الملكة رانيا تتجول في شوارع السلط وتقوم بزيارة فجائية لمدرسة السلط الثانوية للبنات

12 تشرين الأول 2010

السلط - في زيارة تواصلية مع أهالي مدينة السلط، تجولت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم في المنطقة القديمة من المدينة التي تضم عددا من البيوت والمساجد والمدارس التي يتجاوز عمرها المائة عام.

واستهلت جلالتها الجولة بزيارة فجائية لمدرسة السلط الثانوية للبنات لتفقد سير الدراسة فيها وتبادل الحديث مع المعلمات والطالبات.

ولم تخفِ الطالبات فرحتهن بوجود جلالتها بينهن، وهنأن جلالتها بالسلامة بعد الإجراء الطبي الذي خضعت له، وتحدثن بعفوية عن متابعتهن لانشطة جلالتها داخل الاردن وخارجه باعتبارها المثال والقدوة، مؤكدة جلالتها اهتمامها بتعليم الفتيات لأهمية دورهن في بناء الاسرة والمجتمع.

وتوجهت جلالتها الى شارع الحمام ذي الطابع التاريخي العريق والذي يضم محلات تجارية يزيد عمرها عن المائة عام.

وخلال سيرها في الشارع تبادلت جلالتها الحديث مع المتسوقين واصحاب المحلات مستمعة الى شرح عن التطوير والتحديث الذي شهده الشارع.

واستوقف جلالتها اصحاب المحلات التجارية يبادلونها التحية والاطمئنان على صحتها ويحمدون الله على سلامتها.

وفي نهاية شارع الحمام حيث ساحة العين، توقفت جلالتها مستمعة من وزيرة السياحة والآثار سوزان عفانة الى شرح عن اهمية تدخل الوزارة بسوق السلط من اجل تعزيز قيمة المكان كمصدر جذب للسياح من داخل وخارج المملكة لزيارة مدينة السلط باعتبارها أحد أهم المدن التاريخية في الاردن.

وشاهدت جلالتها أعمال الترميم لمسجد السلط الكبير الهادفة لابراز الطراز المعماري الذي يليق بمكانة المدينة وبما يتناسب مع المحيط الحضاري التراثي، وبما يعمل على زيادة المساحات المخصصة للصلاة.

وتطرق الحديث في الساحة إلى ما قامت به وزارة السياحة من تأهيل وترميم لحوالي 124 مبنى من اصل 900 مبنى تراثي بشكل كامل أو جزئي ومن بينها بيوت سكنتها عائلات اردنية.

وفي نهاية الجولة تفقدت جلالتها أعمال الصيانة في متحف السلط التاريخي (بيت ابو جابر) وذلك قبيل إعادة افتتاحه في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث تم الانتهاء من جميع اعمال الترميم ووضع المعروضات التراثية التي تمثل جانبا من الحياة الاجتماعية والتعليمية والثقافية، التي لها علاقة بالسلط ورجالاته. ويعود تاريخ هذا البيت الى اواخر القرن التاسع عشر.

ولاطلاع جلالتها على مراحل تطوير وسط مدينة السلط واعتمادها كمقصد سياحي رئيسي، قدم مدير إدارة التطوير الفني في وزارة السياحة والآثار عوني كشط نبذة عن فكرة المشروع وأهدافه وإنجازاته وتطوير ساحة عقبة بن نافع وساحة البلدية ودير اللاتين وحي الجدعة وشارع الحمام والمسجد الكبير.

وتنقلت جلالتها ترافقها وزيرة السياحة ومدير المتحف الدكتور إبراهيم المصري بين اجنحة المتحف لتشاهد المعروضات ومنها الآلات الموسيقية والألعاب التراثية وغرفة صاحب الجلالة الملك عبدالله المؤسس وبعض اواني الفضة والفخار والزجاج ومحتويات المنزل السلطي من غرفة المونة، والمطبخ، وغرفة االضيافة، وغرفة النوم.

وقالت وزيرة السياحة إن الوزارة تهدف من خلال مسار السلط إلى إعادة التجربة السياحية في السوق التجاري القديم للمشاة والحفاظ على التراث المعماري للبيوت القديمة وايجاد ساحات تبرز هذه الابنية وتعمل على حراك سياحي وتواصل ثقافي واجتماعي لاهالي المنطقة.

وقالت إن الوزارة رصدت منحاً لتشجيع اهالي المنطقة على اقامة مشاريع لمنتجات وخدمات سياحية في المدينة.

يشار إلى أن مسار السلط السياحي جزء من المسارات المقترحة البالغ عددها 18 مساراً من بينها؛ الطريق المملوكي، وطريق القوافل النبطية، وطريق تراجان الروماني، ومدن الديكابوليس، والقصور الصحراوية، والثورة العربية الكبرى ولورنس العرب، السلط والقرى التراثية، وعجلون، والكرك، ومادبا، والمحميات الطبيعية ومسارات الأودية، والحج المسيحي، والنبي يحيى، ودرب الحج الشامي، مسارات مواقع المعارك الإسلامية ومقامات الأنبياء والصحابة.

ويطل متحف السلط التاريخي (مبنى أبو جابر) على الساحة الرئيسية لمدينة السلط، ومكون من 3 طوابق هي الارضي الذي بني عام 1887 ويحتوي الان على مركز للزوار ومركز دراسات وقاعة عرض مؤقتة، والطابق الاول الذي بني عام 1896 ويضم حاليا قاعات عروض دائمة لتاريخ وجغرافية المدينة، والطابق الثاني الذي بني عام 1905 ويحتوي على معروضات ثقافية ومعمارية من الحياة اليومية للمدينة.