في جولة إلى لوائي البتراء والشوبك الملكة تتفقد الخدمات الصحية المقدمة للأهالي وتفتتح مبنى كلية الآثار والسياحة والإدارة الفندقية في وادي موسى

15 تموز 2007

عمان - أبرزت زيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله إلى لوائي الشوبك والبتراء اليوم الحاجة إلى تعزيز الخدمات الصحية والسياحية وأهمية التدريب المهني في مجالات السياحة للمساهمة في الحد من مشكلة البطالة بين الشباب والفتيات من أهالي المنطقة.

واستهلت جلالتها جولتها بزيارة فجائية إلى مستشفى الملكة رانيا للاطلاع على واقع الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في لوائي البتراء والشوبك، حيث تفقدت أقسام الجراحة والأطفال والعيادات الخارجية واستمعت إلى شرح من المسؤولين عن احتياجات المستشفى والخدمات التي يقدمها.

كما تبادلت جلالتها الحديث مع عدد من المرضى على أسرّة الشفاء وذويهم مبدية اهتمامها بتوفير الخدمات الصحية والرعاية التمريضية والخدمات العلاجية.

وقدم عدد من المراجعين للعيادات الخارجية ملاحظاتهم لجلالتها عن حالاتهم المرضية وأوضاعهم المعيشية ومدى توفر الرعاية الصحية لهم ولأسرهم. وتقدم المستشفى خدماتها الصحية إلى نحو 30 ألف نسمة من أهالي المنطقة من خلال كادر طبي مكون من 35 طبيب وطبيبة و120 ممرض وممرضة و72 سرير بالإضافة إلى عدد من الإداريين.

وقال مدير المستشفى الدكتور تيسير كريشان أن المستشفى يستقبل ما يصل إلى 9 آلاف حالة شهريا ويقوم بإجراء عمليات جراحية كبرى وصغرى حيث قام منذ افتتاحه بإجراء 1782 عملية جراحية وبلغ عدد المراجعين له العام الماضي نحو 80 ألف مراجع ومراجعة.

وأشار إلى أن المستشفى يشتمل على كافة العيادات الطبية النظامية، ويفتقر إلى عيادات جراحة الأعصاب والدماغ والقلب وجراحة الأطفال كما يفتقر إلى وحدة تشخيص مرضى القلب وعمليات القسطرة والى جهاز لفحص الهرمونات وعدد من الأجهزة المخبرية المتنوعة.

والى جوار موقع البتراء المدينة الأثرية التي دخلت إلى قائمة عجائب الدنيا السبع افتتحت جلالة الملكة رانيا العبدالله مبنى كلية الآثار والسياحة والإدارة الفندقية التابعة لجامعة الحسين بن طلال لتكون رديف عملي للمجمعات الفندقية والمنتجعات والمنشآت والخدمات السياحية القريبة من البتراء.

وتجولت جلالتها يرافقها رئيس مجلس أمناء جامعة الحسين بن طلال العين الدكتور فايز الطروانة ورئيس الجامعة الدكتور علي الهروط وعميد كلية السياحة الدكتور سليمان البدور ومحافظ معان السيد عبد الفتاح المعايطة في المتحف الثقافي للكلية ومختبر نظم المعلومات الجغرافية ومركز التدريب الفندقي حيث اطلعت على نماذج عملية من التدريبات لخدمات تجهيز الغرف الفندقية ومهارات الطبخ والضيافة.

وفي حديث جلالتها مع المسؤولين خلال جولتها أكدت أهمية ربط الجانب النظري بالنواحي العملية من خلال رفع حصة التدريب بما يتناسب مع احتياجات الحركة الفندقية والسياحية في المملكة.

ونبهت إلى ضرورة الاهتمام بالتدريب المهني على اعتبار أن القطاع السياحي من القطاعات الهامة التي توفر فرصا وظيفية كبيرة تحتاج إلى كوادر بشرية مدربة قادرة على المساهمة في الحد من مشكلة البطالة بين الشباب والفتيات الأردنيات.

وأشارت جلالتها إلى أهمية العمل من اجل زيادة نسبة انخراط الفتيات في مثل هذه التخصصات الفندقية والسياحية لتطوير المهارات والقدرات البشرية التي تساعد على توفير فرص عمل مناسبة وذات مستويات دخل جيدة.

وفي احد الغرف الصفية لطلاب وطالبات الكلية باركت جلالتها للبتراء فوزها بمسابقة عجائب الدنيا السبع وقالت أن هذا يعني المزيد من الزوار والسياح للأردن، الأمر الذي يزيد من حجم المسؤولية على العاملين في قطاع السياحة وعلى الدارسين في هذا المجال من حيث التركيز على التعامل مع الزوار النابع من طبيعة عاداتنا وتقاليدنا المعروفة لضيوف الأردن.

وأضافت جلالتها يعد الأردن متحف تاريخي مفتوح وهذا يعكس حضارتنا وتاريخنا الذي نفتخر به مشيرة إلى وجوب تعلم الانجاز من الأنباط والانفتاح على العالم مع التمسك بالعادات والتقاليد.

وكان الدكتور عدنان الشياب أستاذ مادة ثقافة المقاصد السياحية قد قدم لجلالتها نبذة عن هدف المادة ونهجها من حيث تركيزها على كيفية التعامل مع السياح باعتبار أن فوز البتراء في مسابقة عجائب الدنيا السبع جعل منها واحدا من المقاصد السياحية العالمية الأمر الذي يزيد من حجم المسؤولية لرفع مستويات تمكين الطلبة لمعرفة وفهم ثقافة الآخرين وكيفية احترامها والتعامل معها.

وأشار إلى أن هذا الفهم سيؤدي إلى المزيد من الانفتاح على حضارات العالم ويولد حوار الثقافات والانسجام بين شعوب العالم.

وتضم كلية الآثار والسياحة في وادي موسى قسمين هما الآثار والسياحة وإدارة الفنادق والمنتجعات وتمنح شهادة البكالوريوس في تخصصات الآثار وإدارة الخدمات والإرشاد السياحي وإدارة الفنادق والمنتجعات وإدارة الطعام والشراب والتسويق ويدرس فيها حاليا نحو 174 طالب وطالبة 30% منهم إناث.

وفي كلية الشوبك الزراعية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية التقت جلالة الملكة رانيا بنساء المنطقة حيث جرى استعراض واقع اللواء السكاني والزراعي والسياحي والواقع الصحي والتعليمي.

وفي بداية اللقاء أكد متصرف لواء الشوبك ممدوح الفقير اهتمام القيادة بتطوير اللواء من النواحي التنموية ودعم المبادرات الهادفة إلى توفير فرص عمل لأبناء وبنات اللواء.

وعرضت السيدة عفاف الخشمان ممثلة النساء في المنطقة واقع مشاركة المرأة في اللواء في المجالات الهندسية والطبية ومجالس الإدارة والقطاع التربوي مبدية اهتمام المرأة بإقامة مشاريع استثمارية للمنطقة للمساهمة في الحد من مشكلة البطالة بين صفوف المتعلمات من بنات اللواء.

كما قدمت السيدة نجوى البدور مديرة مراكز الصندوق الأردني الهاشمي في الشوبك عرضا لانجازات التنمية في اللواء وبعض المقترحات للمساهمة في تنفيذ بعض المشاريع. وقدمت إحدى طالبات مدرسة الشوبك للبنات قصيدة شعرية.

ونقلت جلالتها تحيات صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني إلى أهالي المنطقة وأعربت عن اعتزازها وسعادتها بوجودها بين أهلها في لواء الشوبك الغنية ليس بأرضها فقط ولكن بأبنائها وبناتها المعروفين بحبهم للتعليم وبما تتميز به من نسب عالية في تعليم الفتيات.

وقالت رغم التحديات التي تواجه الفتيات جراء زيادة نسب البطالة بين الفتيات المتعلمات إلا أن المرأة المتعلمة تعود بالفائدة على مجتمعها وأسرتها وتنمية قدرات أطفالها وأضافت جلالتها أنا سعيدة بالمبادرات التي سمعت عنها والاقتراحات المقدمة منكم لأنكم الأقدر على تحديد أولوياتكم وتملكون روح المبادرة وأبدت ثقتها بنساء المنطقة للتعاون في تحسين ظروف أسرهن المعيشية من خلال التواصل ورفع نسب مساهمة المرأة في مختلف المجالات والعمل على إنشاء مشاريع نابعة من احتياجات المنطقة.