الندوة التفاعلية لجريدة الواشنطن بوست ومجلة النيوزويك على شبكة الانترنت تحت عنوان "المسلمون يتكلمون"

26 تموز 2007

وأنا أحيّكم بتحية الإسلام، وهي السلام، فإنني أرحب بهذه الفرصة للمشاركة في هذا النقاش وأنا سعيدة للتفكير بأن قراءً حول العالم يهتمون بالإسلام، دينْ يؤمن ويعتز به الملايين من الرجال والنساء حول العالم. وأتمنى أن يساهم هذا اللقاء في تغيير التصورات بأن المسلمين نوعا ما مختلفون.. غرباء.. بمعزل عن العالم.

جميع الأديان - قبل كل شيء - تقوم على أساس علاقة شخصية وخاصة مع الله سبحانه وتعالى. وأنا أؤمن بأننا إذا أردنا بناء الفهم الحقيقي في المجتمع وبين المجتمعات، يجب أن نعامل بعضنا البعض كبشر، وليس كممثلين لدينٍ أو لآخر.

وربما لهذا السبب لم اشعر في يوم ما بأنني منشغلة بتعريف "المعنى الحقيقي" للإسلام. فبالنسبة لي، الإسلام هو مزيج من الفضائل ومكارم الأخلاق، يرشدني في تعاملي مع العالم. أنا اعرف في أعماق نفسي، من خلال قراءتي وتَعَلُمي للقرآن الكريم وتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، بأنه من الحسن أن نعطي .. أن نتعاطف .. أن نصبر .. أن نرحم. هذه الفضائل تقدم نهجاً أخلاقياً - طريقة للعيش، وطريقة للتصرف، كعضو في الأسرة البشرية.

ارجع بذاكرتي إلى الصغر حيث ترعرعت على تعاليم الإسلام السمحة – ليس بشكل منفصل عن الحياة اليومية، ولكن بشكل جوهري فيها. أفكر في حب وعطف والديّ، كيف علمانا أنا وإخوتي أهمية المشاركة، وكيف علمانا أن نقدر الصدق، والتواضع، والإحسان والتسامح. والآن وقد أصبحت أماً أرى هذه المعاني تتحقق حين احتضن أولادي، حين نعطي من أنفسنا لأولئك الأقل حظاً، وحين يُذكرنا شهر رمضان الكريم بجوع وعطش من هم بحاجة.

وإنني اعتز بهذه التجارب ليس فقط لأنها تجعلني أكثر إيماناً ولكن لأنها تجعلني إنساناً أفضل - أكثر شكرا وارتباطا ووعيا. ونعم .. إنني اتجه إلى القِبلة كل يوم وأحمد الله سبحانه وتعالى في صلاتي. ولكنني أتمنى أن يركز القراء الذين يسعون لفهم "المعنى الحقيقي للإسلام" لا على طريقة أداء المسلمين لعباداتهم فحسب بل أيضا على من نحن: أمهات وآباء .. زوجات وأزواج .. وطلاب وجيران وأصدقاء... أناس يبتسمون بفخر عندما يخطو أبنائهم خطواتهم الأولى، يضحكون مع أصدقائهم عند استعادة الذكريات القديمة، يقلقون على نتائج الامتحانات، يبكون من رؤية أطفالهم يتألمون. أناس مثلكم.