الملكة رانيا تشارك في مهرجان الإبداع

23 أيار 2006

عمان - 500 مشروع وأكثر من 30 نشرة الكترونية ومقالات باللغتين العربية والانجليزية وأكثر من 30 مخططا لمدرسة المستقبل كما يراها الطلبة، كانت اليوم حاضرة ضمن فعاليات مهرجان الإبداع الذي نظمته وزارة التربية والتعليم ومنظمة وورلد لينكس / المنطقة العربية لتكريم الفائزين في مسابقات وورلد لينكس وعرض نماذج من أعمالهم المبتكرة خلال العام الدراسي الحالي.

وبصفتها أحد أعضاء المجلس الاستشاري العالمي لمنظمة وورلد لينكس وضمن اهتمامات جلالة الملكة رانيا العبدالله بالتعليم وتحفيز إبداعات الطلاب والمعلمين وتنمية مهارات التفكير لديهم تفاعلت جلالتها اليوم مع المشاركين في مهرجان الإبداع خلال مشاهدتها نماذج أعمالهم المتميزة والتي شملت مجالات التعليم الدينية والصحية والسياحية والتاريخية والبيئية والزراعية واللغات وحوار الثقافات.

وهذه المشاريع التي جاءت مكملة للمنهاج المدرسي نفذت بشراكات بين طلبة مدارس المملكة ومدارس عربية مثل سوريا، ودولية مثل الدومينيكان حيث نجد أن كل مشروع فيه شراكة متنوعة وفرتها تقنية المعلومات والربط الالكتروني للطلبة.

وحضر فعاليات المهرجان إلى جانب جلالتها النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت والوفد المرافق من أجل الاطلاع على التجربة الأردنية في هذا المجال بالاضافة إلى عدد من السادة الوزراء وكبار المسؤولين ورجال السلك الدبلوماسي في عمان.

وقدم الطلبة أمام جلالتها تفصيلات الاستفادة من هذه المشاريع حيث تم اختيار المشاريع ضمن أولويات مناطقهم وبما ينعكس ايجابيا على تنمية معارفهم ومنهجية تفكيرهم في البحث والاستنتاج واستثمار المعلومات وتقديمها بالطريقة المناسبة للطلبة وللراغبين في التعلم والتثقيف.

وخلال لقاء جلالتها مع نخبة من معلمي برنامج وورلد لينكس أعربت جلالة الملكة عن فخرها بما شاهدته وسمعته من المعلمين والطلبة حول استفادتهم من إدخال التقنيات في التعليم.

وقالت جلالتها أن الهدف من إدخال التكنولوجيا في التعليم قد تحقق ولم يكن هو التكنولوجيا بحد ذاتها وإنما الوصول إلى الديناميكية التي نشاهدها اليوم في المدارس ولدى المعلمين والطلاب والمنهاج فقد تغيرت نظرة الطالب لزميله الطالب وللمنهاج وللمعلم وفتحت آفاق جديدة للوصول إلى المعلومة.

وأضافت أنه وفي ظل هذه العملية الشاملة للتعلم أصبح دور مدراء ومديرات المدارس هام جدا في توفير البيئة المناسبة والحماس لدى المعلم والذي بدوره ينقله للطالب وينعكس ايجابيا على تسخير تكنولوجيا التعليم.

وأكدت جلالتها على أن الثراء المعرفي لدى المعلمين من خلال استخدام التقنيات الحديثة ساهم في تحقيق النماء المعرفي في مخرجات التعليم مشيرة إلى أن ما قاله أحد المعلمين وهو أن خبراته التعليمية خلال العامين الماضيين بعد الاستفادة من التقنيات الحديثة تعادل خبراته الممتدة على مدى 17 عاما.

وقال أحد المعلمين أن اهتمام جلالة الملك وجلالة الملكة وخاصة بإطلاق جائزة للمعلم أصبح يشكل دافعا قويا له ولزملائه من أجل مزيد من البذل والجهد وهذا يدل على أن زمن المعلم قد عاد.

وقالت جلالتها لا أحد ينكر الدور الكبير الذي يقوم به المعلم، وجلالة الملك مهتم شخصيا بالمعلم من النواحي المهنية والشخصية وكما كان العهد السابق للمعلم باعتباره المرجع وصاحب التفكير السليم والقدوة، وهو من يمتلك المعرفة فإن الجهود حاليا تبذل من أجل إرجاع هذا العهد للمعلم بكل ما يستحق من تقدير واحترام.

وأضافت جلالتها أن المعلم هو من يمتلك القدرة للتأثير على المستقبل وهو من يوفر البيئة المناسبة للطلبة من أجل التميز والإبداع.

وأشارت إلى أنه ومن خلال زياراتها الميدانية وجدت أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه المعلم ورغم هذه التحديات كانت الانجازات كبيرة ولهذا سيتم العمل من أجل تخطي التحديات وتوفير الأدوات المناسبة للمعلم من أجل تفعيل دوره وإثراء مساهماته التربوية.

وكان المعلمون قد استعرضوا أمام جلالتها مدى الاستفادة المكتسبة من استخدام التقنيات الحديثة والمتمثلة في كسر الروتين لدى الطلبة وتنوع مصادر المعلومات وتلاشي الفروق الفردية بين الطلاب والتكامل بين مواد التدريب وتنمية مهارات التفكير لدى الطلاب.

وأشار أحد المعلمين إلى تجربته في استخدام الحاسوب لتعليم الدين وتفسير الآيات القرآنية وكيفية التكامل مع الفيزياء لشرح الظواهر الكونية التي تحدث عنها القرآن الكريم مما أوجد نوع من المتعة والمحبة للتعلم.

وكان الاجتماع الذي حضره وزير التربية والتعليم بالوكالة الدكتور عادل الطويسي والمديرة التنفيذية لوورلد لينكس المنطقة العربية هالة لطوف وعضو المجلس الاستشاري للمنظمة السيد مصطفى ناصر الدين قد ناقش قصص النجاح التي أبرزتها تجارب المعلمين في الميدان من خلال تنفيذه لتقنيات التعلم والتطلعات التي يطمح المعلمون تحقيقها من اجل زيادة فعالية العملية التعليمية.

وشاهدت جلالتها ضمن المهرجان عرضا موسعا عن نشاطات وورلد لينكس / المنطقة العربية وبعض التجارب الطلابية في تنفيذ مشروعاتهم وإخراجها إلى حيز التنفيذ.

وتضمن المهرجان معرضاً للمشاريع والأعمال الطلابية المتميزة، يقوم فيه الطلاب بعرض اثني عشر مشروعاً من مختلف المديريات، تشتمل على مشاريع التعلّم بالمشاركة عن بعد ونوادي الإبداع والمجلات الإلكترونية.

يأتي تنظيم هذا المهرجان ضمن فعاليات برنامج وورلد لينكس / المنطقة العربية في الأردن والذي أطلق أواخر العام 2003، بهدف تدريب 400 معلم في 100 مدرسة في أنحاء المملكة. وخلال عام ونصف، دربت المنظمة 520 معلماً في أكثر من 150 مدرسة على المراحل الأربعة لبرنامج وورلد لينكس، ونتيجة للنجاح المتميز للبرنامج وأثره الواضح في إكساب المعلمين مهارات توظيف التكنولوجيا في المناهج الدراسية وتفعيل دور الطالب بصفته محور العملية التعليمية، تم مضاعفة حجم البرنامج ليشمل أكثر من 1000 معلم جديد في 300 مدرسة.

كما نفذت المنظمة أول اختبار للمعلمين يقيس مهاراتهم في مجال توظيف التكنولوجيا في التعليم، وتم اعتماد برنامج وورلد لينكس للتنمية المهنية للمعلمين في نظام رتب المعلمين، لتأهيل المعلم للترقية إلى رتبة "معلم أول" وزيادة الراتب المرتبطة بها. وتعمل حاليا وورلد لينكس / المنطقة العربية مع الوزارة لتوسيع البرنامج ليصل 5000 معلم جديد وبالتالي مايقارب 400,000 طالب مع نهاية عام 2007

تمثل منظمة "وورلد لينكس/ المنطقة العربية" الفرع العربي للمنظمة العالمية غير الحكومية، "وورلد لينكس" ذات الخبرات العريقة في مشاريع التنمية المهنية للمعلمين وبرامج تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في التعليم، والممتدة لأكثر من 8 سنوات وفي أكثر من 36 دولة. وقد تم اختيار برنامج وورلد لينكس للتنمية المهنية في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في العام 2002 كأفضل برنامج لجسر الفجوة الرقمية في التعليم.