كلمة الملكة رانيا خلال اطلاق المرحلة الثانية من مدرستي

13 نيسان 2009

عام مر على إطلاق  مدرستي،

عام حافـل بأحداث إقليميـة وعالمية،

هدم وبـناء، فرح وبكـاء، تـقشـف ورخاء.  تـنعم كثيرا هذه الحياة  .. وأحيانا تأخـذ  ..

وعادة ما تكـون الثقـة  أولـى ضحايا الأزمات علـى اختلاف أشكـالـها وعـقبـاتـها .. والأردن لا يعيش بـمعزل عما يجري من حوله.

في هذه الظـروف، ما لا شك فيه هو أن العلم أثمن سلـعة في السوق ...

إن اقـتصدنا في ري هذه الأرض  الخصبة  لـن نجني سوى محاصيل ضعيفة، هزيلـة  .... وكيف لـلجذع  الهزيل  أن يحمل نفسه ناهـيك عن تحمل عبء مسؤولياته...

خلال العام  الماضي بدأت مجموعة  من الأطراف دائرة ثقـة  ... وعيا منهم بـأن الطـريقـة  الوحيدة لضمان مستقبل مزدهر  في عالـم عاصف ومتـقـلب المناخ؛ هي أن يكشفـوا عن سواعدهم  ويغرسوا ويرووا ويـقـلموا أشتال الأردن  بـأنفـسهـم ...

الثقـة  بدأت من مجموعة من المستثمرين بـمالهـم ووقتـهـم وجهدهم لتحسين  البـيئة التعليمية ، إيمانا منهم بـأننا إن أردنا غدا متينا فـلنمكن أساساته ..

نشكـر كـل من وضع يده بـيد مدرستي ووسع دائرة الثقـة ، بدأنا الآن المرحلـة  الثـانية  من هذا المشروع.  نشكر السيد حسن كبة بصفته الشخصية  .. ونشكر أنظمة سيسكو .. ونشكر بنك  كابيتال.

وضعوا ثقـتهم بـأهمية التعليم ... وضعوا ثقـتهم بـمدرستي وبـطـلاب المائة مدرسة  التي أصلحت حتى الآن، وضعوا ثقتهم بـأن هؤلاء الطـلاب سوف ينتجون غدا أقوى ينعكس إيجابا على كـل الأردن.

هؤلاء التلاميذ  يعرفـون اليوم معنى الثقة  .. يعون أنها لـيست هدية  بل إعارة ....

أمَانَة ٌ سيأتي يومٌ ويضعونها بين أيدي وعلـى أكتاف غيرهم لأن عبء المسؤولـية لـيس خيارا ..

مئات المواطنين الفاعـلـين المسؤولـين عن مستقبلـهـم ومستقبل  الأردن  هبوا لإصلاح مائة مدرسة كانت بقعا معتمة  لا تـنير ولا تـنار كباقي بيوت العلـم.  هؤلاء  المواطنون دخلـوا دائرة الثقة .

الدائرة  التي أرادت أن لا يكبر هؤلاء  الأطفال ظنا أننا رأينا حال مدارسهـم ولـم نصلحها.

دائرة  الثقة  أرادت لأطـفالنا أن يعوا أننا نريد الأفضل لـهم، لـيريدوا الأفـضل لـبـلـدنا.

الآن لـن يسمح لـهم مجتمعهم الصغير أو الكبير بالتخاذل  عن واجباتهـم، لا عذر لـديهـم لألا يكونوا قـوة فاعلـة  في المجتمع، أسوة بـكم.

شكرا لكل من وثـق بـهذا المشروع ... لكـل من آمن بأن تعليم كـل أردني هو رفـعة  لكل الأردن.

فـلـم تعد مسؤولية  المدارس  الحكومية تقتصر علـى مدرائها ومعلميها وطـلابـها وأهالـيهـم، كما لـم يكتف القطـاع الخاص بالاستثمار، بل حرصت بعض الشركات الخاصة علـى تواجـد مندوبـيها في المدارس  بين الحين  والآخر.

نأمل أن تلقى عجلون وجرش والبلقاء ومادبا، الاهتمام الذي لاقـته مدارس العاصمة  والزرقـاء.

نعول علـى حسكم بالمسؤولية ،

نعول علـى ثقتكم بـأن التعليم أولـوية ،

نعول علـى العلم  أن يرفع من شأننا أكثـر فأكثـر،

نعول علـى دائرة، لا متخلين عن الثقة فيها.

بارك الله وقتكم وجهدكم وتعبكم، والسلام عليكم ورحمة  الله وبركـاته.