الملكة رانيا تدعو المشاركين للاطلاع على برامج أردنية في التعليم والتمكين والعمل

13 أيار 2009

البحر الميت - اكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله على دور القيادات الشابة في احداث التغيير الايجابي بحياة الافراد من خلال ما يمتلكون من مكانة وقدرة وكفاءة.

جاء ذلك خلال كلمة لجلالتها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخامس لمنظمة القيادات الشابة العالمية الذي بدأ اعمالة اليوم في فندق موفينبك البحر الميت لمناقشة سبل تجسير الفجوات في النظام العالمي بمشاركة أكثر 200 شخصية عالمية.

وبصفتها عضو في مجلس الإدارة المؤسسين للمنظمة ورئيسة لجنة الترشيح والاختيار، حثت جلالتها أعضاء المنظمة ليكونوا محركا فاعلا للتغيير الايجابي والتقدم العالمي.

وقالت جلالتها مخاطبة القيادت الشابة "في الوقت الذي يعاني العالم فيه من ازمة مالية وحالة طارئة متنامية، نحتاج أن تضعوا افكاركم محل تنفيذ اكثر من اي وقت سابق. نحتاجكم ان تبنوا على اعمدة القادة الشباب الثلاثة –الرؤية الخلاقة، وبناء المجتمع، والقيام بأعمال جماعية ....وهو ما اسميه التعلم .. التمكين .. والعمل."

واكدت جلالتها على ان مؤسسة نهر الاردن تعلم أن العمل الكريم يتجاوز مجرد كسب الدخل، الى ضمان الكرامة في صميم حياة كريمة.

ودعت جلالتها المشاركين من القيادات العالمية الشابة الى زيارة عدد من برامج مؤسسة نهر الاردن ومدرستي ورواد التنمية لاستكشاف برامج اردنية انبثقت عن تجارب وطنية، وايمان قوي بالشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وتحدثت امثلة فعلية لثلاث قصص نجاح حيث قالت جلالتها ان افضل مثال على عمل مؤسسة رواد كاساس للتعليم هو الاصغاء الى صهيب ذو الثماني سنوات والذي كان يعاني من صعوبات تعلم الى جانب عدم التحاقه بالمدرسة والان اصبح يكتب ويقرأ ويحرز تقدم في تعلم الموسيقى والمسرح والتصوير الفوتغرافي.

وقالت جلالتها عندما يتعلق الأمر بالتمكين فانا فخورة بعمل مؤسسة نهر الأردن ومثال على ذلك ما احدثته من فرق في حياة سليمان ذلك الرجل الذي كان يعيش في احدى قرى وادي عربة وليس لديه وظيفة وغير متعلم ولا يمتلك الثقة بالنفس ومع نهر الاردن بدأ بزراعة الخضار والفواكه والتحق بدورات تدريبية وحصل على شهادة الثانوية العامة، وأصبح أكثر حيوية وثقة بنفسه واكتسب ثقة وإعجاب عائلته وجيرانه.

وعن مدرستي قالت جلالتها انها مبادرة في جوهرها تلهم الإحساس بالمسؤولية عبر مجتمعنا، مشيرة الى قصة الطالبة صفاء في احدى المدارس التي شملتها مدرستي، حيث كانت صفاء من الطالبات المشاكسات داخل وخارج الصفوف الدراسية ولكن بدخولها في لجنة مدرستي وبتشجيع معلماتها وولديها اصبحت صفاء جزءا لا يتجزأ من التحول والتغيير الذي شهدته مدرستها فقد ساعدت في توسيع مكتبة المدرسة، استبدال المقاعد المكسرة وتحويل ساحة اللعب في المدرسة من قطعة ارض خالية الى حديقة مزدهرة.

وقالت جلالتها عليكم العمل معا. لأنكم معا، تستطيعون توحيد قوتكم...ومعا تستنبطون الافكار والمبادرات الجديدة... ومعا تطبقونها على ارض الواقع.

بعد ذلك حضرت جلالتها الجلسة الأولى للمؤتمر والتي كانت تحت عنوان القيادة والتعاون في الظروف الصعبة، حيث ادارها رئيس مجموعة قعوار السيد كريم قعوار، وشارك فيها الرئيس التنفيذي لمكتب إنجاز العرب الإقليمي ثريا السلطي والرئيس التنفيذي لشركة طموح الاستشارية في دولة الامارات العربية المتحدة الدكتور باسم عوض الله والنائب الاول لرئيس البنك الدولي للشؤون الخارجية الدكتور مروان المعشر ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة ريادة فنتشرز خلدون طبازة.

وتناول النقاش القضايا ذات الصلة بالجوانب التعليمية والاقتصادية والسياسية من خلال استعراض التحديات التي تتعرض لها مسيرة الاصلاحات التربوية والاقتصادية في العالم العربي ودور القيادات الشابة في ايجاد برامج تهدف الى تعزيز امكانيات المجتمع وافراده في القطاعات التنموية المختلفة.

وفي مداخلة خلال النقاش قالت جلالتها "الكثير من الفرص ضاعت نتيجة للوضع السياسي ولعدم الاستقرار في منطقتنا. ومن اجل التغلب على التحديات التي تواجهنا،علينا ضمان تعليم الشباب وتمكينهم."

وسيمهد المؤتمر الطريق أمام قيادات الجيل القادم لفتح أبواب الحوار من خلال ما سيخرجون به من المؤتمر من أساليب تساعدهم على بناء مستقبل أفضل.

ومنظمة القيادات الشابة هي منظمة تضم قادة من العالم بأكمله أعمارهم 40 عاما أو اقل يمثلون القطاعات المختلفة وهم على استعداد لتخصيص الوقت والجهد والطاقة للعمل على تحسين المستقبل من خلال تطوير حلول مبدعة ومستدامة.