الملكة رانيا تؤكد على دور الحدائق ليس للترفيه فقط ولكن لتنظيم برامج لدعم التنمية والاستجابة لاحتياجات الأطفال والشباب وأسرهم

10 تموز 2007

عمان - التحديات التي تواجه الشباب وسبل حلها، ودور الحدائق في تنظيم نشاطات تثقيفية وبرامج لدعم التنمية وتقوية العلاقات بين أفراد المجتمع إلى جانب الاطلاع على طرق قضاء الأطفال لعطلتهم الصيفية كانت اليوم القضايا التي ركزت عليها جلالة الملكة رانيا العبدالله في زيارتها إلى حدائق الملكة رانيا في منطقة أم نواره في القويسمة.

ففي بداية الجولة تبادلت جلالتها الحديث مع مجموعة من الأطفال في مركز ثقافة الطفل تتراوح أعمارهم ما بين 7-12 سنة عن نشاطاتهم خلال العطلة الصيفية وكيفية استثمارهم للوقت حيث كان بينهم أطفال من قرى SOS ممن يشاركوا باستمرار في نشاطات وبرامج الحدائق وأكدت على أهمية الاستفادة من هذه الإجازة في تعلم المزيد إلى جانب اللعب والمرح.

واطلعت جلالتها على المكتبة وشاركت مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات في اللعب، وتحدثت مع مجموعة من الأطفال في المرسم عما يتعلموه ويستفيدوه من اللعب والنشاطات التي تنظمها الحدائق.

وأكدت جلالتها خلال لقائها مجموعة من السيدات في مركز تنمية المرأة التابع للحدائق على أهمية مشاركة المرأة في جميع المجالات وعلى الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في تنمية مجتمعها، وخلال اطلاعها على المعرض الدائم للحرف اليدوية التي صنعتها مجموعة من النساء المستفيدات عبرت جلالتها عن سعادتها وفخرها بالنساء، وقدرة المشغل الذي يعملن فيه على توفير فرص تدريبية في الخياطة وضمان دخل لأسرهن.

كما اطلعت جلالتها على ورشة تدريبية تنظم لسيدات مناطق عمان الشرقية وتبادلت الحديث مع السيدات حول مدى استفادتهن من الورش، وأكدت على أهمية مثل هذه الورش في زيادة التثقيف والتدريب وتقوية العلاقات بين أفراد المجتمع.

وعرضت مجموعة من السيدات قصص نجاحهن ومدى استفادتهن من الدورات، فتحدثت سيدة عن تجربتها الشخصية حيث كانت تواجه بعض التحديات الاجتماعية، وكيف ساعدتها الدورات التثقيفية التي نظمتها الحدائق في حلها. وأكدت إحدى السيدات على مدى استفادتها وتطور مهاراتها حيث أصبحت مدربة في المركز بعد حصولها على دورات تدريبية متنوعة فيه، وأكدت على أن عمل المركز لا يقتصر على ذلك بل يساهم في دمج أطفال أيتام في ورش تثقيفية وتعليمية.

واطلعت جلالتها على المشغل الإنتاجي الذي تقوم النساء فيه بخياطة الزي الخاص بعمال النظافة في أمانة عمان، وقدمت مديرة المشغل شرحا عن عمله وكيفية اختيار النساء حيث يتم تشغيل النساء الأكثر احتياجا.

وأكد أمين عمان المهندس عمر المعاني الذي رافق جلالتها في الجولة على دور الحدائق في استثمار الموارد البشرية وتوفير وسائل التدريب المناسبة لسيدات المنطقة لتعزيز مهاراتهن وتنمية قدراتهن المهنية.

وفي لقاء مع مجموعة من الشباب في مركزهم في الحديقة كانوا يشاركوا في ورشة ضمن برنامج توفير بيئة اجتماعية لتفعيل مشاركة اليافعين، استمعت جلالتها إلى التحديات التي تواجه الشباب ونظرتهم لها وتطلعاتهم وما يقومون به لمواجهة هذه التحديات. وعبرت جلالتها عن فخرها بمدى إدراك الشباب لاحتياجاتهم وقدراتهم، وطلبت من الشباب أن يقوموا بدور اكبر لنقل خبراتهم.

وتحدث في الورشة التي يشارك فيها إلى جانب الطلاب والطالبات مجموعة من العاملين في مجال الشباب، ومعلمين ومعلمات عن التحديات التي يواجهها الشباب سواء كانت عمالة الأطفال أو الزواج المبكر للفتيات والإساءة للأطفال.

وأكد احد المعلمين على الدور الذي يقوم به المركز في تنظيم نشاطات لا منهجية للطلاب وورش تدريبية لأهالي المنطقة والمدارس لزيادة وعيهم في قضايا الطفولة وخاصة الإساءة للأطفال وآثارها على النفسية. إلى جانب تنظيم ورش لتحسين النظام السلوكي للأطفال وطرق تعاملهم مع المجتمع وإطلاق مهاراتهم وابدعاتهم.

وأكدت جلالتها على أهمية نشر تجربة هذه الحديقة النموذجية على جميع أنحاء المملكة، خاصة وان مثل هذه التجارب تساهم ليس فقط في ضمان الاستفادة الترفيهية للمجتمع ولكن في بناء العلاقات وتحقيق التواصل والاستفادة من مهارات وطاقات الشباب.

وخلال تفقدها النشاطات التي يقيمها المركز اطلعت جلالة الملكة على مجموعة من الطلاب المشاركين في دورة ثقافة عسكرية واستمعت إلى شرح عن أهداف التدريب. واطلعت على ملعب الحديقة وأكدت جلالتها على أهمية تنمية مواهب الشباب ومهاراتهم في نشاطات يحبوها مثل كرة القدم، وتواصلت جلالتها مع الأهالي الذين تواجدوا في الحدائق واستمعت إلى احتياجاتهم وتطلعاتهم لمنطقتهم.

وقالت مديرة الحدائق المهندسة نانسي أبو حيانة أن حدائق الملكة رانيا العبدالله افتتحت عام 2002 وتغطي مساحة 26 دونم، وتعمل على تقديم خدمات متنوعة للمجتمع المحلي من خلال ورشات عمل ودورات تدريبية حسب احتياجات المجتمع المحلي.

وأضافت تقيم الحدائق على مدار السنة برامج ونشاطات مكثفة خاصة خلال فترة الصيف تشتمل موضوعات عديدة كالطفولة المبكرة، وحماية الأسرة، والتمكين الاقتصادي للمرأة والتوعية الصحية وورش العمل للشباب وحقوق الإنسان وتنمية المجتمع المحلي. كما تنظم برامج وحملات توعية متعلقة بمواضيع متنوعة منها: السرطان، والمرور، وأخلاقيات العمل، والأمية والتربية البدنية، وقضايا المرأة (وتتضمن التمكين الصحي والاقتصادي).