زيارة الملكة رانيا لـ (الطيبة) تحيي آمال الأسر بحياة أفضل

Source: الرأي

August 07, 2011

 

 

 كتبت - سهير بشناق- حملت زيارة جلالة الملكة رانيا العبد الله إلى لواء الطيبة الاربعاء الماضي دلالات كبيرة لسيدات المنطقة اللاتي انتظرن جلالتها لنقل مشاكلهن ووضعها بين يدي جلالتها التي استمعت لاهم المشاكل التي تعاني منها المنطقة باهتمام كبير لم يخل من رؤية هادفة للتعامل مع هذه القضايا الحياتية نابعة من حرص جلالتها الدائم على التواصل مع أبناء وبنات المجتمعات المحلية في مختلف مناطق المملكة وخاصة المناطق التي تعاني من مشاكل عديدة أهمها الفقر والبطالة تقود إلى مشاكل أسرية ومجتمعية كثيرة .

جلالتها بكلماتها الصادقة لسيدات المنطقة أزالت مشاعر الاحباط لدى الكثير منهن وزرعت مكانها رؤية مستقبلية مليئة بالتفاؤل والرغبة بتحدي الصعاب ومحاولة تغيير الحياة الى الأفضل بقولها : بان التحديات بالحياة عديدة لكن الحلول تحتاج إلى وقت وتأتي بنهاية الأمر على ان نتحلى بالارادة والرغبة بالتغيير .

وقد اشارت جلالتها في سياق حديثها لمجموعة من سيدات المنطقة التقتهن بانه لا يوجد ما يحول بين تحسين الوضع اذ ما توفرت الرغبة والارادة لذلك مؤكدة جلالتها اهمية تضافر الجهود بين ابناء المجتمع المحلي وبين الجمعيات لادامة عربة التغيير الى الافضل .

قضايا عديدة طرحت من سيدات المنطقة امام جلالتها ولعل اهمها تلك المتعلقة بالفقر والبطالة وبعض العادات الحياتية للأسر بالمنطقة كالتدخين الذي شكل « 38 %» من دخل الاسر مما في لواء الطيبة يعني استنزاف دخول الاسر على التدخين في الوقت الذي يسيطر الفقر على اغلبية سكان المنطقة .

اضافة الى كبر عدد افراد الاسرة مقارنة بالنسب الطبيعية حيث بلغ متوسط عدد افراد الاسر بلواء الطيبة « 7,4٪» في حين ان متوسط عدد افراد الاسرة بالاردن « 5,4٪» .
جمعية مراكز الانتماء الاجتماعي نفذت مؤخرا دراسة مسحية جاءت ضمن برنامج تمكين جيوب الفقر الممول من قبل وزارة التخطيط والتعاون الدولي وتم عرض نتائجها امام جلالة الملكة رانيا العبدالله حيث جاءت عينة الدراسة من ارباب وربات الاسر في مجتمع الدراسة والمكون من مناطق بلواء الطيبة ( الطيبة – مخربا – صما – مندح – ابسر ابو علي – دير السعنة – زبدة الوسطية).
.
وتبعا لمديرة جمعية الانتماء الاجتماعي فريال صالح فان هذه الدراسة هدفت الى جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بالوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان في منطقة لواء الطيبة للتعرف على أوضاعهم من مشكلات واحتياجات بالاضافة الى التعرف على اتجاهاتهم نحو التعليم ، الصحة ، الابناء ، العمل ، البيئة ، المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ، والتعرف على طرق الانفاق والادخار و كيفية قضاء وقت الفراغ و كيفية التعامل مع المرض و اتخاذ القرارات في الاسرة - اضافة الى مشاكل الشباب والمرأة ، والتعرف على اسباب الفقر لدى الاسر الفقيرة ، واتجاهات المجتمع المحلي نحو مساعدة الاسر الفقيرة ونحو المشاركة في تنمية مجتمعاتهم المحلية .

وخلصت الدراسة الى ان عدد الاسر في اللواء وصل الى 5759 أسرة وشكل الذكور 17180 ، وعدد الاناث 16220 في حين كانت الفئة العمرية تحت العمر 15 سنة 40,2 % من عدد السكان ، يليه من 15-64 سنة 55,9% واقل نسبة 65 فما فوق تبلغ 3,9 % ..
وعن الجوانب المتعلقة بالواقع الاقتصادي للواء فقد بينت فريال صالح ان الدراسة نتجت الى ان نسبة البطالة وصلت الى ( 17,4%.) ونسبة الفقر الى ( 25,7 % ) .

في حين المعلومات المتعلقة بالواقع الاجتماعي للمنطقة بينت ان نسبة الامية في لواء الطيبة بلغت «7,5 % « ونسبة الاسر التي ترأسها امرأة «2,0»% .في حين وصل عدد المستفيدين من صندوق المعونة الوطنية 713 أسرة بمبلغ وقدره 65000 دينار شهريا .وعدد ذوي الاحتياجات الخاصة في اللواء 400 حالة .
كما استفادت 20 أسرة من مساكن الاسر الفقيرة .

واوضحت مديرة الجمعية ان الدراسة اظهرت ان نسبة 86,7% يأخذون المريض للمستشفى أو لمركز صحي في حال تعرضه للمرض ، يليها نسبة 38,3% لطبيب خاص ، ثم نسبة 28,2% يأخذونه لصيدلي ثم نسبة 18,7% يعملون له وصفة شعبية واقل نسبة 1,6% يأخذونه الى شيخ.

وعن اعتقادات افراد عينة الدراسة حول اهمية تنظيم النسل ذكر بنسبة 67,1% بان تنظيم النسل مهم مقابل نسبة 32,9% لم يعتقد بأن تنظيم النسل مهم .
ولدى سؤال افراد عينة الدراسة عن مدى اعتقادهم حول ما اذا اهل قريتهم يستعملون تنظيم النسل ذكر نسبة 49,7% بانهم يعتقدون ذلك مقابل نسبة 50,3 % ذكروا بانهم يعتقدون بان اهل القرية لا يستعملون تنظيم النسل.

ولدى السؤال حول الاسباب التي يعتقدها عينة الدراسة انها السبب في عدم استعمال تنظيم النسل أجاب نسبة 64,2 % من افراد عينة الدراسة بأن الجهل بطرق تنظيم النسل والصحة الانجابية هي السبب ، يليها نسبة 35,8% ذكر بأن الاولاد عزوة .

في حين كانت نسبة من يتاخذ القرار بشان تنظيم النسل والاسرة 98,7% بذكرهم بان الزوجين معا هما اللذان يقرران ذلك .

وبينت الدراسة بانه بالرغم من كبر نسبة العاطلين عن العمل الا انهم يترفعون عن القيام ببعض الاعمال فعلى سبيل المثال وجد نسبة 30,6% يترفعون عن القيام باعمال النظافة يليها نسبة 22,0% عمل العمال ثم نسبة 20,7% عمل المراسل ثم نسبة 19,4% الحراسة ثم نسبة 16,6% بأعمال البناء واقل نسبة 7,0% العمل بالمصنع .
كما وجد ان نسبة 49,9 % راضين عن الاعمال التي يقومون بها مقابل نسبة 50,1 % غير راضين .

الدراسة التي عملت على تفصيل مشاكل واحتياجات كل قرية من لواء الطيبة عرضت مشاكل عديدة تواجه اللواء منها التسرب من المدارس والتفكك الاسري وزواج رب الاسرة من جديد بالرغم من فقره اضافة الى اعداد افراد الاسرة الواحدة وعدم التوعية بامور تنظيم النسل اضافة الى قضايا تتعلق بالامية والجهل المرتبطة بتسرب الطلاب من المدارس علاوة على الجوانب الصحية التي تنحصر في عدم توفر بعض الادوية لامراض السكري واالضغط وعدم وجود مراكز صحية فعالة وعدم وجود طبيبة نسائية مما اعتبرته سيدات المنطقة بانها مشكلة حقيقية .

قضايا كبيرة ومشاكل اكبر يعاني منه اللواء لكن النساء بالمنطقة لم يتوقفن عند حدود هذه المشاكل بل اقترحن امام جلالتها بعض الافكار التي يمكنها ان تساعدهن في حل بعض المشاكل التي تواجههن ومنها المشاريع الانتاجية البيتية التي تستطيع المراة من خلالها ان تعمل في بيتها وتساعد زوجها اضافة الى زراعة حدائق المنازل واستغلال منتوجاتها لمساعدة الاسر وفتح حضانة لاطفال المنطقة خاصة وان كثيرا من الامهات لا يعملن بسبب عدم وجود مكان آمن يضعن اطفالهن به .

ولعل هذه الدراسة الهامة التي فصلت معاناة هذه المنطقة على اهميتها لن تتمكن من احداث التغير المطلوب ما لم يبدا التغير من نفس اهالي المنطقة وبدءا بتغير بعض المفاهيم الاجتماعية والحياتية التي تقود هذه الاسر الى معاناة اكبر ومشاكل لا تنتهي وتعيق تقدم الاسر نحو الافضل.
فالاستمرار بالانجاب لاسر تعاني من الفقر واستنزاف دخل الاسرة على التدخين وعدم التوعية باساليب تربية الابناء والتسرب من المدارس وزواج ارباب الاسر مرات عديدة
والانجاب من جديد جمعيها مفاهيم ان لم تتغير ستبقى المعاناة مستمرة ولن تتمكن اسر هذا اللواء من التقدم .

فجلالة الملكة رانيا العبدالله من خلال حرصها على التواصل مع ابناء وبنات المجتعمات المحلية وزياراتها الميدانية لهذه المناطق تؤكد بان اهتمام القيادة الهاشمية بهذه المناطق والتعرف على احتياجاتهم ومساعدتهم ضمن اولوياتها .

ولعل كلمات جلالتها للسيدات التي التقتهم في لواء الطيبة تحثهم على التحلي بالاصرار والارادة والعمل على تغيير بعض المفاهيم التي عبرن عنهن بانها تعيق من تقدمهن الى الافضل تبقى كلمات لها اثر كبير في نفوس السيدات اللواتي شعرن بالامن النفسي وكيف لا وجلالتها قضت يوما رمضانيا معهن شاركتهن مشاكلهن وزارت خلاله جمعية في اللواء تعرفت خلالها على طبيعة العمل بها وافتتحت حديقة في لواء الطيبة شاركت به مجموعة من الاطفال فرحتهم بافتتاح الحديقة والمكتبة التي تشكل بالنسبة لهن فرحا حقيقيا يمكنه ان يكون فرحا اكبر بإرادة أهالي المنطقة وسعيهم إلى التغير وتحدي الصعاب.

المصدر