تقديرا لجهودها في القضايا الاجتماعية والتنمية المستدامة، الملكة رانيا تتسلم جائزة مؤسسة البحر المتوسط في ايطاليا

09 شباط 2007

روما - تسلمت جلالة الملكة رانيا العبدالله جائزة مؤسسة البحر الأبيض المتوسطِ في إيطاليا لالتزامِها وجهودها في القضايا الاجتماعية والتنمية المستدامة.

وهذه المؤسسة التي تعمل لتعزيز الشراكات بين دول البحر الأبيض المتوسطِ وأوروبا والعالم الإسلامي، كرمت جلالتها لعملِها الثابت في الدفاع عن حقوق الأطفال، ولالتزامها بتعزيز دور المرأة في المجتمعِ، من خلال التركيز على تعليم الفتيات، ولجهودها الثابتة في تكامل المجتمعات العربية مع العالم.

جلالة الملكة رانيا والتي تؤكد دوما على الحاجة لزيادة الحوار والتفاعل الإنساني العالمي، قالت في كلمة لها خلال استلامها الجائزة "انه مع تسارع خطى الهجرة أخذ التغير يطرأ على المجتمعات المحلية....فالمجتمعات آخذة في التنوع - وأصبح التحدي المتمثل في المحافظة على التناغم الاجتماعي وتوفير الفرص المتكافئة أكبر من أي وقت مضى".

وأضافت "مما لا شك فيه أن العالم يشهد حقبة من النزاعات - من إرهاب وتطرف إلى حروب وتوترات داخل وبين المجتمعات. تعمل على إحداث الفرقة بين الناس، ومنظمات مثل مؤسسة البحر الأبيض المتوسط تعمل على التقريب بين الناس لا تستطيع القيام بذلك وحدها. ولكي ننجح يتعين علينا أن نتواصل فيما بيننا... وأن نعرف وندعم بعضنا البعض...ونتضامن معا، وأن يجمعنا حسن الجوار...ليس في البيت والمدرسة والمجتمع فحسب، بل وعبر حدود الجغرافيا والثقافة والعمر والعرق."

وقالت جلالتها "علينا أن نبرهن عمليا أن الإنسانية التي تجمعنا أقوى بكثير من أي شيء يفرقنا. وهذا يعني أفعالا وليس مجرد أقوال... كما يعني أن ترتفع الأصوات المنادية بالاعتدال بيننا."

ورحب رئيس الاتحاد البرلماني بيير فيرنينادو كاسينا بجلالةِ الملكة معربا عن تقديره لجهود الأردن وجهود جلالة الملك عبد الله في الترويج للسلام في المنطقة.

وقال رئيس ومؤسس "مؤسسة البحر الأبيض المتوسط" ميشيل كابسو أن جلالة المغفور له الملك حسين قد تسلم جائزة المؤسسة في السابق لجهوده في ترويج مختلف نماذج الحوار إقليميا وعالميا.

وأضاف أن "الحوار هو الوسيلة التي تقود إلى نهاية، والنهاية الأكبر هي التعاونُ الاجتماعي" ومثل هذا التعاونِ كان محط تركيز برامجِ جلالة الملكة رانيا محليا وعالميا.

وقال أحب أن أعيد ما قالته جلالتها "علينا أن نبرهن عمليا أن الإنسانية التي تجمعنا أقوى بكثير من أي شيء يفرقنا. وهذا يعني أفعالا وليس مجرد أقوال... كما يعني أن ترتفع الأصوات المنادية بالاعتدال بيننا".

وأضاف انه "من اجل الوصول إلى مثل هذا النتيجة النهائية نجد أن برامج جلالة الملكة رانيا تدور حول ترويج التعليم وتمكين المرأة. ذلك أن تحسين نوعية التعليم وتعزيز دور المرأة في المجتمع يؤدي إلى مزيد من الوعي لحوار الثقافات. وبتبني مثل هذا الوعي يزداد الحوار وخلال الحوار المتزايد، يدرك المواطنون العالميون التشابهات التي تربط الإنسانية معا".

يذكر أن منظمة اليونيسف العالمية وتقديرا للجهود التي تبذلها جلالة الملكة رانيا العبدالله في توفير البيئة المناسبة للأطفال لضمان مستقبلهم، منحت جلالتها لقب’مناصرة بارزة للأطفال‘ لتكون أول الحائزين على هذا اللقب من اليونيسف.

وتعتبر مؤسسة البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا منظمة غير ربحية تعمل في مجالات النفع الاجتماعي، وتضم في عضويتها اختصاصيين وعلماء معترف بهم دوليا يركزون على دول البحر الأبيض المتوسط وتجاربها الدولية والدبلوماسية.

وتأسست عام 1994 بهدف تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات. وتعمل بالتعاون مع دول الشرق الأوسط والخليج والبحر الأسود. وتستند المؤسسة بأعمالها على مبادئ المساواة، والسيادة، وكرامة الإنسان وتحترم التعددية والتنوع الثقافي.

كُلّ سَنَة تكرم المؤسسة مساهمين بارزين في الفن (أدب، فن، إبداع) والمجتمع مدني (سلام، ديمقراطية، مؤسسات، معلومات، دبلوماسية) من دول البحر الأبيض المتوسط.

ومن الحائزين على جائزة المؤسسة في السابق المغفور له الملك حسين بن طلال، والملك خوان كارلوس عاهل إسبانيا، وملك المغرب الراحل ورئيس مقدونيا، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوجان، سيدة مصر الأولى سوزان مبارك، وشيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل ونجيب محفوظ، وعمر موسى، الأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية.