الملكة رانيا تدعو إلى استبدال ثقافة الخوف والشك حول العالم بحركة لأجل التقبل والأمل

05 تشرين الأول 2006

 دوفيل - وضعت جلالة الملكة رانيا العبدالله مؤسسات المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص أمام مسؤولياتها للبدء في انتهاج تعدد الثقافات واستبدال ثقافة الخوف والشك حول العالم بحركة شاملة من أجل التقبل والأمل.

جاء ذلك خلال زيارة عمل قصيرة قامت بها جلالتها إلى فرنسا شاركت فيها بأعمال منتدى المرأة السنوي الثاني في دوفيل.

وقالت جلالتها أمام المشاركين في المنتدى الذين يمثلون كبار القيادات النسائية على مستوى العالم "علينا إطلاق حركة تجعل التقبل جزء أساسيا من حياتنا اليومية"، مستشهدة بنجاح العديد من الإتجاهات المتمثلة في المسؤولية الإجتماعية.

وأكدت الحاجة إلى إعطاء مسؤولية تعدد الثقافات مكانة كبيرة على جدول الأعمال وإظهار كيف أن الفهم الحقيقي للثقافات المختلفة يغني حياتنا الخاصة.

وبينت جلالتها أنه "ورغم تميز هذا العالم بتقنية الاتصالات العالمية وبالطائرات النفاثة والسفر، ما زال العالم الاسلامي والغرب ينظران لبعضهم البعض كغرباء … وكمحصلة نجد أن العديد من الأفراد في كلا الجانبين يبحثون عن مأوى يضمن لهم الراحة مع أسرهم والتفاعل مع من يعرفون والمحاولة للتفاعل ما لا يعرفونه".

وحذرت من أخطار عدم بناء جسور الإتصال بقولها "لا يمكن أَن يكون هناك فهما صادقا أَو ثقة بعالم تفصله جدران ليست تلك المبنية من الخرسانة والحجارة، لكنها الجدران التي بنيت في عقولنا".

وأضافت جلالتها "علينا أن لا نسمح لعقيدة الكراهية المثارة من قبل أقلية متطرفة أَن تزرع الخوف بين الأغلبية المعتدلة ونصبح جميعا الضحايا لها".

وفي خطابها، أبرزت جلالتها الحاجة الملحة لإستمرار العمل والتصميم بقولها "زوجي جلالة الملك عبدالله، وأنا مصممون على عمل كل ما في وسعنا للترويج المتعدد لروح التقبل ولطرق الفهم الصحيحة".

وقالت "جئت إلى هذا المؤتمر ايمانا مني بقدرة النساء على القيادة في هذه الحملة - ليس من خلال القوة، ولكن عبر مهارتهن في تخييط النسيج المجتمعي".

وإستشهدت جلالتها بنجاحات لنساء يعملن معا للسلام في بلدان مثل الجزيرة الشمالية ورواندا، وقالت "أظهرت الأبحاث بأن النساء يملن إلى عرض المساعدة خلال حديثهن الذي يصمم لإبقاء الحوار مستمرا ويشجع الآخرين للانخراط به".

وكاعتراف بالحاجة إلى جهد جماعي لوضع النساء وقضايا الأطفالِ في مقدمة الأولويات، تحدثت جلالتها عن المؤتمر الذي استضافته في البحر الميت في الأردن وجمع نساء مؤثرات من العالم لبحث موضوعي وفيات الأطفال والتعليم وفي اختتام أعماله أعلن عن اطلاق الشبكة النسائية العالمية للطفولة لمساعدة النساء والفتيات والاطفال الرضع لمعالجة قضاياهم.

وقالت جلالتها "النساء تعلمن بأنه وفي أغلب الأحيان، عندما نتبادل تفاصيل حياتنا، تختفي العوامل السطحية التي نشعر أنها تفصلنا عن بعض"، وأضافت "قد لا نتشابه في الشكل أو اللباس ولكن عندما يتعلق الأمر بالذي يضحكنا أَو يبكينا، أو بالأمر الذي نحلم به لأطفالنا، وعندما يتعلق الأمر بقساوة العمل الذي نبذله يوميا نجد أننا على الأغلب متشابهين أكثر من أَننا مختلفين".

وقدمت جلالتها عددا من الإقتراحات ودعت الحضور لبناء جسور من الصداقةِ عبر الثقافاتِ: ودعت إلى تأسيس روابط مع سيدات أعمال عربيات، وخاطبت الحضور "إذا كنتم من القطاع الخاص، واذا كنتم ممن يعملون في الجامعات عليكم الترويج لبرامج تبادل مع الطلاب والمعلمين العرب وعرض برامج تدريبية للشاب العربي العامل، أو التعرف على زميل أو جار مسلم".

وحثت جلالتها النساء حول العالم على المبادرة والتغيير الايجابي حول العالم بقولها "لنضع قدرنا على كف أيدينا، ولنبدأ بحركة فاعلة تدعو للتقبل والأمل للأجيال القادمة".

يذكر أن ملتقى النساء هذا عقد أول اجتماعاته السنوية عام 2005 بعد تأسيسه من قبل ايود زايسنس بهدف إبراز وتعزيز مساهمة النساء في الاقتصاد والمجتمع ومن أجل تقديم نظريات وطرق جديدة لقضايا ذات صلة عالمية وقد جاء ملتقى النساء لهذا العام تحت عنوان "المسؤولية الجديدة للنساء من أجل تحسين مجتمعاتنا".