الملكة رانيا:"هذا العام سنقوم بانشاء مراكز تدريبية تعليمية في المحافظات لإعطاء كل معلم أردني المهارات التي يحتاجها"

June 15, 2009

عمان - افتتحت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم المؤتمر التربوي "برامج المعلمين على مفترق طرق: تحسين برامج اعداد المعلمين: ماذا تقترح الدراسات والدلائل؟" في أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين.

وحضر المؤتمر وزير التربية والتعليم العالي الدكتور وليد المعاني ورئيسة كلية المعلمين بجامعة كولومبيا سوزان فرمان ووفد من البنك الدولي بمشاركة مدير التنمية البشرية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور ستين يورغنسون ومجموعة من ممثلي قطاع التعليم والخبراء التربويين من الجامعات العربية والاردنية واللجنة الملكية للتعليم إضافة إلى منظمات ومؤسسات تعليمية عربية ودولية.

وألقت جلالتها الكلمة الافتتاحية حيث قالت "في أنحاء العالم العربي، هنالك مؤشرات للتحسن التربوي، تجعلنا نفتخر بها .. فمن اليمن حيث إلغاء الرسوم الدراسية عن الأطفال، إلى مصر في إيجاد مدارس صديقة للفتيات، والمغرب مع برامج محو الأمية التي تستهدف السكان المحرومين. وأيضاً المدينة التعليمية في قطر مقر أفضل التجمعات الصفية ... أو مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي، والتي تستثمر 10 مليار دولار في تدريب المعلمين والمنح الدراسية، والمنح البحثية وتنمية القيادة الشبابية. ولكننا نحتاج أكثر. هناك حاجة ماسة لنقلة إقليمية."

وأشارت جلالتها إلى أهمية دور المعلمين قائلة "وأكثر من تعليم التاريخ، العلوم أو اللغة ان المعلمين يرشدون أبنائنا .. يشكلون المواقف، المهارات، القيم التي سيستخدمونها في العالم خارج الصفوف المدرسية."

واستعرضت جلالتها مجموعة من التحديات التي تواجه الوطن العربي في مجال التعليم، وقالت " نستطيع تغيير كل ذلك. بالعمل الجاد، بدءاً من هذا المؤتمر، يمكننا أن نغير المسار وأن نصبح منطقة من العلماء، نخترع ماكينات جديدة ونكتشف أدوية جديدة .. يمكننا أن نصبح منطقة من أصحاب المشاريع، ننشر الرخاء ونوفر الوظائف .. يمكننا أن نصبح منطقة من القادة، أن نقود التقدم العالمي، بدلا من مجرد مشاهدته.

وأضافت جلالتها "هذا العام، سنقوم بانشاء مراكز تدريبية تعليمية في جميع المحافظات، لإعطاء كل معلم أردني المهارات التي يحتاجها ليلمع"

وألقى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور وليد المعاني كلمة أكد فيها على أهمية التركيز على إعداد المعلمين لتحقيق التطلعات نحو تعليم عالي الجودة في جميع المدارس، والتركيز على التدريب والأداء لتحسين تعلّم الطلاب. وأعرب عن ثقته بأن هذا المؤتمر سيقدم مثالاً رائعاً آخر على أن التربويين في القطاع الحكومي بدعم من الشركاء المحليين والعالميين مستمرون في التقدم نحو تحقيق رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني لتطوير قطاع التعليم ليكون قائداً في المنطقة في تعليم القرن الواحد والعشرين وفي الأداء.
وأكد أن المرحلة الأولى لخطة "تطوير التعليم نحو اقتصاد المعرفة" ومبادرة التعليم الأردنية كان في غاية الأهمية حيث تعلمنا منها أن المعلمين والعاملين في المدارس يواجهون تحديات متعددة أثناء تطبيق مناهج جديدة. وهذا يُظهر أن هناك حاجة ليس فقط في تحسين طبيعة التدريب فيما يتعلق باستراتيجيات التدريس ونواتج التعليم والتقويم بل أيضاً في طرائق التدريب.

وأكد رئيس مجلس إدارة أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين ومدير مركز كولومبيا الشرق أوسطي للأبحاث الدكتور صفوان المصري أن هذه المبادرة وما سيتم التطرق إليه في المؤتمر يتمحور حول التعليم الثانوي والأساسي وهذه هي الفترة التكوينية التي يتعلم بها أبناؤنا ليصبحوا غير خائفين ومصممين على التقدم في العلم والمعرفة.

وأشار إلى أن هناك الكثير أمامنا لعمله. نريد التعليم في الأردن أن يصبح متفوقاً وهذا يبدأ من المعلم. فالطالب المتفوق عادة يبدأ من معلم متفوق. العالم من حولنا يتغير وطلابنا ومعلمينا بحاجة للمهارات، هم بحاجة لفهم التكنولوجيا الحديثة التي ستساعدهم على التواصل وتغيير العالم حولهم.

وفي كلمة لمدير تنمية الموارد البشرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في البنك الدولي قدم الدكتور ستين يورغنسون الشكر لجلالة الملكة رانيا العبدالله بالإنابة عن البنك الدولي لرعايتها هذا المؤتمر وأعرب عن تقديرهم وإعجابهم بجهود جلالتها الرائدة في مجال التعليم.

وأشار إلى أن قبل عدة سنوات أعلن السيد روبرت زويلك، رئيس مجموعة البنك الدولي مبادرة البنك الدولي للعالم العربي. والتي تهدف إلى تقوية العلاقات مع العالم العربي. ويأتي هذا المؤتمر في إطار هذه المبادرة استجابةً لاهتمام الأردن وطلبه الدعم في مجال التنمية المهنية للمعلمين، وأكد أن البنك وافق على الدعم المقدم للمرحلة الثانية من خطة الوزارة التطويرية نحو اقتصاد المعرفة. وهو برنامج لمدة 10 سنوات بتمويل متعدد، مصمم لتطوير التعليم نحو تحقيق الرؤية المستقبلية للتعليم في الأردن ودعم تطوير الموارد البشرية لتمكين الأردن من المشاركة والمنافسة في الأسولق العالمية،

وأشارت رئيسة كلية المعلمين بجامعة كولومبيا الدكتورة سوزان فرمان إلى إلى إلتزام الجميع لتوفير الفرصة للأطفال للتعلّم بأفضل ما يمكنهم وإعدادهم للتفاعل مع فرص القرن الواحد والعشرين والتعامل مع تحدياته.

وأكدت أن الوصول إلى تعليم عالي الجودة يمثل عاملاً أساسياً في تحديد الفرص التي ستتوافر لأطفالنا مستقبلاً. وأكدت على أهمية هذا المؤتمر الذي يسلط الأضواء على قضية متنامية الأهمية وهي نوعية المعلمين وتوفير الفرص لهذا الحوار الحيوي حول أفضل السبل لدعم تعلّم الطلاب، وأن القضايا المرتبطة بإعداد المعلمين والتنمية المهنية كثيرة وكذلك الفرص.
وياتي انعقاد المؤتمر متزامنا مع إطلاق أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، بدعم من كلية المعلمين بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة والبنك الدولي وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين.

ويهدف المؤتمر إلى تحديد السياسات الفاعلة لدعم وتحسين مهنة التعليم من خلال تسليط الضوء على الجوانب الأساسية لبرامج إعداد المعلمين وبرامج التنمية المهنية والأسس الحديثة لزيادة فاعليتها بما يتماشى مع مستجدات العصر والدراسات والدلائل العملية ومردود ذلك الإيجابي على المعلم والطالب والمجتمع.

تركز فعاليات اليوم الأول على الممارسات المختلفة في إعداد المعلمين والخبرات العالمية في هذا المجال؛ ودور المعايير الوطنية للتنمية المهنية للمعلمين وإجازات التعليم في تحسين مستوى المعلمين الملتحقين بالخدمة وتوجيه النمو المهني للمعلمين؛ ودور الجامعات في إعداد المعلمين وأهمية هذا الدور والتحديات والأدوات المتاحة لتقوية برامج المعلمين في الجامعات والخصائص الأساسية التي ينبغي توافرها في هذه البرامج.

وفي اليوم الثاني يركز المؤتمر على موضوع إعداد المعلّم في ظل التحدّيات من خلال استعراض تجربة سنغافورة لما تتمتع به من مستويات أداء عالية في دراسات التقييم العالمية والسياسات والممارسات التي تبنتها لتطوير قوى تدريسية عالية الكفاءة والدروس المستفادة التي يمكن استثمارها في توجيه برامج إعداد المعلمين في المنطقة. وسيتناول المؤتمر أيضاً برامج التنمية المهنية وسبل تطويرها واستراتيجيات التنفيذ الفاعلة والمعوقات. إضافة إلى دور الحوافز في تطوير التعليم وتحسين أداء الطلاب واستعراض تجربة تشيلي والولايات المتحدة في هذا المجال.

كما سيتم في اليوم الثاني عقد حلقة نقاش وزارية يشارك بها عدد من وزراء التربية في الدول العربية لمناقشة الاستراتيجيات الواعدة التي يمكن تبنيها في الدول العربية والفرص والتحديات التي يمكن أن تواجه ذلك.

خلال السنوات الأخيرة خطا الأردن خطوات كبيرة في مجال تقدير المعلم ودعمه وتحفيزه على تنمية قدراته المهنية؛ حيث تم اطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تقوية ثقافة التميز والإبداع والارتقاء بمكانة المعلم وفي مقدمة هذه المبادرات جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز والتي تحظى بمشاركة وتفاعل بارزين منذ إطلاقها قبل 3 سنوات وجائزة الملكة رانيا للمدير المتميز والتي انطلقت هذا العام لتأكيد دور مدير المدرسة في قيادة التعليم والتعلّم وتوفير البيئة المحفزة للتعلّم.