خلال لقاء مع كوادر مؤسساتها غير الربحية التي أنشأتها على مدار السنوات الماضية الملكة رانيا "علينا مسؤولية والانسان الأردني يستحق منا أحسن خدمة"

20 كانون الثاني 2010

عمان – قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله "إن الشيء المشترك بيننا كمؤسسات تعمل معاً هو الاستثمار بالانسان الأردني، وهذا ليس صدفة لأنني عندما أنظر إلى نفسي أجد أن الأردني بما يمتاز به من قيم ومبادئ وصفات هو مصدر الهامي وفخري الرئيسي أينما ذهبت".  

وأضافت جلالتها خلال لقاء أقيم في مبنى الأكاديمية الدولية / عمان وضم الكوادر العاملة في مؤسساتها غير الربحية التي أنشأتها على مدار السنوات الماضية "نحن علينا المسؤولية والإنسان الأردني يستحق منا أن نعطيه أحسن خدمة مشيرة إلى أن الذي يجمعنا ليس فقط مجال عملنا ولكن هو المبادئ والقيم التي نتبعها ويجب أن نركز على أمرين مهمين هما الصدق والتميز في العمل".

وفي كلمة شكرت فيها العاملين على جهودهم التي بذلوها من أجل إنجاح مؤسساتهم ومساعدة كافة فئات المجتمع، قالت جلالتها "أعطاكم الله الصحة والعافية والهمة لأن تكونوا عون اليتيم، وناشري التعليم، وممكني المجتمع، ومحصني الأجيال. فلكل واحد دوره .. وعلى كل منا مسؤولية وواجب وطني وإنساني". 

وأضافت جلالتها "عندما أطلقت مؤسسة نهر الأردن قبل خمسة عشر عاماً اصطدمنا بالكثير من المفاهيم التي تحول دون تكافؤ الحقوق والفرص؛ خاصة فيما يتعلق بالمرأة والطفل.  فتصحيح المفاهيم الخاطئة والمجحفة بحق الفئات المستضعفة، خاصة غير المتعلمة، يحتاج وقتاً طويلاً". 

وأضافت "من هذه التجارب أدركنا أن الاستثمار في تعليم الأطفال لا بد وأن يكون على رأس أولوياتنا؛ لكي نكافح آفات نتجت عن عدم المعرفة؛ عن عدم معرفة الحقوق والواجبات والإمكانيات والحدود والآفاق. وليسير التعليم يداً بيد مع مؤسستنا البكر لتمكين المجتمع والارتقاء بنوعية حياة المواطن، مؤسسة نهر الأردن، لأنني أؤمن بأن التمكين والتعليم وجهان لعملة واحدة".

"أود أن أنتهز فرصة تواجدي معكم اليوم لأشكركم على الوقت والجهد الذي تبذلونه، كما آمل أن نتشارك بالأفكار حول تطوير مؤسساتنا بحيث تتناسب مع طموحنا المتزايد. أقدر عملكم وأثمنه وأحرص عليكم كجزء مني، إن قصر فقد قصرت، وإن أنجز فقد أحسنت إدارته، وأحاسبكم كما أحاسب نفسي، وأتوقع من كل منكم ما أتوقعه من رانيا، عملاً دؤوباً دون كلل".

وقالت جلالتها "مؤسساتنا العشرة، ثمان منها تختص بالتعليم: بالمدرسة والمعلم، والطالب والمجتمع المدرسي، والصحة المدرسية، وتدريب القائمين على العملية التربوية؛ وتزويدهم بأحدث أساليب التعليم وأدواته.  هذه المؤسسات متكاملة، وعملها متداخل، وآلياته دائمة التطور، لتواكب نهضة مجتمعنا وتسد احتياجاته، وتلائم رؤيتنا". 

وحددت جلالتها ملامح المرحلة القادمة قائلة "علينا أن نكون جميعاً مستعدين للمرحلة المقبلة... مرحلة التوسع، وبناء شراكات جديدة داخل الأردن وخارجه... يجب أن نكون على قدر المسؤولية وأهلاً للمنافسة. ويجب أن يبقى الهدف الموحد نصب أعينكم وتتشاركوا في الخبرات والموارد والإنجازات، فتعددنا وتنوعنا مصدر قوتنا، هو فرصة لا تتاح للكثيرين وأتمنى أن تستفيدوا منها". 

وحضر اللقاء مدراء وموظفي مؤسسات مدرستي، الجمعية الملكية للتوعية الصحية، صندوق الأمان، الأكاديمية الدولية / عمان، مبادرة التعليم الأردنية، مؤسسة نهر الأردن، متحف الأطفال، المجلس الوطني لشؤون الأسرة، أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي.

وكان مدراء المؤسسات قدموا أمام جلالتها نبذة عن انجازاتها وخططها المستقبلية وتقديم أمثلة على نجاح مؤسساتهم واقتراح أفضل الوسائل للمرحلة المقبلة.

وفي مداخلاتها خلال الحديث عن المؤسسات وخططها المستقبلية قالت جلالة الملكة "أتطلع إلى معرفة أثر عملكم على المجتمع والأفراد وما هي النقلة النوعية التي يلمسها الأردني من خلال عملكم، واذا لم نحقق أي آثار علينا معرفة ذلك وأسبابه ... وتقييم الوضع والمحاولة من جديد حتى نحقق الأهداف التي وضعناها".

وأكدت جلالتها على النوعية والتميز والمستوى العالي للعمل، مشيرة إلى أن التميز بالعمل هو ما نطمح له. 

وأضافت جلالتها "الحب الحقيقي لعملنا هو عندما نعرف عيوبه ونحبه بغض النظر عنها".

وأعربت جلالتها عن فخرها بتصدير خبراتنا خارج الأردن لأن ذلك دليل على تميزنا. وقالت "قدرتنا على تصدير خبراتنا تعتمد على قابليتنا على استيعاب خبرات العالم المتسارع والمتجدد والمتغير" مشيرة إلى التعليم والانفتاح على خبرات الآخرين وهو جزء هام لاستمرارية التميز.

ونوهت إلى أن الخبرات الخارجية لا تعني اهمال ما يوجد لدينا من امكانيات ولكنها ضرورية لإثراء التعليم والتميز، مؤكدة أن الموروث القيمي لنا يؤكد طلب العلم ولو في الصين وأن تبادل الخبرات الخارجية وتطبيقها ضمن احتياجاتنا وقيمنا من الامور التي تساعد على مواصلة عملنا بتميز.

وحول التعاون في تطبيق نتائج عمل المؤسسات بما يفيد المجتمع قالت جلالتها "النتائج وشموليتها وآثارها الايجابية هي أفضل وسيلة للاقناع في نشر العمل وتطبيقه في مؤسسات أخرى".  

وأضافت جلالتها "لم يكن أحد يتخيل دخول القطاع الخاص للمدارس، ولكن من التجارب ومن خلال مباردة "مدرستي" أصبح الجميع يشعرون بميزة الشراكة بين مؤسسات الحكومة والقطاع الخاص والمعلمين والطلبة والأهالي ومؤسسات المجتمع المدني".

وفي مداخلة حول تعزيز مكانة المعلم قالت جلالتها "كلنا علينا دور ومسؤولية في هذا المجال من لديه أبناء يدرك تماما أن أهم شخص في حياة ابنه أو ابنته بعد الأم والأب هو المعلم .... المعلم له أهم دور في تكوين شخصية الأولاد. وبالنسبة لي من أهم المهن في الأردن هي مهنة المعلم".

وأضافت "علينا دور في إبراز دور المعلم وتقديره، واعطائه الأهمية والاحترام لهذه المهنة، علينا جميعا دور في تغيير النظرة للمعلم، ونريد أن تكون هذه المهنة مرغوبة. فكلما عملنا على تغيير نظرتنا إلى مهنة التعليم يصبح لدينا ارتقاء بالمهنة، وكلما كانت نوعية المعلم في بلدنا عالية وممتازة كلما استطعنا أن نصل إلى جميع الأهداف التي نريدها".

وقالت جلالتها "أن القاعدة هي التعليم، وأهم مكون في التعليم هو المعلم واذا استطعنا أن نرتقي بنوعية المعلمين في الأردن فنكون أنجزنا أهم هدف ممكن ننجزه".

وفي الحديث عن تحديات التمويل التي تواجه عمل المؤسسات قالت جلالتها "الوضوح والصدق في العمل أهم عناصر بناء الثقة ومواجهة تحديات التمويل" مؤكدة في هذا المجال على ضرورة التواصل والاتصال الداخلي بين أفراد المؤسسات من ناحية، والمؤسسات وما خارجها من ناحية أخرى.

وأضافت أن إيصال نتائج العمل للأفراد وملامستهم لأثرها عناصر مهمة لبناء وتعزيز الانتماء والولاء للعمل.

وكان العاملون قد عقدوا ورشة عمل جرى خلالها استعراض أخر البرامج والجهود التي تقوم بها جلالتها على الصعيد الداخلي والخارجي. كما تم مناقشة نظرة المؤسسات وخطط العمل المستقبلية لها.