الملكة رانيا خلال مشاركتها في مؤتمر تجمع رجال الأعمال الفرنسيين (ميديف)

26 آب 2015

سلطت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم في باريس الضوء على التحديات التي يواجهها الشباب في العالم العربي وأهمية الاستثمار فيهم ومنحهم الفرص، مؤكدة أن "أفضل وقت للاستثمار في الشرق الأوسط هو الآن".

جاء ذلك خلال مشاركة جلالتها بحضور سمو الاميرة ايمان بنت عبدالله في افتتاح مؤتمر تجمع رجال الأعمال الفرنسيين (ميديف) الذي يعقد في فرنسا بحضور العديد من الشخصيات القيادية والريادية على المستوى العالمي في مجالات الاعمال والتعليم والتكنولوجيا.

واكدت جلالتها خلال كلمتها في المؤتمر على أن ما يحتاجه الشباب العربي للتميز هو التعليم والفرص والوظائف، ووجود اشخاص يؤمنون بقدراتهم.

وقالت أن العديد من الشباب العربي يثبتون أنه في كثير من الأحيان نرى في ظلمة السماء الحالكة اكثر النجوم لمعانا. فبينما يحاول داعش جرنا إلى الوراء، شبابنا يدفعوننا إلى الأمام، ويحتضنون مستقبل القرن الـ21. مشيرة الى ان الشباب العربي متعطشون للنجاح وحريصون على الاستفادة من المشهد الرقمي الجديد، وكثير منهم بدأوا شركاتهم الناشئة.

واستذكرت جلالتها كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في عام 2008 خلال مشاركته في هذا المؤتمر، وقالت عندما كان جلالة الملك هنا في عام 2008، أثنى على العلاقة الخاصة بين فرنسا والأردن... والأهداف المشتركة التي تربطهما.

واضافت، ان جلالته تحدث ايضا عما يعدنا به مستقبلنا الجماعي الواعد... والأمن الذي يقوم عليه. وحث على النمو الاقتصادي الذي تقوده التجارة كوسيلة لضمان الوظائف والفرص لشبابنا.

وقالت جلالتها أن رؤية جلالته في السلام والازدهار للأردن والمنطقة ثابتة كما هي صداقتنا مع الشعب الفرنسي، مشيرة إلى التغيرات التي طرأت على المنطقة، حيث السياحة والتجارة تعانيان، وأعداد اللاجئين وصلت إلى أرقام قياسية، وترزح الدول المضيفة للاجئين تحت وطأة الضغط.

ونوهت الى ان المتطرفين يستحوذون على مساحات إخبارية واسعة، تسلب الثقة العالمية بالمنطقة، وتزرع بذور الخوف وتجر المنطقة إلى العصور المظلمة.

وقالت أن كل ما يميز منطقتنا من تنوع ثقافي وسياحة بيئية فريدة والتقنيات المزدهرة والشباب المبتكرون يضيع في ضباب السلبية. وأشارت إلى أن التصورات السلبية اتجاه العالم العربي تزيد من صعوبة الواقع القاسي، مبينة جلالتها أن منطقتنا الآن تحتاج أكثر من أي وقت مضى للأخوة العالمية.

وضمن اهتمامها بالتعليم قالت جلالتها أن أفضل بداية في الحياة لكل طفل هو التعليم. لذلك، في الأردن نعمل لإصلاح نظام التعليم على كل المستويات، بما في ذلك الاستثمار في المعلمين والتكنولوجيا.

وقالت جلالتها أن شبابنا متعطشون للمعرفة والمهارات وهم بحاجة إلى الاستثمار في المزيد من الفرص، كالتدريب وبرامج الارشاد وحاضنات الأعمال والمبادرات التي من شأنها مساعدتهم في القيام بالخطوة الأولى.

واشارت الى ان العالم العربي بحاجة إلى إيجاد أكثر من 100 مليون وظيفة بحلول عام 2020 لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل فقط، مضيفة أن على الجميع من حكومات وقطاع خاص، وأهل خير ومجتمع مدني، في الشرق والغرب، العمل معا لتوفير المزيد من فرص العمل والاستثمار في شبابنا ليس من أجلهم فقط بل من أجل الأمن الجماعي في منطقتنا وعالمنا، لأن ذلك ليس خياراً بل هو حتمية. ولا مجال للفشل. لأن فشلنا يعني تفوق المتطرفين.

وعقب رئيس (ميديف) بيير غاتاز على خطاب جلالة الملكة رانيا العبدالله، حيث عبر عن اعتزازه بمشاركة جلالة الملكة رانيا العبدالله بالمؤتمر. وقال أن جلالتها تعمل من أجل قضايا التعليم وتمكين المجتمعات والصحة والشباب. وأكد على أن الشباب العربي يستحقون تحقيق أحلامهم بمستقبل أفضل.

ويشار إلى أن هذا المؤتمر السنوي جاء هذا العام تحت عنوان "شباب رائعون" ويشتمل على مجموعة من الكلمات لعدد من الشخصيات، وجلسات تناقش مواضيع متنوعة في مجالات المجتمع والتحديات في المدارس وغيرها من القضايا المتصلة بالشباب والأعمال التجارية.

وقامت جلالتها ترافقها سمو الاميرة ايمان بنت عبدالله بزيارة الى احد متاحف الفنون الحديثة في العاصمة الفرنسية الذي يعرض العديد من الاعمال الفنية والتي تهدف الى ابراز القيم الثقافية للشعوب.