كلمة الملكة رانيا خلال المؤتمر الأول لقمة المرأة العربية

18 تشرين الثاني 2008

القاهرة, جمهورية مصر العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحبات السمو والسيادة، رؤساء الوفود

السيدة الفاضلة سوزان مبارك، رئيس المجلس القومي للمرأة،

معالي الدكتور عصمت عبد المجيد، الأمين العام لجامعة الدول العربية،

سعادة النائب بهية الحريري، ممثلة مؤسسة الحريري،

حضرات الإخوة والأخوات،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

تجمعنا اليوم القاهرة التي ترحب دوما بكل عمل قومي، في مؤتمرنا الذي سيكون بإذن الله خطوة فاعلة أخرى في تعزيز العمل العربي المشترك، ومكملا وداعما لقرارات القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة الشهر الماضي، والتي لا بد من تنفيذها.

ونلتقي أخوات عربيات منتميات إلى أمتنا العربية بقيمها وتراثها، بآلامها وآمالها، بماضيها وحاضرها، بلغتها وثقافتها العربية الإسلامية، لنؤكد دعمنا المطلق لأشقائنا الفلسطينيين في نضالهم لنيل حقوقهم المشروعة.

فالقضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي - الإسرائيلي. ولن يتحقق السلام الشامل الدائم الذي ننشد في منطقتنا إلا باستعادة الحقوق العربية الكاملة، خصوصا حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

ولا بد من أن نطلق من هذا المؤتمر، تحية إكبار وإجلال إلى أشقائنا الفلسطينيين وهم يواجهون الاحتلال والعدوان بصبر المؤمنين، وإلى الأم الفلسطينية وهي تزف أبناءها شهداء في مسيرة كفاح آن لها أن تنتهي بالاستقلال والحرية.

وسيبقى الأردن الأقرب والسباق لمساندة الشعب الفلسطيني في محنته، وتقديم كل ما يستطيع لدعم صموده ونضاله لنيل حقوقه المشروعة، وما الحملة الوطنية التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لدعم أسر شهداء انتفاضة الأقصى المباركة والتي شارك فيها طلابنا إلا رسالة تضامن من الشعب الأردني لأخيه الفلسطيني.

أيها السيدات والسادة،

في عصر دائم التغير، نجد أنفسنا في مواجهة تحديات جديدة يتطلب التعامل معها رؤية شمولية وعملا عربيا مؤسسيا موحدا، يرتكز إلى العلم والمعرفة، ويعتمد التفاعل الإيجابي مع الدول والحضارات الأخرى. وللمرأة في هذا دور كبير وآن لنا أن نهيئ للمرأة العربية البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تمكنها من المشاركة بفاعلية في عملية البناء والتطوير. فلن تحقق التنمية أهدافها إذا لم تساهم المرأة فيها شريكا كاملا فاعلا في جميع المجالات، أما ومحامية وقاضية واقتصادية وسياسية وصاحبة أعمال.

لقد خطت المرأة في عالمنا العربي خطوات واسعة، لكن الحاجة ما زالت قائمة إلى إصلاحات قانونية وتشريعية تحقق للمرأة المساواة والعدالة التي تمكنها من بلوغ المواقع المتقدمة في مراكز صنع القرار، وبالشكل الذي يرفع نسبة مشاركتها إلى المستوى الذي تطمح إليه.

أيها الأخوة والأخوات،

نفتخر في الأردن بالعمل النسوي النشط الذي يلقى الدعم الكامل والمطلق من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين. وتنطلق سياستنا من إيماننا بقدرة المرأة على المساهمة في تنمية الأردن. فطورنا القوانين والتشريعات، ووفرنا فرص التعليم والتدريب الكفيلة بتمكين المرأة من المنافسة في عصر التقنية والمعلومات. وجاءت مبادرة نشر الحاسوب في المدارس المهنية والريف والبوادي والجامعات والمدارس ومكتبات الأطفال، خطوة في ذلك الاتجاه، تضع التكنولوجيا الحديثة، وسيلة تعلم وتطوير مهارات وإنجاز، تحت تصرف المرأة الأردنية.

وسجلت المرأة الأردنية قصص نجاح عديدة وفي مجالات مختلفة. لكن التحديات كبيرة، والطريق طويلة، سنقطعها، بإذن الله، بإرادتنا القوية وعملنا المتواصل الهادف إلى تمكين المرأة من خدمة مجتمعها بكل كفاءة واقتدار.

أيها السيدات والسادة،

سيساهم مؤتمرنا هذا في خدمة قضايانا العربية إذا ما استطاع تحديد معالم رؤية مستقبلية، نعمل في إطارها على تفعيل دور المرأة. ولا بد أن نرتكز إلى تراثنا العربي وقيمنا الإسلامية، في صياغة هذه الرؤية التي يجب أن تتلاءم مع خصوصياتنا الثقافية وتحقق طموحات أمتنا في الحياة الآمنة والعيش الكريم.

فنحن ننهل من إرث حضاري ساهم في بناء الحضارة الإنسانية، وننطلق من قيم تدعو إلى تمكين الإنسان، رجلا كان أو امرأة، من أداء واجبه تجاه شعبه وأمته.

أيها الإخوة والأخوات،

إنني أدعو الله عز وجل أن يوفقنا جميعا في خدمة أمتنا وقضاياها العادلة.

"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،