الملكة رانيا تزور مركز السلط للمهن والحرف وتلتقي شركاء برامج التدريب

11 تشرين الأول 2009

السلط - ضمن اهتمامها بحصول الشباب على أفضل المهارات التي تمكنهم من المنافسة على أفضل الفرص المهنية في سوق العمل، ولمتابعة خطط التطوير والاصلاح في عمل مؤسسة التدريب المهني، زارت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم مركز السلط للمهن والحرف التقليدية، والتقت مجموعة من شركاء مؤسسة التدريب المهني وأعضاء اللجنة الوطنية لتطوير المؤسسة ومجلس ادارتها.

وخلال اللقاء أكدت جلالتها على أهمية الاسراع في الاصلاح والتطوير لعمل مؤسسة التدريب المهني بما في ذلك القوانين والانظمة لادارة عملها بمرونة واستقلالية. كما أكدت جلالتها على الشراكة بين المؤسسة والقطاع الخاص مشيرة إلى ضرورة التنظيم المؤسسي المستدام لهذه الشراكة.

وقالت جلالتها "علينا العمل من أجل إعادة الاعتبار للتدريب المهني وتحسين صورته من خلال استقطاب نوعي للمتدربين وجعله خيارا إيجابيا واعتباره جزءا من عملية التعلم تمكن الخريجين منه الالتحاق ببرامج أكاديمية تمنح شهادات على مستويات عليا." واضافت اذا اردنا الارتقاء بعمل مؤسسة التدريب المهني علينا بناء شراكات مع مؤسسات أكاديمية متخصصة والاستفادة من التجارب والخبرات الدولية في هذا المجال. وأكدت جلالتها على الاهتمام بنوعية المدربين وتقديم الحوافز المرتبطة بمدى تطور قدراتهم وفتح مجالات أكاديمية لتعزيز مهاراتهم والاستفادة من التجارب الدولية في المجالات المهنية. مشيرة إلى ضرورة بناء منهاج تدريبي على المهارات الشخصية.

وحثت على بناء هوية مهنية تخصصية لمراكز االتدريب المهني المنتشرة في المملكة بحيث يصبح كل مركز متخصص في تقديم تدريب يتوافق مع احتياجات السوق المحيط به وايضا تشكيل مجلس ادارة لكل مركز يراعى باختيار الاعضاء التنوع وطبيعة تخصص المركز وممثلين عن القطاع الخاص والمؤسسات الاكاديمية. وشارك في اللقاء السفير الايطالي بعمان ومدير مكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) ومدير مشروع سياحة وممثل عن مؤسسة انقاذ الطفل وممثلون عن منظمات وشركات عالمية، وشركاء من القطاع الخاص. وفي بداية اللقاء الذي حضره وزير التربية والتعليم بالوكالة الدكتور صبري ربيحات، قدم وزير العمل رئيس مجلس ادارة مؤسسة التدريب المهني الدكتور غازي شبيكات عرضاً عن المهام المناطة بالمؤسسة ودورها في رفد الاقتصاد الوطني بالكوادر المهنية المدربة. واستعرض بعض التوجهات التي يجري العمل عليها على صعيد استكمال مسيرة التطوير والاصلاح للمؤسسة ومنها اشراك القطاع الخاص في بناء السياسيات مشيرا الى توجه الوزارة لانشاء مركز وطني لاعتماد التعلم التقني والمهني مهمته الاشراف على ضمان نوعية الخريجين من المتدربين.

وقال نأمل من خلال التطوير والاصلاح الى ايجاد مؤسسة مستقلة ومسؤولة تعمل على تحسين فرص المتدربين الاجتماعية والوظيفية وتواكب المتطلبات المتجددة لأصحاب العمل وتأمين تكافؤ فرص التعليم وإمكانية تحويل المسار التدريبي وتطبيق نظام تدريبي مبني على نظام الوحدات المهاراتية المنسجمة مع المعايير الدولية. وقدم مدير عام مؤسسة التدريب المهني ماجد الحباشنة شرحا عن الشراكات التي تقوم بها المؤسسة مع القطاع الخاص والتي وصلت لغاية الان 35 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتقديم التدريب على مجالات تتوافق مع متطلبات سوق العمل وترفد الاقتصاد الوطني بكوادر مؤهلة في تخصصات جديدة.

وقال ان الدراسات التي اجريت على المؤسسة بينت ان القوانين والأنظمة لا تحقق تطلعات المؤسسة في التطوير اضافة الى ان ضعف مؤهلات المتدربين الملتحقين بالمؤسسة يؤدي الى تكريس النظرة الاجتماعية السلبية للتدريب المهني والى مخرجات تدريب دون الطموح. بعد ذلك شاهدت جلالتها عرضا لنقاط القوة التي تتمتع بها المؤسسة والفرص المتوفرة والتي تشكل عوامل رئيسية في تحقيق الاصلاح والتطوير لعمل المؤسسة واستمعت جلالتها الى مداخلات الشركاء من القطاع الخاص واعضاء مجلس الادارة حول دور المؤسسة وامكانيات التعاون وبعض الافكار الخاصة بدعم توجهات المؤسسة في تطوير التدريب المهني بشكل عام وتوحيد مسارات التدريب ومنع الازدواجية بين الجهات المحلية المزودة للتدريب.

وفي بداية الزيارة تجولت جلالة الملكة رانيا في مشاغل المركز مستمعة الى شرح قدمه مدير المركز المهندس علي شريم حول طبيعة البرامج التدربية التي يوفرها المركز وشاهدت جلالتها جانبا من عمليات التدريب المقدمة لطلاب من دول عربية لديهم احتياجات الخاصة. كما شاهدت نماذج من مشغولات المتدربات في ورش الخزف مستمعة الى شرح عن مدى الاقبال على هذه الورش مستفسرة جلالتها عن تسويق المنتجات ومدى توفر فرص عمل للمتدربات بعد التخريج. يذكر أن مؤسسة التدريب المهني أنشئت بموجب القانون المؤقت رقم (35) لعام 1976. وتهدف لتحقيق الريادة والتميز في تقديم خدمات التدريب المهني، وتصنيف العاملين والمحلات المهنية. ويبلغ عدد معاهد ومراكز التدريب المهني (46) مركزاً ومعهداً منها (10) مراكز اناث، وتنفذ المؤسسة (237) برنامجاً تدريبياً. ومنذ عام 1976 تدرب حوالي 287 ألف شخص، وتقدم الدورات التدريبية بالتعاون مع القطاع الخاص. وقدمت الحكومة الإيطالية ومنظمة العمل الدولية الدعم للمركز بتزويده بمعدات ودعم مادي وفني من خلال منظمة العمل الدولية.