الملكة رانيا تشارك في المنتدى السنوي الثالث لجوجل زايتغيست

19 أيار 2008

هارتفوردشير - أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله الحاجة لاستخدام التكنولوجيا لجسر الفجوة بين الشرق والغرب، ودعت إلى زيادة الاستثمار في التكنولوجيا في العالم العربي وتوفير الفرص للشباب فيه.

جاء ذلك في خطاب لجلالتها خلال مشاركتها في المنتدى السنوي الثالث لجوجل زايتغيست الذي حضره عدد من المدراء التنفيذيين والعاملين في جوجل وعدد من المميزين والقادة في مجال الشبكة العالمية.

وقالت جلالتها أن السبب الذي كان وراء قرار اطلاق صفحتها الخاصة على موقع يوتيوب هو نفس السبب الذي جعلها تشارك في هذا المنتدى، خاصة وأن السنوات الأخيرة شهدت وجود العديد من المنابر على الانترنت تُستخدم كنقطة انطلاق لأعمال خيرية كبيرة ومميزة.

وأشارت إلى نجاح منظمات مثل "كيفا" التي ساهمت بمنح الملايين من الدولارات قروضا لمشاريع صغيرة في العالم النامي، وإلى ما أحدثته "قضايا" فيس بوك، التي جمعت أكثر من مليوني دولار تبرعات.

وتساءلت جلالتها "ماذا لو استطاع التواصل، الذي يحدث عبر الانترنت، أن يُفعّل الضمير كما فعّل العمل الخيري؟ وماذا لو استطاع أن يفعل للسلام العالمي ما يفعله للاحسان؟ ماذا لو استطعنا أن نستخدم ونزيد قدرة الانترنت الكبيرة على جمع الناس لجسر الفجوة في الفهم والثقة بين العالم المسلم والغرب؟"

وأشارت إلى عدد من الدراسات الحديثة التي تشير إلى تنامي الفجوة في نظرة الأفراد من الشرق والغرب إلى بعضهم البعض، حيث اعترف أكثرية الأمريكان المشمولين في أحد استطلاعات الرأي، بعدم معرفتهم الكثير أو أي شيء عن العالم العربي. وفي الدول المسلمة، نسبة كبيرة من المشاركين في استطلاع آخر ربطت الغربيون بالصفات السلبية فقط.

وقالت جلالتها "طوال أننا ندير ظهورنا لبعضنا البعض، من الصعب النظر في عيون بعضنا. ولكن هنالك ما يدعو للأمل، لأنه بالرغم من جميع التوترات، أكثرية الناس في الجانبين يتفقون على أن العلاقة بين العالمين المسلم والغربي أمر مهم لهم."

وخاطبت جلالتها الحضور مذكرة بأن "العالم يحتاج إلى ذكائهم في إيجاد طرق جديدة للتواصل والعمل على إنشاء شبكات جديدة للفهم بين الثقافات. وتحدثت عن نجاح مجموعة "سوليا" وهي إحدى الشبكات على الانترنت وتستخدم تكنولوجيا إجراء حوارات عبر الانترنت لجسر الفجوة بين طلاب الجامعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة، مشيرة إلى المساهمة والدور الذي يلعبه العالم الرقمي في جسر الفجوة بين الشرق والغرب".

وأضافت جلالتها "رحلة آلاف الأميال يمكن أن تبدأ بنقرة واحدة، مع التكنولوجيا الحديثة، ليس علينا أن نترك منزلنا لنصنع صديقا بعيد عنا مسافة كبيرة في مكان آخر من العالم".

وقالت جلالتها "لذلك فكرت في كيف يمكننا أن نزيد مثل هذا النوع من الحوار الرقمي، وهكذا جاءت فكرة إطلاق صفحة اليوتيوب الخاصة بي". ودعت جلالتها الحضور للمساهمة في الجهود التي تبذل لتفعيل الحوار.

وخلال جلسة حوارية تبعت خطاب جلالتها قالت جلالتها أن الصفحة تشكل تكملة لعملها، حيث تتحدث جلالتها في العديد من المنابر عن حوار الثقافات وقد استخدمت موقع يوتيوب كطريقة جديدة لنقل كلامها صورة يراها الناس.

وأكدت على أهمية الحوار قائلة، الأهم من السماع عن الشرق الأوسط هو رؤيته على صورته الحقيقية – والمشاركة في حوار – وهذا ما تقوم به الصفحة من خلال ربط الأفراد من أنحاء العالم.

وتحدثت جلالتها عن عدد من الفيديوهات التي وصلت من مستخدمي الموقع من جميع أنحاء العالم كرد على المواد المصورة التي وضعتها جلالتها، "رؤية وجوههم، وسماع أصواتهم، مع تنوع لكناتهم ورؤيتهم، يُذكّرنا أن الناس متنوعون جدا لأن يُجمعوا معا أو يُميزوا بعلامة واحدة فقط. وفي الحقيقة، هؤلاء الشباب هم سفراء للتفاهم – وكلماتهم تصل إلى جمهور قد لا تصله وزارات الخارجية.

ودعت جلالتها الحضور إلى الوصول إلى جميع الأجيال بطرقهم المتنوعة، والمساهمة في جعل جيل اليوتيوب وجوجل يصبحون قادة التغيير في العالم.

كما دعت جلالتها الحضور للاهتمام أكثر بالاستثمار بالتكنولوجيا في العالم العربي. وقالت نحتاج المساعدة لضمان الحصول على أصوات عربية أكثر على الشبكة العالمية. في العام الماضي، نما استخدام الانترنت في الشرق الأوسط وافريقيا بسرعة أكبر عن أي مكان آخر في العالم – ولكننا ما زلنا بت – أو بايت صغير – من الجمهور العالمي.

وقد أطلقت جلالتها مؤخرا فيديو يتحدث عن الافتراضات الخاطئة عن الاسلام والعالم العربي والتي تربطهما بالارهاب والحرب. وهو الفيديو الخامس الذي يوضع على صفحة جلالتها والتي شوهدت حتى الآن أكثر من مليوني مرة.

وخلال مشاركتها في المنتدى، التقت جلالتها في اجتماعات جانبية مع عدد من المشاركين للحديث عن طرق زيادة وتفعيل دورهم في مثل تلك المجالات.