الملكة رانيا تتحدث عن الأوضاع الإنسانية الصعبة في فلسطين وتؤكد أن المجتمع الدولي خذل الشعب الفلسطيني

04 تشرين الأول 2008

عمان - ركزت جلالة الملكة رانيا العبدالله في مقابلة تلفزيونية على محطة "سي ان ان" مع الإعلامي فريد زكريا على الأوضاع الإنسانية الصعبة في فلسطين، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي خذل الفلسطينيين.

وفي المقابلة التي تم تسجيلها خلال زيارة جلالتها إلى نيويورك الشهر الماضي، حذرت جلالة الملكة من أن هذه الاخفاقات هي السبب المباشر لما يحدث الآن في الأراضي الفلسطينية.

وجلالتها، التي وصفت الوضع في غزة بأنه لا يُحتمل، أشارت إلى أن "معدل البطالة يتجاوز 50%... ثمانون بالمائة من سكان غزة يعتمدون على المعونات الغذائية .. ليس لديهم خدمات صحية وأولادهم لا يَصلون المدارس .. الحواجز موجودة في كل مكان، لا يستطيعون التحرك!"

وأضافت جلالتها "الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي لدعم وتعزيز أصوات الاعتدال". وأكدت الحاجة إلى مشاركة أكبر من المجتمع الدولي لتطبيق الشكل الصحيح من الضغط. وقالت "لا أعتقد أن أحدا متطرف بالفطرة، لن تجد أبدا شعبا متطرفا، التطرف يتعزز عندما تسوء الحال".

وردا على سؤال حول طبيعة العلاقة بين الشرق والغرب والنظرة العامة لكلا الطرفين لبعضهما، قالت جلالتها "أعتقد أن هناك أزمة ثقة بين الشرق والغرب، الطرفان يشاهدان الآخر من خلال قناع الشك، خسرنا الحوار لصالح العنف، وبادلنا التعاطف بالريبة، ومن المهم الآن ترميم جسور التفاهم لأننا جميعا قد نخسر إن لم نفعل".

وأضافت "عندما تدرك أصوات الاعتدال أن عليها أن تقف جنبا إلى جنب، ستتوقف هيمنة أصوات التطرف من الجانبين. يجب أن نبني قنوات للحوار".

وتحدثت جلالتها عن صفحتها الخاصة على موقع يوتيوب والتي أطلقت بداية العام الحالي بهدف تعزيز الحوار بين الشرق والغرب وتغيير الصور النمطية الخاطئة، قائلة "الفكرة الرئيسية هي أن نجعل الجميع يشككون في مسلماتهم، ويساءلون أنفسهم حول تلك الآراء التي يجزمون بصحتها، كانت تجربة مهمة بالنسبة لي لأن هناك غضبا عارما، والكثير من سوء الفهم والجهل. لكن التجربة كانت قطرة في محيط. يجب أن نُنَوع المبادرات ونعممها على جميع القنوات".

وحول سؤال عن وضع المرأة في العالم العربي، قالت جلالتها "النساء يقطعن أشواطا جديدة، ويكسرن السقف الزجاجي كل يوم، عندما تنظر إلى لائحة فوربز لأقوى نساء العالم تجد نساءا مسلمات عليها، وأنا أجد ذلك مشجعا جدا".

وأشارت إلى العديد من التحديات التي لا تزال تواجه المرأة في العالم العربي من بينها معدلات الأمية، والقيود على الحريات الشخصية والثقافية. وتحدثت جلالتها عن استطلاع أخير لمعهد غالوب بيّن أن "أغلبية الرجال العرب والمسلمين يؤمنون بإعطاء المرأة حقوقا مساوية لحقوق الرجل، مثل التصويت في الانتخابات، والتقدم لوظائف هن مؤهلات لها".