جلالة الملك عبدالله الثاني: " تحقيق السلام هو الخطوة الأهم للخروج من دائرة الخطر"

18 حزيران 2008

البتراء - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم أن الخطوة الأهم لخروج الشرق الأوسط من دائرة الخطر التي يواجهها تتمثل في تحقيق السلام من خلال إيجاد تسويةً شاملة للنزاع العربي - الإسرائيلي.

وقال جلالته، في خطاب ألقاه في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر البتراء الرابع للحائزين على جائزة نوبل والذي حضرته جلالة الملكة رانيا العبدالله، أنه سيكون من الخطأ الكبير تفويت الفرص المتاحة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة في منطقة موحدة تنعم بالسلام، مبينا جلالته أن العملية السياسية العالمية ليست المنبر الوحيد لإحداث التغيير حيث يبقى الجانب الفعلي الجدير باهتمامنا هو الحاجة إلى تغيير حياة الناس على الأرض.

وحول مؤتمر البتراء الرابع، بين جلالته أن اجتماعات اليوم يمكن لها أن تنهل من نظرات ثاقبة متعددة، وتؤطّر القضايا بطرق جديدة، وتجد مقاربات إبداعية خلاقة، مبينا أن المبادرات التي سيتم التوصل إليها خلال أعمال المؤتمر يمكنها أن تنشر تأثيرها في دوائر أكبر وأكثر اتساعاً في المنطقة والعالم.

وأشار جلالته إلى أن جوهر البتراء لهذا العام ستتبلور في صندوق دعم المشاريع العلمية الذي سيلبّي حاجة أساسية هامة للدول النامية من خلال العمل على تطور نموّ المعرفة العلمية المتقدمة وانتشارها، خاصة حول القضايا العملية التي تحظى بالاهتمام الأكبر بالنسبة لمستقبل منطقتنا في مجالات الطاقة والمياه والبيئة والتكنولوجيا الجديدة.

ويرمي الصندوق، الذي سيعمل على دعم المشاريع العلمية تحت قيادة وتوجيه صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومؤسسة إيلي ويزل للأعمال الإنسانية، إلى نشر وترسيخ التعاون العلمي بين المؤسسات الأكاديمية في دول الشرق الأوسط. ومن أهم أهداف الصندوق أيضاً دعم الجهود العلمية الهادفة إلى إحراز تطور في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة وإدارة المصادر المائية والبيئة والتكنولوجيا. كما سيدعم الصندوق اللقاءات والاجتماعات الهادفة بين علماء المنطقة من مختلف الجامعات، فضلاً عن نشر التعاون بين المؤسسات الأكاديمية العاملة في مجالات الطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد.

وبين جلالته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي يأتي بمشاركة 280 شخصية سياسية واقتصادية وأكاديمية وشبابية من بينهم 30 حائزا على جائزة نوبل تحت شعار "نحو آفاق اقتصادية وتعليمية جديدة"، أن ملايين الناس في مختلف أنحاء المنطقة يتطلعون ليكونوا جزءاً من شرق أوسط مستقر ومعتدل، مشيرا إلى أن الأمر يبدأ بتعزيز التعاون عبر الحدود في التصدّي للتحديات المشتركة في مجالات تحقيق النموّ الاقتصادي ومعالجة القضايا البيئية وضمان الحصول على الموارد.

ويشمل كذلك، كما بين جلالته، تحسين الظروف المعيشية من المجتمعات الصحراوية إلى المدن الحضرية المكتظة ورفع الدَخل وخلق فرصٍ جديدة وتمكين الشباب ومنحهم الثقة التي يحتاجونها.

وقال جلالته في الخطاب أن مؤتمر البتراء جاء ليجمع ما بين أفضل العقول في العالم والأكثر نجاحاً بين أولئك الذين يحققون الإنجازات، مشيرا إلى أن المبادرات التي سيتم التوصل إليها خلال أعمال المؤتمر يمكنها أن تنشر تأثيرها في دوائر أكبر وأكثر اتساعاً في المنطقة والعالم.

ولفت جلالته إلى أهمية الفرصة التي ستتاح خلال انعقاد أعمال مؤتمر البتراء الرابع للحائزين على جائزة نوبل للتأثير في حياة الآخرين، خاصة الشباب منهم.