستحيل".