دراسة واقع الأسـر ومسببات الفقر في الطيبة.. تصحيح مسار خاطئ لمجتمع تملؤه التحديات

Source: الدستور

August 07, 2011

عمان - الدستور - نيفين عبد الهادي

لا يكفي لوصولك الى حقيقة ما واستحضارها على الورق أن يهديك أحدهم ورقا او حتى قلما او حتى فكرة، بل لا بد ان تجد حالة تقودك الى الكتابة والاستكشاف وبالتالي توصلك لهدف تحقق من ورائه اصلاحا او تنمية، هكذا قادت «دراسة واقع الأسر ومسببات الفقر في لواء الطيبة» مجتمعا بأكمله نحو تشخيص واقع الحال ومن ثم الخروج بحلول واقعية عملية خرجت من رحم الدراسة.

الدراسة جاءت لتصحح مسارا خاطئا لمجتمع تملؤه التحديات، فجاءت لتحدد مواطن الخلل وبالمقابل جعلت من الحلول التزاما على الجميع القيام به وصولا الى حالة نموذجية نجح كثيرون في اللواء من تحقيقها، كونهم حرصوا على ان تكون الحلول منهم كما كان الكشف عن التحديات منهم ايضا.

الدراسة التي لخّصت واقع لواء الطيبة لاقت الدعم الكامل من جلالة الملكة رانيا العبدالله خلال زيارتها قبل ايام للواء بعدما تم الكشف عن تفاصيلها امام جلالتها فاعتبرتها خطوة نحو مواجهة التحديات على اساس ان تكون هذه المواجهة من قبل اصحاب الشأن وهم اهالي اللواء أنفسهم لا سيما ان جلالتها استمعت من عدد من نساء اللواء عن تجاربهن في النهوض بواقعهن الاقتصادي وواقع اسرهن بناء على حيثيات الدراسة.

واشادت جلالتها بعزيمة السيدات وطرحهن للحلول ورغبتهن في تنفيذها لتخطي التحديات التي تواجه اسرهن، مشيرة الى اهمية التنسيق والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني في هذا المجال.

وحتى لا تبقى الدراسة في مهب التاريخ، أو فريسة للإهمال، حرصت جلالة الملكة رانيا على ان تجعل منها خطوة تؤسس لتنمية مجتمعية كاملة معتمدة على ان الدراسة شخّصت الواقع وبالتالي يصبح الحل سهلا ما دامت نقاط الضعف واضحة ولا يبقى سوى التخطيط ومن ثم التطبيق لواقع يرضي الجميع.

وخلال زيارة جلالة الملكة للواء الطيبة اقترحت عدد من النساء مجموعة من الحلول التي تساعد على تخطي التحديات من خلال التركيز على التنشئة الاسرية ومحاربة ثقافة العيب والاهتمام بالتعليم والتدريب المهني واقامة مشاريع مدرة للدخل تتوافق مع امكانيات السيدات ليأتي تأكيد جلالة الملكة بعد ذلك على دور السيدات في تحسين مستويات المعيشة لاسرهن.

وفي تفاصيل الدراسة التي تنشر «الدستور» الخطوط العريضة لمضمونها، وفق ما اعلنته فريال صالح مديرة جمعية مراكز الانماء الاجتماعي، فان الدراسة جاءت ضمن برنامج تمكين جيوب الفقر الممول من قبل وزارة التخطيط والتعاون الدولي ونفذتها جمعية مراكز الانماء الاجتماعي.

وبينت صالح ان هذه الدراسة هدفت الى جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بالوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان في منطقة لواء الطيبة للتعرف على أوضاعهم من مشكلات واحتياجات حول التعليم، الصحة، الابناء، العمل، البيئة، طرق الانفاق والادخار، وقت الفراغ، والتعامل مع المرض، مشاكل الشباب والمرأة، والتعرف على اسباب الفقر، واتجاهات المجتمع المحلي نحو المشاركة في التنمية. وكشفت الدراسة ان نسبة البطالة تصل الى 17,4%، والفقر 25,7 %، والامية 7,5 %، والاسر التي ترأسها امرأة 2,0%، فيما يبلغ عدد المستفيدين من صندوق المعونة الوطنية 713 أسرة بمبلغ 65000 دينار شهريا، وعدد ذوي الاحتياجات الخاصة 400 حالة، و20 أسرة استفادت من مساكن الاسر الفقيرة.

وحددت الدراسة مشاكل التعليم بعدم وجود تخصص زراعي وصناعي، ولا توجد صيانة لساحات بعض المدراس، وعدم توفر مواصلات لها وعدم مراقبة مديرية التربية والتعليم للمدارس مما يسبب اهمال الاساتذة في اعطاء واجباتهم للطلبة اضافة الى مشاكل اخرى تتعلق بالصيانة والوضع النفسي والاجتماعي للطالبات والطلبة وتحديدا في موضوع التسرب والتدخين.

كما تناولت مشاكل الصحة التي تتلخص في عدم وجود طبيبة نسائية وعدم توفر الادوية ونقص الاجهزة الطبية وعدم كفايتها مثل اجهزة التنفس وعدم وجود مختبر وقسم طوارئ زالطبيب غير متفرغ طوال الاسبوع وعدم توفر مراكز صحية في بعض مناطق اللواء. وتطرقت الدراسة كذلك الى مشاكل المواصلات.

وفي موضوع مشاكل البيئة، بينت الدراسة ان ابرزها عدم كفاية الحاويات ووضعها بغير الاماكن المخصصة لها وعدم وجود مصارف للمياه وعمال نظافة وتكدس الحاويات وتأخر تفريغها مما يسبب مكرهة صحية وجود الكلاب الضالة ولقوارض واهتراء شبكة المياه.

وتطرقت الدراسة الى مشاكل الزراعة والثروة الحيوانية والتي تتلخص في عدم القدرة على تصريف زيت بالزيتون.

والمشاكل المتعلقة بالقطاع الاقتصادي لخصتها الدراسة في تدني مستوى الدخل والبطالة وعدم القدرة على تصريف منتجات الزيتون ولا يوجد تصريف للكفاءات بالمنطقة. وعن مشاكل القطاع الاجتماعي بينت الدراسة عزوف الشباب عن الزواج والعنف الاسري والمدرسي والتسرب من المدارس.

ولم تغفل الدراسة المشاكل المتعلقة بالشباب من الاعمار من 13-18 سنة، مبينة ان ابرزها عدم القدرة على سد المتطلبات المادية، واشغال وقت الفراغ والتدخين، العنف الاسري والمدرسي، عدم وجود اندية للشباب او اي برامج، وعدم وجود مراكز ثقافية، وعدم وجود مراكز رياضية، وعدم وجود تدريب مهني للفتيات.

وخلصت الدراسة الى ان اعمار ارباب المنازل الذين تم تعبئة الاستمارات معهم تراوحت من 21 عاما وحتى 68، والحالة التعليمية 33,1 % درسوا الثانوية، و43,0% الابتدائية والاعدادية، و5,0% أميون و 8,6 % حاصلون على البكالوريوس، وفيما يتعلق بعمل رب الاسرة تبين ان 30,2 % من المتقاعدين، 15,0% عاملون بالوظائف الحكومية، و11,8 % بالمياومة، و 11,1% عسكريون، و2,2% بالقطاع الخاص، أما اتجاهاتهم نحو تعليم ابنائهم الذكور فوجد أن 86,4% يرغبون أن يكمل أبناؤهم المرحلة الجامعية، ونحو تعليم بناتهم الاناث وجد أن 74,4% يرغبون بتعليم بناتهم للمرحلة الجامعية.

وعن اتجاه أرباب الاسر نحو عمل المرأة وجد نسبة 50,9 % من عينة الدراسة يوافقون على عمل المرأة.

المصدر