الملكة رانيا تطالب بعقد اجتماع شهري للأطراف المعنية بحماية الأطفال من الإساءة وتؤكد: ضرورة إيجاد بيئة قانونية تنصف الطفل" وتدعم العاملين في مجال حماية الأسرة"

11 كانون الثاني 2010

زارت جلالة الملكة رانيا العبد الله اليوم دار الأمان التابع لمؤسسة نهر الأردن وتفقدت مرافقه واطلعت على واقع الخدمات التي يقدمها

وخلال اجتماع مع مجموعة من المشرفين والمختصين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في الدار، استمعت فيه جلالتها الى التحديات التي تواجه العاملين في مجال حماية الاسرة وتحد من فعالية عملهم، طالبت جلالة الملكة بعقد اجتماع دوري كل شهر للأطراف والجهات المعنية بحماية الأطفال من الإساءة ممثلين بالفريق الوطني لحماية الأسرة

وأكدت جلالتها على ضرورة التواصل بين الأطراف المعنية خاصة وأن مشاكل الإساءة للأطفال لن تحل من طرف واحد، فهناك أبعاد قانونية وصحية واجتماعية وتعليمية وتنموية واقتصادية لكل حالة من حالات الإساءة يجب أن تتم دراستها وأخذ الاجراءات المناسبة بشأنها

وخلال الاجتماع الذي حضره عدد من أعضاء مجلس أمناء مؤسسة نهر الأردن ومنهم وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف بسيسو والمديرة العامة لمؤسسة نهر الأردن فالنتينا قسيسيه، ركزت جلالتها على التدريب وعقد ورش عمل للقضاة لمساعدتهم على تضمين الأبعاد الاجتماعية في تطبيق القانون مشيرة جلالتها الى أن التعرف على التجربة الميدانية في التعامل مع حالات الإساءة يتيح المجال للقضاة الانتباه للثغرات التي يمكن للقانون معالجتها

وأكدت جلالتها على ضرورة إيجاد بيئة قانونية تنصف الطفل وتدعم العاملين في مجال حماية الأسرة. وتلزم إعادة تأهيل ومعالجة المسيء

واشادت جلالتها بانجازات دار الامان وبأداء العاملين فيه وبما يقدمونه من جهود تعكس حرصهم على اختيار الأنسب لتخفيف الآثار النفسية للأطفال المنتفعين من خدمات الدار باعتبارها النموذج الوحيد في المملكة الذي يقدم مثل هذه الخدمات التي يجب أن تعمم وتصل إلى مختلف المناطق من خلال قيام مؤسسة نهر الاردن بمساعدة المؤسسات الراغبة وتدريب العالمين فيها وتبادل الخبرات وتوسيع حجم تغطية كوادرها

وقالت: "إن المتغيرات المتداخلة في تقديم الخدمة للأطفال المساء إليهم يؤثر على نفسية العاملين كونهم يقدمون دعماً عاطفياً كبيراً للأطفال المنتفعين الأمر الذي يستوجب مساندة وبيئة قانونية تساعد العاملين على المزيد من العطاء"

وتطرق الاجتماع الذي حضرته مديرة برنامج حماية الطفل من الإساءة سامية بشارة الى التحديات والقضايا المتعلقة بالطفل ومن أهمها عدم وجود تشريع قانوني لعلاج وتأهيل المسيء وعدم وضوح تكاملية الأدوار مع الشركاء المعنيين بقضايا الطفل، بالإضافة إلى صعوبة دمج الأطفال المساء إليهم في المدارس

وتجولت جلالتها في مرافق الدار المختلفة واستمعت من مديرة دار الأمان لبنى القدومي إلى شرح حول الخدمات العلاجية والإيوائية التي تقدم إلى الأطفال المساء إليهم وطرق التعامل معهم

كما استمعت جلالتها إلى شرح حول أحد البرامج الجديدة الذي ينفذها الدار وهو برنامج "الأمل في صورة" ((Picture of Hope الذي يهدف إلى تدريب الأطفال ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم من خلال الرسم والتقاط الصور في عدة مناطق منها متحف الأطفال وحديقة الحيوانات

وفي مكتبة الدار تحدثت جلالتها مع مجموعة من الأطفال عن قصة قاموا بقراءتها، كما زارت غرفة الأنشطة المتعددة واطلعت على مجموعة من الأعمال الفنية التي استوحاها الأطفال من فيلم قاموا بمشاهدته مسبقا

كما تفقدت جلالتها وضع اثنتين من الأسر التابعة للدار وتبادلت الحديث مع مجموعة من الأطفال وذلك خلال قيامهم بنشاطات القراءة والرسم

ويعتبر دار الأمان مركزا علاجيا إيوائيا للأطفال من عمر الولادة و حتى عمر 12 سنة للبنين و 13 سنة للإناث ، يعمل على حماية وعلاج الأطفال المساء إليهم وتأهيل أسرهم . ويقدم المركز الخدمة العلاجية للأطفال المقيمين في الدار والذين يصل عددهم إلى 32 طفلا وطفلة بالإضافة إلى أطفال تتم خدمتهم بينما هم عند أسرهم دون الحاجة إلى فصل الطفل وإدخاله دار الأمان كون الإساءة لم تصل إلى حد يستدعي ذلك، كما تتم متابعة الأطفال الذين يتم تسليمهم سواء لأسرة أصلية أو لأسرة بديلة أو لأي مركز حماية ورعاية آخر