الملكة رانيا تفتتح أعمال المؤتمر السنوي الرابع للشبكة العالمية لخطوط مساعدة الطفل

17 تشرين الثاني 2008

عمان - أعربت جلالة الملكة رانيا العبدالله عن فخرها لكون الأردن أول بلد غير أوروبي وأول بلد من العالم العربي يعقد مؤتمرا دوليا حول خطوط مساعدة الطفل للحد من العنف ضد الأطفال.

جاء ذلك خلال كلمة لجلالتها في افتتاح أعمال المؤتمر الاستشاري الدولي الرابع للشبكة العالمية لخطوط مساعدة الطفل الذي بدأ أعماله اليوم في عمان بالتعاون مع مؤسسة نهر الأردن وبحضور دولي موسع من الخبراء والمختصين في مجال حماية الأطفال من العنف.

وأضافت جلالتها "إن ذلك ليس فقط دليلا على التزامنا بالقضاء على العنف ضد الأطفال، وإنما يدل أيضا على ثقتكم بالأردن ليكون مثالا لغيره من الدول النامية."

وقالت جلالتها يعيش اليوم العديد من الأطفال تحت شبح العنف، فقدوا القدرة على الثقة بالآخرين وحتى بأنفسهم، وأصبحوا غير قادرين على الشعور بالحب. وفي الغالب يقوم هؤلاء الأطفال عندما يكبرون بتكرار نفس الأمر وفرض شبح العنف ذاته على أبنائهم وبناتهم. لكننا هنا اليوم من أجل تبديد هذا الظلام وكسر دائرة الحزن.

وأشارت الى أنه وبفضل الشراكة بين خدمة الخط الساخن ومؤسسة نهر الأردن وجميع شركات الاتصالات الأردنية، أطلقنا هذه الخدمة لتكون أداة فعالة لمساعدة الأطفال المعنفين، ولتكون بمثابة طوق نجاة لهؤلاء الأطفال. وأصبح بإمكان هؤلاء الأطفال اتخاذ القرار وطلب المساعدة.

وتحرص الشبكة العالمية لخطوط مساعدة الطفل على تنفيذ أربعة مبادئ غير قابلة للنقاش في كافة نشاطاتها، وهي استهداف كافة شرائح المجتمع في عملية صنع القرار، والعمل على تأمين حاجات الأطفال التي تبرزها خطوط المساعدة لنجدة الأطفال، وتقييم أدائها بشكل مستمر، والعمل كمكتب لمساعدة خطوط المساعدة المتخصصة في نجدة الطفل.

ويهدف هذا المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام إلى تأسيس إطار عمل مرن وسهل التنفيذ يساهم في تفعيل جهود المعنيين بحماية الأطفال والخدمات الاجتماعية، وبخاصة أولئك الذين يديرون خدمات الخط الساخن لنجدة الأطفال في العالم من أجل تبادل الخبرات وتعزيز العلاقات فيما بينهم.

وقالت المدير التنفيذي للشبكة العالمية لخطوط مساعدة الطفل السيدة نينيتا لاروس أنه ونظرا للمبادرات الرائدة والتوجيهات السديدة لجلالة الملكة رانيا العبدالله في حماية الطفل فقد اختارت الشبكة الأردن كأول دولة عربية لعقد مؤتمرها وللاحتفال بعامها الخامس.

وأشارت إلى أن رسالة الشبكة تكمن في الاستجابة إلى الأطفال الذين يحتاجون للرعاية والمساندة والتعبير عن صوتهم لصناع القرار من أجل دعم خطوط المساعدة في أنحاء العالم.

وأضافت أن الشبكة ومن خلال خطوط المساعدة التي تمثلها تلقت نحو 10 ونصف مليون مكالمة لتقديم الدعم والمساعدة وعملت على توقيع العديد من الاتفاقيات كان أخرها أمس مع جامعة الدول العربية من أجل التعاون في مجال حماية الأطفال.

وأكدت مدير عام مؤسسة نهر الأردن فالنتينا قسيسية على الدور الذي تقوم به المؤسسة بتوجيهات من جلالة الملكة رانيا التي أنشئت مؤسسة نهر الأردن منذ عام 1995 وتعمل على برامج حماية الطفل من الإساءة وبرامج تمكين المجتمعات.

وقالت أن المؤسسة وبشراكة مع الأمن العام ومؤسسات القطاعين العام والخاص أطلقت عام 2007 خط الدعم الأسري الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة وتلقى لغاية الآن نحو 2387 مكالمة 40 بالمائة منهم من أطفال يطلبون الدعم والمساعدة.

وألقت الطالبة سارة كيالي كلمة نيابة عن الطالبات المشاركات في ورش عمل المؤتمر عبرت فيها عن امتنانها لجلالة الملكة رانيا التي أسمعت صوت أطفال الأردن للعالم، مشيرة إلى أن مشاركتهم في هذا المؤتمر ليست شكليه بل هي عملية من حيث الاستماع إلى آرائهم والأخذ بالمقترحات التي يقدمونها وهذا ما يميز الأردن في إفساح المجال أمام شبابه والدماء الجديده من أجل رسم المستقبل للأردن والارتقاء به إلى أعلى المستويات.

وكانت جلالتها قد حضرت جانبا من ورش العمل التي يعقدها المؤتمر بمشاركة طلاب من الأردن وخبراء في مجال حماية الطفولة من الدول المشاركة وتبادلت جلالتها الحديث مع الطلاب حول المواضيع التي تم التركيز عليها في الورشة والتي منها مفهوم خط الدعم الأسري وما يجب أن يتوفر في العاملين من سرية واحترام لخصائص الطفولة والتوعية والإرشاد والمعرفة بكيفية التعامل مع طالبي المساعدة.

وتجولت جلالتها في معرض للوسائل المستخدمة في الحد من العنف ضد الأطفال واشتمل على رسومات ومطبوعات وصور وأفلام ورسوم متحركة من إنتاج الأطفال الأردنيين المشاركين في برامج مختلفة لدى مؤسسة نهر الأردن.

وتعقد الشبكة العالمية لخطوط مساعدة الطفل جلسات استشارية إقليمية بمعدل مرة واحدة في السنة، وجلسات استشارية دولية نصف سنوية، تبرز أهميتها في تكريس جهود المؤسسة وأعضائها في مجال تقديم خدمات النجدة للأطفال.

ويجتمع العاملون في شؤون الأطفال من المنطقة والعالم بشكل مستمر لوضع خطط عمل هادفة لتقوية جهود المؤسسة، وتولي زمام الأمور في مجال العناية بالأطفال على مختلف الأصعدة. وتقدم الجلسات الاستشارية فرصا جيدة لكافة العاملين في حقول العناية بالطفل، من حيث تقييم أدائهم ونشاطاتهم على مدار العام، وبناء استراتيجيات عملية للمشاريع المستقبلية.

ويشارك في أعمال المؤتمر كبار المسؤولين المعنيين بشؤون الخدمات الاجتماعية، من بينهم رئيسة الشبكة العالمية لخطوط مساعدة الطفل السيده جيرو بيليموريا، ونائب رئيس اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل السيدة أجنس آيدو أكوسوا، ورئيس وحدة الحماية في منظمة إنقاذ الطفل الدولية السيد بيل بيل وسفيرة الشبكة في الشرق الأوسط من جمهورية مصر العربية نائب رئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل مشيرة خطاب.