الملكة رانيا تشارك في الاجتماع الأول للجنة رفيعة المستوى لرسم أجندة التنمية العالمية لما بعد عام 2015

26 أيلول 2012

نيويورك- بصفتها احد اعضاء اللجنة رفيعة المستوى لرسم أجندة التنمية العالمية لما بعد عام 2015، شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله يوم أمس (الثلاثاء) في الاجتماع الأول للجنة والذي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي اختار اعضاء اللجنة الـ 26 في آب الماضي.

واللجنة التي يرأسها رئيس إندونيسيا سوسيلو بامبانج يودويونو ورئيس ليبيريا إيلين جونسون سيرليف ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، تضم ممثلين عن حكومات وعن القطاع الخاص والقطاع الأكاديمي ومنظمات المجتمع المدني والشباب، وتشكل النساء أكثر من نصف أعضائها.

وكانت جلالة الملكة رانيا قد شاركت يوم الاثنين إلى جانب عدد من أعضاء اللجنة في اجتماع مع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني الدولية للاستماع الى آرائهم وأهدافهم وتطلعاتهم حول عمل اللجنة.

وخلال الاجتماع قالت جلالتها: "مساهمتكم ستساعدنا في تحديد إطار عمل اللجنة، ويجب أن تكون الأهداف الإنمائية القادمة شاملة ومتجاوبة مع احتياجات الأشخاص الذين تأثروا بشكل مباشر من الفقر".

وأضافت: "يختلف عالمنا اليوم عما كان عليه عام 2000 عندما وضعنا أول مجموعة من الأهداف الإنمائية، فلا نستطيع اعتماد نفس استراتيجيات الأمس لمواجهة متطلبات الغد، ما نستطيع فعله هو التعلم من الخبرات التي اكتسبناها على مدى الاثني عشر عاما الماضية".

وقالت: "الدرس الأثمن الذي تعلمناه هو أن العمل الفردي لا يجدي، بل العمل الجماعي... الذي يحقق النتائج التي نصبو إليها".

وبينت جلالتها اهمية توحيد الأهداف والخبرات والبيانات بين جميع المنظمات والأفراد والحكومات والشركات للحصول على نتائج مضاعفة، تمكننا من إحداث التغيير.

وأشارت جلالتها إلى أن ما قدمه المجتمع المدني كان مهما جدا سواء على صعيد التطبيق العملي أو تحديد مجموعة الأهداف الإنمائية الجديدة.

وستقوم اللجنة بتقديم تقريرها إلى الأمين العام في الربع الثاني من عام 2013.

ومن بين أعضاء اللجنة كل من الرئيس الالماني الأسبق هورست كوهلر، ورئيس الوزراء الياباني السابق ناوتو كان ووزيرة التنمية والتعاون الدولي السويدية غونيلا كارلسون، ومفوض شؤون التنمية في المفوضية الأوروبية اندريس بيابلاغس وعضو مجموعة الامين العام الاستشارية للأهداف الإنمائية للألفية الصيني ينجفان وانج، والمدير العام السابق لوكالة التنمية الفرنسية جان ميشال سيفيرينو، وعمدة اسطنبول قدير توباز.

كما تضم اللجنة الناشطة اليمنية توكل كرمان والحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2011 ووزيرة الخارجية المكسيكية باتريسيا اسبينوزا، والعضو في مجموعة الحكماء وزوجة رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا غراسيا ماشيل، رئيسة معهد بحوث التطبيقات الاقتصادية البرازيلي فينيسا بتريللي، البروفسور الاقتصادي في جامعة MIT الأمريكية المرموقة ابيجيت بينارجي، والمستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لمرحلة ما بعد عام 2015 أمينة محمد.

وخلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع اللجنة قال رئيس اندونيسيا سوسيلو بامبانج يودويونو:"من الأمور الواضحة في مناقشاتنا أن محاربة الفقر وتحسين مستوى معيشة الأفراد هي أهم أهداف اللجنة لما بعد عام 2015، ومن المؤكد أيضا أن الأجندة الجديدة يجب أن تبنى على انجازات الأهداف السابقة".

وأضاف: "نحن على مشارف سنة مليئة بالتحديات، لذلك نطمح إلى حشد الدعم القوي من الدول الأعضاء وذات العلاقة".

وخلال المؤتمر الصحفي ذاته قال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون: "يوجد لدينا هدف واضح ألا وهو القضاء على الفقر في العالم."

وأضاف: "يجب علينا التركيز على مسببات الفقر وليس فقط على مظاهر الفقر، ونحن نعلم كيف تستطيع الدول الانتقال من الفقر إلى الغنى وذلك من خلال القضاء على النزاعات والفساد، ووجود القانون وحقوق الملكية وتواجد الأسواق الحيوية والإدارة الجيدة. فهذه الأمور أساسية لنا ونحن بصدد وضع الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة".

وتعتبر هذه اللجنة جزءاً من مبادرة الأمين العام لما بعد عام 2015 التي تقررت في قمة الاهداف الانمائية للألفية عام 2010. حيث طالبت الدول الأعضاء بإجراء استشارات شاملة تشترك بها مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية، والمؤسسات التي تعمل في مجال البحوث من مختلف المناطق، بالإضافة إلى منظومة الأمم المتحدة للمضي في الأجندة التنموية بعد عام 2015.

وسيعكس عمل اللجنة تحديات تنموية جديدة، وفي الوقت ذاته الاستفادة من الخبرات المكتسبة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية من ناحية النتائج التي تحققت ومجالات التطوير. وستتعاون اللجنة مع المجموعة الحكومية الدولية لوضع أهداف التنمية المستدامة المتفق عليها في مؤتمر ريو +20، وستقدم تقارير المجموعتين للدول الأعضاء للتشاور.