الملكة رانيا تعرض اهداف "مدرستي"خلال كلمة لها في واشنطن

22 نيسان 2009

أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله أن "التعليم هو الاداة الاكثر فاعلية للتغيير وتشكيل المستقبل في أنحاء العالم"، جاء ذلك في كلمة افتتحت بها منتدى الاعمال الخيرية العالمي الثامن الذي بدأ اعماله في واشنطن تحت عنوان "خمس أزمات، حلول عديدة والتزامنا العالمي"، لمناقشة قضايا الفقر والصحة والتعليم والتغير المناخي.

واستعرضت جلالتها امام الحضور ما يقوم به الاردن في مجال التعليم خاصة وان المنتدى يهدف الى ربط الجهات المانحة بالقضايا والاستراتيجيات الفعالة والشركاء المحتملين من جميع أنحاء العالم.

وقالت جلالتها "لا يعتبر التعليم تحديا فقط ولكنه حل ايضا ... فعندما ننظر الى التحديات التي تواجهنا، نجد أن التعليم يمنحنا القدرة على تخطيها".

واضافت "عندما تُعلم طفلة، تمنحها الادوات لتساعد نفسها للتخلص من العوز. وعندما تعلم أماً، تعطيها المعرفة لحماية صحتها وتنشئ عائلة صحية وقوية. وعندما تعلم مجتمعا تزرع احتراما للتنمية المستدامة. وعندما تُعلم دولة تُشجع التسامح، والتقبل والسلام".

وقالت جلالتها "الاردن دولة نامية والعديد من مدارسنا قديمة وفي حالية سيئة، لذلك من الصعب ان نضع على قمة اولوياتنا توفير حواسيب للمدارس في الوقت الذي تعاني منه جدرانها من التشققات، والاطفال فيها يرتدون المعاطف والقبعات داخل الصفوف طوال الشتاء ليبقوا دافئين".

واضافت "من الصعب تشجيع التفكير المستقل في صفوف مهترئه وفي مدارس تعمل بنظام الفترتين ... من الصعب ان يلهم الشباب ويؤمنون بقدراتهم عندما تكون المرافق آيلة للسقوط، وغير نظيفة وخطيرة."

وتحدثت جلالتها عن "مدرستي" التي أطلقتها العام الماضي مشيرة الى ان المبادرة نجحت في بناء علاقة تشاركية وتعاونية مثمرة بين الحكومة وشركات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمتطوعين الشباب.

وقالت "العطاء يعني اعطاء الفرص لاصحاب الافكار لمساعدة مجتمعهم بأكمله .. وليدركوا القوة في داخلهم لتغيير الاشياء نحو الافضل."

واضافت جلالتها "في انحاء العالم العربي، هنالك حوالي 58 مليون بالغ امي، ثلثيهم من النساء، وحوالي 6 مليون طفل غير ملتحق بالمدارس الاساسية، أغلبيتهم من الفتيات".

وأشارت جلالتها الى انه وحسب تقرير اوكسفام "حوالي 100 مليون شخص قد يصبحون معوزين مع نهاية العام، وأكثر من يعاني النساء والاطفال وأفقر الفقراء". مؤكدة على أن ما يخسره الفقراء يتعدى الوظائف والدخل ليشمل تدني مستويات الصحة والتعليم.

وقالت ان ما يجعل الامور أكثر صعوبة هو "عندما تضطر العائلات لاخراج اطفالها من المدرسة لتوفير كسرة خبز على الطاولة، فهذا يعني ان مستقبل هؤلاء الاطفال لن يكون مشرقاً لفترة ما بعد انتهاء الازمة".

ودعت جلالتها الحضور الى المحافظة على الاستمرار بأعمالهم الخيرية "لأن التعليم واحد من أفضل الاستثمارات التي يمكننا القيام بها. هو فرصة ليس لتحسين حياة الافراد فقط، ولكن لتنشئة أجيال كاملة .. هو فرصة ليس لاضاءة مستقبل أسر، ولكن لتجسير الهوة التي تفصلنا حول العالم." مؤكدة اننا "نستطيع القيام بذلك ونستطيع تعليم اطفالنا جيدا إن عملنا معا".

يذكر ان المنتدى وهو مشروع تابع لمجلس الشؤون العالمية في شمال كاليفورنيا اطلق كمبادرة من الرئيسة والشريكة المؤسسة جين ويلز عام 2001 ويستهدف الأفراد الذين التزموا بالعمل الخيري، والمسؤولين من القطاع الخاص والعام، من أجل بناء مجتمع من المانحين الملتزمين بالقضايا العالمية.

وكانت جلالتها حضرت قبل القاء الكلمة جلسة تعريفية بمبادرة "مدرستي" شارك فيها عدد من رجال الاعمال، قدمت فيها مديرة المبادرة دانة الدجاني عرضاً عن الأهداف والانجازات والخطط المستقبلية للمبادرة.