الملكة رانيا تقوم بجولة على مشاريع اليونيسف في فاس وتتطلع على التجربة المغربية للحد من عمالة الأطفال ودمجهم في التعليم

01 حزيران 2007

فاس - استهلت جلالة الملكة رانيا العبدالله زيارة العمل التي تقوم بها حاليا إلى المملكة المغربية بجولة على عدد من الصفوف المدرسية والمراكز التعليمية التي تعمل بشراكة مع اليونيسف في مدينة فاس للحد من عمالة الأطفال وضمان التعليم للجميع.

وبصفتها أول مناصرة بارزة للأطفال اختارتها اليونيسف توافقت عناصر زيارة جلالتها مع اهتماماتها بالأطفال والتعليم على المستويات الوطنية والعربية والدولية.

وقالت جلالتها خلال الزيارة أنها سعيدة بأن المغرب مثل الأردن يمضي قدما في جهوده لتعليم الفتيات. وأضافت قبل عقد من الزمان، كانت نسبة التحاق الفتيات في التعليم الأساسي في المغرب اقل من 50%، واليوم تتجاوز 80%.

وخلال جولة جلالتها ترافقها الأميرة للا سلمى إلى مدرسة الفقيه الطاهري الابتدائية في فاس، وهي من إحدى المدارس التي تطبق برنامج دمج الأطفال العاملين في الصناعات اليدوية في المدارس، تبادلت جلالتها الحديث مع الطلبة والمسؤولين في المدرسة حول آليات عمل البرنامج والتغير الذي حدث في حياة الطلاب منذ دمجهم في عملية التعليم وتحدثت الطالبات عن آمالهم وطموحاتهم.

وخلال الحوار الذي دار بين الطالبات وجلالة الملكة عن الصعوبات التي واجهتهن خلال العمل وساعات العمل الطويلة وقصص الإساءات التي تعرضن لها، بقيت الابتسامة على وجوه الفتيات وهن يتحدثن عن فرحتهن بالالتحاق بالمدرسة.

وقالت طالبة عمرها 12 عاما "اشتاق لصديقاتي في العمل ولكنني سعيدة جدا لأنني في المدرسة، لأنني الآن أتعلم القراءة والكتابة وامضي وقت في اللعب مع صديقاتي وليس في العمل".

وتحدثت فاطمة بن بريك وهي ناشطة اجتماعية تعمل مع البرنامج منذ 4 سنوات عن الوسائل التي اتبعتها لدمج الأطفال في المدارس. وقالت "نحن نذهب إلى ورش العمل والمصانع ونحاول التعرف على الفتيات العاملات الصغيرات جدا. ومن ثم نتحدث مع الناس ونتناقش معهم ونفسر لهم لماذا يجب أن لا تعمل الفتيات في سن صغيرة، ومن ثم نلحقهن بالمدارس القريبة على منازلهن."

وينفذ البرنامج بالتعاون مع الحكومة المغربية ومنظمة اليونيسف ومنظمة العمل الدولية والبرنامج العالمي للحد من عمالة الأطفال بهدف تقليل أعداد الأطفال العاملين.

ويذكر انه في المغرب ارتفعت نسبة الالتحاق بالمدارس من 72% في عام 1999 إلى 86% في العام 2004. وقد انخفضت فجوة الالتحاق بالتعليم بين الذكور والإناث لتصل إلى 6% في الفترة ذاتها. وتعمل المغرب لتحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم وهي على الطريق لتحقيق التعليم الابتدائي للجميع بحلول عام 2015.

وبعد انتهاء الزيارة قالت جلالة الملكة رانيا أنه بطرق متنوعة يعتبر التعليم "تحصين اجتماعي" للفتيات... حيث يحصنهن ضد الفقر والبطالة ويساعدهم على بناء مستقبل صحي وسليم ومليء بالأمل.

وعلى الرغم من أن معظم الفتيات اللواتي شاركن جلالة الملكة رانيا وللا سلمى فقدن سنوات مهمة من التعليم. إلا أن جميعهن عبرن عن طموحات كبيرة للمستقبل. وعند سؤالهن عن طموحاتهن المستقبلية قالت معظم الفتيات نريد أن نصبح طبيبات، وأضافت فتاة عمرها 9 سنوات أريد أن أصبح طبيبة لأكون قادرة على مساعدة الناس.

وقد عملت الحكومة المغربية إلى جانب شركاء مثل يونيسف، على وضع طرق مبتكرة لمواجهة عمالة الأطفال من خلال تقديم الفرص التعليمية غير الرسمية، والتي تعمل كنقطة بداية للانتقال إلى التعليم الكامل.

وفي المحطة الثانية لزيارة جلالة الملكة رانيا تجولت جلالتها ترافقها للا سلمى في المركز التعليمي التابع للهلال الأحمر المغربي الذي يعمل على تقديم أساسيات الكتابة والقراءة والتدريب على مهارات متنوعة لطلاب وطالبات تتراوح أعمارهم بين 12-15 سنة، يعملون في الصناعات اليدوية.

وبوجود مديرة برنامج منظمة العمل الدولية ومديرة اليونيسف في المغرب ومدير مركز الهلال الأحمر انضمت جلالتها وللا سلمى إلى الطالبات المستفيدات من نشاط حول كيفية دعم حقوق الأطفال من خلال التعليم والفنون والإعلام والذي يساعد في بناء ثقة الطالبات ومهارات الاتصال لديهن، وعبرت الطالبات اللواتي قسمن إلى مجموعات عن المبادئ الأساسية في حقوق الطفل من خلال صور تم توزيعها عليهن.

واستمعت جلالتها وللا سلمى إلى شرح عن أهداف المشروع ونمط العمل مع منظمة العمل الدولية. وقالت جلالتها أن حق الأطفال في التعليم والصحة والسعادة والكرامة هو حق لكل طفل، وهذا يتوافق مع ما نسعى إليه للأطفال جميعا.

وشاركت اليونيسف في تدريب الموظفين والمنظمات غير الحكومية وناشطين اجتماعيين وغيرهم من العاملين في مجال حقوق الأطفال وتجهيز المركز. وربطها بالمؤسسات والمراكز الصحية ودعم برامج التطعيم للأطفال العاملين ضد الكزاز. إلى جانب دعم أنشطة الترفيه واللعب للأطفال العاملين والمدمجين في العملية التعليمية.

وقد تبنت منظمة اليونيسف ووزارة التربية وشركاء آخرون نموذج المدارس الصديقة للأطفال، والتي تشجع الطلاب على المزيد من المشاركة وتحسين نوعية العملية التعليمية. ويعمل الشركاء أيضا على إشراك الآباء والأطفال والمجتمعات المحلية في اتخاذ القرارات اليومية. وقد تبنت حوالي 700 مدرسة في المغرب هذا النموذج و67 % من هذه المدارس عملت على تخفيض معدلات تسرب الطلاب. وتعمل المدارس الصديقة للأطفال على توفير التعليم الأساسي النوعي إلى جانب الحد من عمالة الأطفال.