جولة في السلط شملت مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز والجامعة التطبيقية ومبرة للأيتام

12 نيسان 2006

السلط - شملت مرتكزات جولة جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم إلى محافظة البلقاء التأكيد على تجذير التميز والإبداع في التعليم وتطوير تخصص العمل الاجتماعي في التعليم الجامعي والتدريب وربط ذلك باحتياجات مؤسسات الرعاية والتي منها الأيتام.

وفي مستهل جولة جلالتها في جامعة البلقاء التطبيقية استقبلها طلاب وطالبات الجامعة بعبارات الترحيب والدعاء لجلالة القائد.

وخلال الاجتماع الذي عقد حول مبادرة تطوير تخصص الخدمة الاجتماعية في الأردن أكدت جلالتها على أهمية إصلاح قطاع العمل الاجتماعي منطلقين من التركيز على التدريس الجامعي والتدريب لتأهيل الكوادر البشرية في هذا المجال.

وأعلنت جلالتها عن دعمها لهذه المبادرة مؤكدة على حاجة العمل الاجتماعي لكوادر قادرة على التفاعل مع القضايا الاجتماعية المحلية بطرق مدروسة الأمر الذي يتطلب شمول المناهج الدراسية في الجامعات لتخصص الخدمة الاجتماعية على مواضيع وقضايا محلية.

وأكدت أهمية الجانب العملي في الدراسة وضرورة تغيير انطباعات الأفراد عن العمل الاجتماعي وتعزيز ثقة العاملين به.

ونوهت جلالتها إلى الاستفادة من تجارب الجامعات البريطانية العريقة في هذا المجال وزيادة فرص التبادل العلمي بين الدارسين والحصول على المنح الدراسية التي تفتح الآفاق لمزيد من المعرفة في هذا المجال.

وتتضمن الاجتماع الذي حضره وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد طوقان ووزير التنمية الاجتماعية الدكتور سليمان الطراونة ورئيس المجلس البريطاني السيد تشارلي والكر ومدير عام مؤسسة نهر الأردن السيدة مها الخطيب مستشارة جلالة الملكة ورئيسي جامعتي البلقاء التطبيقية الدكتور عمر الريماوي والهاشمية الدكتور عمر الشديفات إضافة إلى الوفد البريطاني الممثل عن جامعتي برونيل وريدنج عرض قدمه السيد تشارلي والكر رئيس المجلس الثقافي البريطاني عبر فيها عن دعم ومشاركة المجلس لهذه المبادرة وإلى أهمية الشراكة الأردنية والبريطانية في هذا المجال وتيسير التعاون مع الجامعات البريطانية.

وعرضت السيدة مها الخطيب مدير عام مؤسسة نهر الأردن أهمية هذه المبادرة النابعة من أهمية تطوير القطاع الاجتماعي في الأردن وما تم من اجتماعات بين الجامعات البريطانية والجامعات الأردنية المتمثلة في ورشة العمل التي شاركت فيها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة للتوصل إلى خطة لتطوير هذا التخصص في المملكة.

وقالت السيدة الخطيب أن الورشة خلصت إلى توصيات أهمها تطوير تخصص الخدمة الاجتماعية من الناحية النظرية والعملية بما يتناسب مع المقاييس العالمية، ورفع قدرات الأخصائيين الاجتماعيين غير المؤهلين العاملين في الميدان، إضافة إلى مهننة تخصص الخدمة الاجتماعية من خلال تشكيل هيئة وطنية مسؤولة عن تنظيم المهنة كغيرها من المهن وتنظيم العمل الاجتماعي ضمن تشريعات وسياسات تضمن حقوق المهنة والمنتفعين في الخدمات الاجتماعية

وقدم السيد دونالد فورستر، المحاضر في الخدمة الاجتماعية في جامعة برونيل، ممثلا عن فريق الخبراء البريطاني شرحا مختصرا عن التجربة البريطانية في تنظيم وتشريع مهنة الخدمة الاجتماعية من خلال تشكيل مجلس خاص بترخيص العاملين في هذا المجال ومتابعة تطوير هذا التخصص في المؤسسات التعليمية ضمن معايير عالية الجودة كما وأشار الوفد إلى أهمية تطوير تخصص بما يتلاءم مع الثقافة والمجتمع الأردني.

وانتهى الاجتماع بعرض من رئيسي جامعة البلقاء التطبيقية السيد عمر الريماوي ورئيس الجامعة الهاشمية السيد عمر الشديفات حول تطوير تخصص الخدمة الاجتماعية في الجامعتين حيث أشار رئيس جامعة البلقاء التطبيقية بأنه وبناء على مشاركة الجامعة في هذه المبادرة سيتركز عملها على تطوير وتعديل تخصص الخدمة الاجتماعية على مستوى البكالوريوس والموجود حاليا في كليتي الأميرة رحمة وعجلون التابعتين للجامعة بما يتناسب مع المقاييس الدولية حيث سيبدأ العمل بتعريف خصائص ومهارات ومعارف الأخصائي الاجتماعي الأردني بالتعاون مع أصحاب القرار. ومن ثم تطوير الخطة الدراسية ومنهاج التخصص مع التركيز على الجانب العملي والذي سيتزامن مع تطوير قدرات المدرسين العاملين في هذه الكليات والمشرفين على التدريب الميداني للطلاب في المؤسسات المختلفة.

أما عن الجامعة الهاشمية فقد أبدت استعدادها ممثلة برئيسها الدكتور عمر الشديفات على تطوير دورات تدريبية في مجال الخدمة الاجتماعية تستهدف العاملين الاجتماعيين في الميدان غير المؤهلين في الخدمة الاجتماعية ولكن حاملين للشهادات الجامعية وذلك عن طريق مشاركة الجامعة في عملية تحديد تعريف الأخصائي الاجتماعي في الأردن يتبع ذلك تحديد احتياجات الفئة المستهدفة من الأخصائيين الاجتماعيين في الميدان إلى أن يصل إلى تطوير مواد وبرامج في الخدمة الاجتماعية.

وتم اختتام الاجتماع بتأكيد وزيري التعليم العالي والتنمية الاجتماعية على تقديم كافة الوسائل المتاحة لتسهيل هذه المبادرة.

كما وأبدت جلالة الملكة رانيا العبدالله سعادتها ببدء مثل هذه المبادرة وتركيزها على ضرورة تقدير هذه المهنة ورفع سوية تخصص الخدمة الاجتماعية بين التخصصات الأخرى في المجتمع الأردني. وعلى ضرورة التعاون بين الجامعات الأردنية لتطوير هذا التخصص إضافة إلى أهمية التشبيك مع الجامعات المتخصصة في هذا المجال لتطوير تخصص الخدمة الاجتماعية في المملكة والاطلاع على الطرق المختلفة لتطبيقها.

وفي المحطة الثانية لجولة جلالة الملكة رانيا إلى السلط زارت جلالتها مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز في محافظة البلقاء والتي جاءت بمبادرة من جلالة الملك عبدالله الثاني لإنشاء مدارس للموهوبين والمبدعين في محافظات المملكة حيث تبادلت جلالتها الحديث مع المعلمين والمعلمات في المدرسة حول برامج التدريس والأنشطة اللامنهجية فيها.

وخلال تفقدها لمختبر اللغة الانجليزية يرافقها وزير التربية والتعليم اطلعت جلالتها على الأسلوب المتبع في توصيل المعلومة وطرق التفاعل بين الطلبة أنفسهم ومع معلميهم ومدى الاستفادة من التقنيات الحديثة للتدريس.

وفي غرفة الأنشطة ركز حديث جلالتها مع الطلاب والطالبات حول الاستفادة من هذه الأنشطة التي اشتملت مشاريع تعريف بالمناطق السياحية في الأردن ولتدريس اللغة الفرنسية وأخرى حول البيئة وكيف يمكن لهذه الأنشطة أن تسهم في نقل المعرفة وتطوير مهارات التعليم والحوار والمشاركة.

كما تفقدت جلالتها إحدى الحصص التي تعتمد أسلوب التدريس بالمجموعات بحيث يتم نقل المعلومة من خلال الحوار والاستنتاج والابتعاد عن التلقين والاعتماد على الطالب كمحور للعملية التدريسية واقتصار دور المعلم على إدارة الحوار بين الطلاب.

ومن خلال جولة جلالتها في أقسام المدرسة تم التركيز على بعض التحديات الواجب تخطيها والتي تشمل نقص الغرف الصفية وضيق المكان حيث ستقوم وزارة التربية والتعليم بنقل المدرسة إلى مكان أكثر ملائمة لاستيعاب الأعداد وإتاحة المجال أمام الطلاب والمعلمين على تطبيق برامج التميز والإبداع بكل سهولة ويسر.

ويذكر أن هذه المدرسة التي يلتحق فيها حاليا 220 طالبا وطالبة في صفوف من السابع وحتى التاسع تعتبر ثالث مدرسة تميز في مدارس القطاع العام حيث تم افتتاح أول مدرسة في الزرقاء والثانية في اربد.

ويهدف مشروع مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز إلى إنشاء مدارس للموهوبين والمتميزين في محافظات المملكة المختلفة لتقدم نمطا تعليميا اثرائيا ويكون بيئة تعليمية لإعداد قادة المستقبل.

وتقدم المدارس عددا من المواد والمناهج وفق نظام الساعات المعتمدة وعلى نحو المنهاج العادي وهناك مواد إجبارية أيضا وأخرى اختيارية في مجالات المسرح والرسم والإعلام والعلوم المتقدمة واللغات العربية والانجليزية والفرنسية إضافة إلى برنامج الخدمة الاجتماعية والمشاريع المختلفة.

واستكمالا للجولة في محافظة البلقاء قامت جلالتها بزيارة إلى مبرة الأمير عبدالله ابن الحسين التي تقدم خدمات الإيواء والرعاية لعدد من اليتيمات حيث تبادلت جلالتها الحديث مع القائمين على الجمعية حول الاحتياجات والبرامج التي تقدمها المبرة ومشاريعها المستقبلية المتمثلة في التوسعة والصيانة العامة.

كما التقت مع عدد من المستفيدات فيها واطلعت على برامج الرعاية وركزت على ضرورة متابعة احتياجات مؤسسات رعاية الأيتام بطرق مدروسة تعمل خلالها الوزارة على المتابعة الرقابة من أجل ضمان الجودة والنوعية، وأوعزت جلالتها بتقديم الدعم اللازم للمبرة بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين منها.