الملكة رانيا تؤكد أهمية التركيز على التربية كأداة مهمة لتحويل التحديات إلى فرص

23 أيار 2005

البحر الميت - عوامل نجاح التطوير التربوي ومحو الأمية وتوفير فرص التعليم والمساواة وعدالة التعليم ونوعيته في العالم العربي وقصة النجاح الأردني في تطوير التعليم كانت محاور مدار الاجتماع الوزاري العربي والدولي الذي عقد في منطقة البحر الميت على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي.

وجاءت مشاركة جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم في الجلسة الختامية تأكيدا على اهتمام الاردن بتطوير قطاع التعليم في الأردن والذي يعد نموذجا على مستوى المنطقة وفقا للمؤشرات العالمية التي أظهرت انه احتل المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية واقترابه من المؤشرات العالمية في مجال التطوير التربوي.

وأكدت توصيات الاجتماع التزام الجميع ببناء شراكات ومتابعة التطوير والتقييم للقطاع التربوي وخفض نسب الأمية في المنطقة إلى نصف معدلاتها الحالية بحلول عام 2015 ودعم الأجندة الوطنية من اجل ربط مخرجات التعليم بفرص العمل.

وبعد إقرار التوصيات أعربت جلالة الملكة رانيا العبدالله عن شكرها لجميع المشاركين على هذا الحوار لما يشكل من أهمية كبيرة في المنطقة حيث كان من المحاور الهامة التي طرحت خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي اختتم أعماله أمس الاول.

وقالت جلالتها عندما ننظر إلى الوضع السكاني في منطقتنا والذي يشكل الشباب دون سن 30 عاما ما نسبته 75 بالمائة من مجمله وما يتطلبه من توفير 50 مليون فرصة عمل خلال الخمسة سنوات القادمة ندرك وجوب التركيز على التربية كأداة مهمة من خلال التخطيط الإستراتيجي لتحويل هذا التحدي إلى فرصة.

وأضافت جلالتها إن بحث المجال التربوي من خلال هذا الاجتماع الوزاري بمشاركة صناع قرار ومنظمات معنية لهو دليل على جدية الطرح والالتزام خاصة وان التوصيات التي خرج بها تتميز بالعملية والقابلية للتطبيق، معربة عن أملها في تكثيف مثل هذه الاجتماعات ومأسستها بطريقة تحافظ على زخمها.

ويعتبر هذا الاجتماع الأول على مستوى المنطقة العربية الذي يجمع كبار المسؤولين وصناع القرار في الجهات المعنية في الدول العربية والإسلامية ودول مجموعة الثماني ومنظمات دولية وإقليمية بهدف الخروج بتصورات تساهم في تحقيق إجماع عربي على أسس التطوير التربوي الحقيقي ليشمل كافة أبناء الوطن العربي ومن اجل تبادل الخبرات وقصص النجاح والخروج بتصور عربي يقدم للمؤسسات العالمية يحدد خلاله كيفية الدعم والتعاون والشراكة معها.

وجرى خلال الاجتماع استعراض الإنجازات التي حققها الأردن في مجال مبادرة التعليم التي أطلقت في المنتدى الاقتصادي عام 2003 وحققت العديد من الانجازات التي فاقت التوقعات ومنها تطبيق منهاجي الحاسوب والعلوم المحوسبين في المدارس الاستكشافية مطلع العام الدراسي المقبل إضافة إلى منهاج الرياضيات الذي تم الانتهاء من حوسبته وبدء تطبيقه.

وكان المشاركون في الاجتماع قد قاموا بزيارة إلى مدرستي السويمة الثانوية للبنين ومدرسة السويمة الثانوية للبنات بهدف الاطلاع على نظام التعليم الالكتروني في الأردن، من خلال تطبيقات للعديد من البرامج بالاعتماد على الحاسوب.

وأكد وزير التربية التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد طوقان على أن إصلاح التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حقق الكثير في دراسة كيفية المضي قدما للبناء على الجهود والطريق لا يزال طويلا في هذا الجانب معربا عن أمله في تحويل مثل هذه المداولات إلى خطط عمل إستراتيجية تبني وتؤسس شراكات قوية في المجالات التربوية التي تم تحديدها.

وقال الدكتور تيسير النهار أمين عام وزارة التربية التعليم للشؤون التعليمية أن المشاركون في الاجتماع ناقشوا محاور عوامل نجاح التطوير التربوي ومحو الأمية وتوفير فرص التعليم والمساواة والعدالة في التعليم ونوعية التعليم، حيث تم التركيز على محور عوامل نجاح التطوير التربوي على قضايا الالتزام السياسي والمالي وبناء الشراكات ومتابعة وتقييم النوعية الفنية للبرامج التربوية.

وتطرق النقاش في محور محو الأمية وتوفير فرص التعليم إلى دعم خطة العمل الهادفة لمحو الأمية وفق ما تم التوافق عليه في ورشة محو الأمية في الجزائر في نيسان الماضي بما في ذلك متابعة مبادرات ما بعد محو الأمية وتعزيز مشاركة المرأة وتطوير آليات العمل للتعلم مدى الحياة.

أما محور المساواة والعدالة في التعليم فقد عالج آليات توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التربية لذوي الاحتياجات الخاصة وقضايا تبني برامج ونماذج تعليمية خاصة بهم بالإضافة إلى دراسة الأساليب الأنجع لخفض الفجوة القائمة في معدلات الالتحاق بالتعليم بين الجنسين ودراسة سبل فاعلة لتحقيق مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص.

وفيما يتعلق بمحور نوعية التعليم فقد بحث المشاركون خطط تطوير المناهج التي تواكب الحداثة مع المحافظة على الهوية الوطنية وتأكيد الجودة على جميع المستويات بناء على المعايير والأسس الأدائية وتطوير المقاييس الوظيفية لضمان النوعية.

وخلال اجتماعات جانبية التقت جلالة الملكة رانيا العبدالله مع وزيرة التعليم البريطانية جاكي سميث ووزير التعليم والبحث الفرنسي فرانسوا فيلون ووزيرة التعليم الأمريكية مارجريت سبيلنجز حيث جرى خلال اللقاءات بحث سبل التعاون بين الأردن ودولهم خصوصا في مجال شؤون تدريب المعلمين.