الملكة رانيا ترعى في نيويورك انطلاقة معرض البتراء ... مدينة الصخر الضائعة

14 تشرين الأول 2003

نيويورك - ربطت جلالة الملكة رانيا العبدالله رؤيتنا نحو المستقبل بما حققه الأسلاف في الماضي من تاريخ وتراث عريق لا يزال شاهداً على مر العصور في تحقيق الأمل وخلق الفرص للنهوض بالأردن الاقتصادي والإنساني، حيث قالت جلالتها "مثلهم (الأنباط) نحتنا نحن الأردنيون دوراً مميزاً وفريداً يشكل جسراً يربط الأقاليم المختلفة والثقافات، ومثلهم نحن أيضاً نمتلك ثقافة سلام ملتزمة نحو الحوار والتجارة العالمية".

جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها جلالتها خلال إفتتاح وإطلاق معرض "البتراء .. مدينة الصخر الضائعة" والذي يقام في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، حيث تقوم جلالتها حالياً بزيارة عمل إلى الولايات المتحدة الأمريكية تستغرق ثلاثة أيام.

وأشارت جلالتها إلى أن مدينة البتراء التي بناها الأنباط تقف شاهداً رائعاً على الروح الإنسانية التي تتعدى الزمان وتتجسد في الصخر والحجر.

ويأتي تميز هذا المعرض في أنه يجمع قطعتين أثريتين لتمثال من مدينة البتراء يعود تاريخه إلى 100 عام بعد الميلاد وذلك لأول مرة منذ 1500 سنة حيث أتت إحدى القطع من الأردن والأخرى من المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، في إشارة إلى حاجة العالم اليوم لبناء جسور تجمع بين الشرق والغرب. وتعكس مشاركة جلالتها في هذا النشاط دورها كشخصية عالمية لمد جسور الحوار والتبادل الثقافي في إيجاد فهم مشترك بين الشعوب لتحقيق الأمن والسلام.

وقالت جلالتها أن البتراء تعطي للعالم رسالة ثابتة على مر العصور أن الإرادة الإنسانية قادرة على صنع المستحيل "فقد كان لدى الأنباط الرؤيا والشجاعة لتحقيق المستحيل" مشيرة جلالتها إلى أن آثار البتراء تعلمنا دروساً في أنه حتى في أصعب الأوقات والظروف هنالك بصيص من الأمل.

وأضافت جلالتها أننا في الأردن فخورين بوجود هذا المعلم التاريخي التراثي ودورنا في المحافظة عليه وإبرازه ومشاركة روعته مع جميع الدول في العالم.

ويعتبر معرض البتراء ... أول تعاون ثقافي رئيسي بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية ويمثل تظاهرة شاملة تعرض تاريخ مدينة البتراء وحضارتها وشعبها إلى العالم ويضم المعرض حوالي 200 قطعة فنية نادرة تم إعارتها من الأردن والمتاحف الأوروبية منها حوالي 25 لوحة من القرن التاسع عشر.

وكانت منظمة اليونسكو قد أدرجت مدينة البتراء على قائمة التراث العالمي حيث كانت المدينة مزدهرة قديماً كمركز تجاري في القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن الثاني بعد الميلاد.

وإستقبل جلالتها في المتحف السيد لويس برنارد رئيس مجلس أمناء المتحف والسيدة آلين فيتر رئيسة المتحف التي عبرت عن فخرها بوجود جلالة الملكة رانيا العبدالله التي تعتبر خير سفير للأردن والشرق الأوسط كون جلالتها من دعاة التسامح وحوار الثقافات.

وينظم المعرض من قبل المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي ومتحف سنسيناتي للفنون ووزارة السياحة الأردنية ودائرة الآثار والمركز الأمريكي للأبحاث الشرقية في عمان.

وسيبقى المعرض فاتحاً أبوابه للجمهور حتى 6/7/2004 ومن ثم سينتقل إلى متحف سنسيناتي في شهر أيلول العام القادم وبعده سينتقل إلى مواقع أخرى في أمريكا وكندا.

ويأتي المعرض كجزء من الأسبوع الأردني في أمريكا ويصاحبه نشاط رئيسي في معهد سمث سونيان في واشنطن تحت عنوان "اكتشاف الأردن" والذي يشتمل على شواهد عديدة من تاريخ وثقافة الأردن وطبيعته والحرف اليدوية بالإضافة إلى عقد ندوة متخصصة حول الاستثمار في الأردن.