مدرسة عين جنا الثانوية للبنات.. نموذجا لنجاح مبادرة مدرستي

المصدر: الرأي

23 أيار 2011

كتبت - سهير بشناق- بالرغم من ان مبادرة « مدرستي « التي اطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله في عام 2008 وصلت الى مرحلتها الرابعة في صيانة البنية التحتية لـ» 300 « مدرسة في (10) محافظات وتمكنت من تقديم الفائدة الى مائة وعشرة الاف طالب و طالبهة وسبعة الاف معلم ومعلمة و إنشاء 270 لجنة مجتمعية , الا ان نتائج المبادرة في مراحلها الاولى والثانية لا تزال مدارس عديدة تحصد ثمارها وتحرص على الاستمرار قدما بالنجاح الكبير الذي زرعته المبادرة في المدارس.

مبادرة مدرستي لا تهدف الى اجراء الصيانة للبنية التحتية لعدد كبير من المدارس فحسب بل تقوم على اشراك المجتمع المحلي وطلاب المدارس باهداف المبادرة ليتمكن من المضي قدما بالمحافظة على ما تم انجازه واضافة انجازات اخرى لمدارسهم لتصبح نموذجا يحتذى به لباقي المدارس.

 وتعتبر مدرسة عين جنا الثانوية للبنات والتي شملتها مبادرة مدرستي ضمن مرحلتها الثانية نموذجا لمعاني النجاح والقدرة على خلق بيئة مدرسية ناجحة تعدت حدود المبنىوالغرف الصفية باصرار ادارة المدرسة وطالباتها على الابقاء على ما قامت به المبادرة اتجاه مدرستهن. 

فخلال الجولة التي قامت بها جلالة الملكة رانيا العبدالله للمدرسة امس عبرت جلالتها عن فخرها بما شاهدته من تكاتف في اداء الواجب بين المعلمات والادارة والطالبات في المدرسة والذي اثمر عن نتائج ايجابية للمبادرة في المدرسة وفي المجتمع المحلي.

مدرسة عين جنا الثانوية للبنات ، في كل قسم من اقسامها ، في صفوفها وفي ساحتها وفي حديث طالباتها تجسد واقعا مشرقا لمدرسة لم تكتفي بالوقوف عند حدود صيانة المدرسة بل تمكنت طالباتها وادارتها من تحقيق الكثير لتصبح نموذجا لمدارس اخرى ونموذجا للمجتمع المحلي.

مديرة المدرسة وفاء القضاة اكدت على ان الطالبات تمكن من استحداث مشغل للتدريب للمهني وذلك ضمن الانشطة التي تم تطبيقها خلال مبادرة مدرستي ويعمل على تغيير الانماط الغذائية في مقصف المدرسة واتباع انماط صحية جديدة. وبينت انه من نشاطات المدرسة ضمن برامج مدرستي تم ايجاد غرفة خاصة بالتوعية المرورية (كفى) التي جهزتها لجنة كفى المرورية في المدرسة بالتعاون مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية بهدف نشر الوعي بطرق السلامة المرورية.


ولعل النجاح والتقدم الكبير الذي شهدته المدرسة زرع في نفوس الطالبات اصرارا اكبر على المحافظة على كل ما هو جميل في مدرستهم ,فمن مشغل للتدريب المهني الذي من خلاله يتم مساعدة عدد من الفتيات الفقيرات في المدرسة الى الغرفة المرورية كفى والتي نجحت في زيادة الوعي المروري لدى الطالبات والمجتمع المحلي والحد من حوادث السير خاصة اثناء الدوام المدرسي الى استخدام الحاسوب من قبل الطالبات والمعلمات حيث تمكن الطالبات من الحصول على جائزة وزارة التربية والتعليم في مختبر الحاسوب الذي تم تطويره كثمرة من ثمار «مدرستي» بشراكة مع مبادرة التعليم الاردنية اضافة الى دور الطالبات بتصميم واطلاق موقع الكتروني خاص بالمدرسة.


مديرة المدرسة وفاء القضاة اشارت الى ان المدرسة شملتها مبادرة مدرستي في مرحلتها الثانية عام 2009 وبها 23 شعبة صفية و700 طالبة من الصف السادس الابتدائي الى المرحلة الثانوية ، مبينة ان مبادرة مدرستي غيرت المدرسة بشكل كبير من احداث صيانة شاملة للمدرسة وعلى اثر هذا التغير تغيرت رؤية الطالبات لمدرستهن وبدأن بالاستفادة من برامج وانشطة المبادرة وتسخيرها لخدمة مدرستهن ومجتمعهن المحلي فانتقلن بأنفسهن وبمدرستهن نقلة نوعية من كافة الجوانب.

واسهم في نجاح المدرسة العمل من خلال تشكيل لجان من الطالبات والمعلمات والمجتمع المحلي فهناك اللجنة المجتمعية واللجنة الارشادية ولجنة النهوض الوطني واللجنة الصحية وجمعيها لجان تخدم المدرسة وتعزز برامج وانشطة مبادرة مدرستي.

احدى الطالبات في اللجنة المجتمعية اكدت على ان هذه اللجان احدثت تغيرا كبيرا لدى الطالبات وساهمت في اخراج الطالبات من اجواء المدرسة التقليدية الى اجواء اخرى لم نكن نعرفها بالسابق مما اسهم في احداث تغير كبير في حياة الطالبات انعكس على تحصيلهن الاكاديمي. وهذا ما اكدت عليه جلالة الملكة رانيا العبدالله خلال لقائها بالطالبات الممثلات عن اللجان بقولها « ان عمل اللجان يؤكد ان المدرسة انتقلت من الدور التقليدي والذي يتمحور على انها المكان المخصص للدراسة والحصول على العلامة فقط واصبحت المدرسة تعمل بروح مبادرة «مدرستي» لتكون مركزا مجتمعيا يتواصل مع محيطه ويشعر المجتمع باهميته بالنسبة له « مؤكدة جلالتها على ان هذه اللجان ستساعد الطالبات طوال حياتهن، نتيجة المهارات التي تم اكتسابها كمواطنات فاعلات في مدرستهن ومجتمعهن.

قصص النجاح التي تحكي عنها انجازات الطالبات في مدرسة عين جنا الثانوية للبنات لم تعد مقتصرة على طالبات المدرسة فحسب بل ان تعميم الفائدة التي اكتسبتها الطالبات الى مدارس اخرى ولو لم يكن مشمولات بمبادرة مدرستي هو هدف المدرسة في المرحلة القادمة.

وقد اكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله على اهمية هذا الجانب من خلال العمل على تعميم الفوائد المستفادة من برامج مبادرة «مدرستي» اللامنهجية والتي تنمي عند الطلبة مهارات حياتية وعادات وانماط صحية واجتماعية ايجابية.

مبادرة مدرستي التي تقوم على الشراكة بين طلاب المدارس والمجتمع المحلي والقطاع الخاص تعمل على تشكيل لجان في كل مدرسة مشمولة بالمبادرة لتستمر في العمل والانجاز ولتتمكن من اشراك المدارس الاخرى غير المشمولة بالمبادرة بهذه اللجان وتعميم الفائدة والتجربة الناجحة على باقي المدارس لتتمكن من الاستفادة قدر الامكان واحداث التغير الايجابي المطلوب.

مدرسة عين جنا الثانوية للبنات قصة نجاح حقيقية تمكنت من ان تصبح مركزا مجتمعيا يخدم اهالي المنطقة ومثالا يحتذى به لنجاح مبادرة مدرستي ليس فقط باجراء الصيانة للمدرسة بل بتعزيز جوانب البرامج والانشطة واللجان التي جميعها تخدم المدرسة وطالباتها وتساعد في الاستمرار بالعمل والنجاح.

ولعل الوصف الذي وصفته احدى طالبات المدرسة بقولها « ان مبادرة مدرستي كانت بمثابة مصباح علاء الدين غير حالها الى الافضل والاجمل « هو وصف يعكس معنى قيمة النجاح الذي لا يتوقف عند حد معين ولا يحتاج الا للأصرار والمثابرة والعمل النابع من حب الطلاب لمدارسهم ورغبتهم باحداث تغير ايجابي قادته المبادرة في البداية واخذ يزدهر يوما بعد يوم بثقة وجهود الطالبات وادارة المدرسة.

كيف لا وهن استطعن تحقيق النجاح وتذوقن معنى ان تصبح المدرسة مركزا يقوم على خدمة الاخرين من المجتمع المحلي بعد ان تعدوا المعاني التقليدية لدور المدرسة ورسمن لوحة جميلة عنوانها مدرستي: مسؤوليتي... مجتمعي... مستقبلي.

المصدر