الملكة رانيا تتسلم جائزة "التفاحة الذهبية" من منظمة "ماريسا بليساريو" الإيطالية ، وتؤكد "التعليم هو الحد الفاصل بين العلاج والفقر، الحياة والموت"

21 تشرين الأول 2009

روما - تكريماً لأعمالها الإنسانية والتزامها بالسعي نحو تحقيق السلام ومنح المرأة والأطفال حول العالم حقوقهم، تسلمت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم في روما جائزة "التفاحة الذهبية" من رئيس مجلس النواب الإيطالي جان فرانكو فيني.

وبحضور أكثر من ثلاثمائة من السياسيين ورجال الأعمال وأعضاء مجلس النواب وممثلين من وكالات الأمم المتحدة وشخصيات دبلوماسية رفيعة المستوى تسلمت جلالتها الجائزة المقدمة من المنظمة الإيطالية العالمية "ماريسا بليساريو".

وفي كلمة لها خلال حفل التكريم، أبرزت جلالتها التحديات التي تواجه العالم اليوم من نقص الطعام وأسعار النفط والأزمة الاقتصادية وما تبعها من زيادة أعداد العاطلين عن العمل والقاطنين في الفقر. وأكدت في هذا المجال على قدرة النساء في المساعدة على إزالة شبح الفوضى المالية من حياتنا وتغيير الصورة، والعودة بالعجلة التنموية العالمية نحو التحسن المستدام، موضحة أهمية دور المرأة في بناء المجتمعات. وقالت جلالتها "لسنوات، اعتبرت النساء في النظرية الاقتصادية مواطنات من الدرجة الثانية. ببساطة، الناس تقبَلت أن يدير الرجال المال، من المصروف المنزلي إلى أموال الدولة. ولكن الأوقات تتغير. فمن المتوقع أن تقدم المرأة للاقتصاد العالمي أكبر دفعة في تاريخ البشرية – نمو أقوى وأكبر من نمو الصين والهند مجتمعتان. في الحقيقة، حوالي ثلاث ونصف ترليون يورو من الدخل الجديد في الاقتصادات العالمية خلال السنوات الخمس القادمة سيتم تزويدها من قبل نساء".

وأضافت جلالتها "عندما تستثمر المرأة أموالها، فهي تفعل ذلك وهي تنظر الى المستقبل...تطعيم أطفالها وإرسالهم إلى المدرسة. وتميل المرأة إلى توفير جزء من راتبها للمستقبل". وتحدثت جلالتها عن التحديات التي تواجه المرأة في مكان العمل حول العالم والتي منها عدم المساواة، مؤكدة أن الحل لتلك التحديات يتمثل في تعليم الفتيات قائلة "عندما تعلم الفتاة تصبح إمرأة قادرة على إخراج نفسها وأسرتها من الفقر .. ولديها فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة خلال الولادة، وتجنب الأمراض القاتلة والإيدز".

وأشارت جلالتها إلى الالتزام الذي قدمه قادة العالم في عام 2000 بتوفير التعليم للجميع والذي كان من الأهداف الأساسية في عام 1960، وقالت "عملنا لنصف قرن على ذلك، ومع ذلك ما زال 75 مليون طفل خارج المدارس الأساسية، وأغلبهن من الفتيات. و776 مليون بالغ كبروا أميين - ثلثيهم من النساء". وقالت "اذا أردنا تحقيق الرخاء في العالم علينا إطلاق طاقات الفتيات"، مؤكدة أن "التعليم هو الحد الفاصل بين العلاج والفقر، الحياة والموت". وجائزة 'التفاحة الذهبية'، جائزة عالمية تقدم للشخصيات النسائية التي حققت إنجازات بارزة في مجالات السلام وحقوق الإنسان والحرية، وتأسست منظمة بليساريو في عام 1989 كواحدة من المؤسسات الايطالية العريقة التي تساهم في زيادة الوعي والمعرفة وتعزيز دور المرأة في جميع المجالات.

وقد منحت المؤسسة جائزتها للعديد من الشخصيات الدولية البارزة منها السيدة سوزان مبارك، ورئيسة جمهورية ايرلندا ماري ماكاليس، ورئيسة برنامج الأغذية العالمي جوزيت شيران، وعمدة مدينة ميلان ليتيسيا موراتي. وحضر الحفل الاميرة وجدان الهاشمي سفيرة الاردن في ايطاليا والاميرة ايمان بنت عبدالله والاميرة عائشة بنت الحسين والاميرة زين بنت الحسين.