الملكة رانيا تؤكد أن الطريق الوحيد لإيجاد عالم مستقر وآمن هو تحقيق العدل وخاصة في العالم العربي

21 أيلول 2006

نيويورك - أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله على أن الطريق الوحيد لإيجاد عالم مستقر وآمن هو تحقيق العدل في العالم وخاصة في العالم العربي.

جاء ذلك خلال مشاركة جلالتها في إحدى الجلسات النقاشية لمبادرة كلينتون العالمية الهادفة لإبراز التنوع بين المجتمعات للوصول إلى الفهم المشترك والتي حملت عنوان "إدارة التنوع في العالم في عصر العولمة".

وقالت جلالتها أن تعمق الانقسام بين الشرق والغرب أدى إلى ارتفاع وتيرة الفكر المتطرف والذي هو موجود عبر التاريخ غير أن طبيعة الإنسان المعتدلة تحول دون ظهوره وتمركزه.

وأشارت إلى أن عودة التطرف إلى مركز الحدث يعود إلى عدة عوامل منها ضعف معرفتنا بالآخر وعدم مواجهة التحديات التي تصادفنا.

وأكدت جلالتها خلال الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي فريد زكريا من مجلة النيوزويك الدولية على أن عدم حل النزاع الفلسطيني من أكبر التحديات التي تواجه الأمن العالمي مشيرة إلى أن تعميق الانقسام يمنع تدفق النوايا الحسنة ويزيد من الإحباط وفقدان الأمل والذي يقود إلى تعقيد حل هذه القضية التي تأتي في صميم المنطقة وفي قلب كل عربي.

وكانت رسالة جلالة الملكة واضحة في هذا الإطار من حيث تأكيدها على أن عدم وجود العدل سيؤدي إلى زيادة التطرف مشيرة إلى أن الحرب على لبنان كانت مثلا آخرا لعدم تحقيق العدالة.

وقالت "في لبنان شاهدنا قتل الأبرياء وأجساد الأطفال التي توضع في أكياس بلاستيكية لدفنهم وشاهدنا تدمير البنى التحتية ونزوح ربع السكان من منازلهم".

وأضافت أن "ذلك أدى إلى فقدان رواد الاعتدال في المنطقة خاصة وأن الأفراد لم يلمسوا نتائج الاعتدال وثمار السلام والعدالة والالتزام الصادق" مبينة جلالتها أن تحقيق ذلك يتطلب الشجاعة والالتزام العالمي خاصة وأن العمل العسكري ليس الطريق للتعامل مع الأمور.

وعبر المشاركون في الجلسة عن إيمانهم بضرورة التركيز على تعظيم التنوع باعتباره من عناصر الفهم المشترك وليس الخلاف حيث أشار الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى الخطوات التي اتخذتها بلاده من أجل تعزيز الحوار والديمقراطية وقال أننا ننظر إلى السوء والأمور السلبية ونعممها وننسى الأفراد أنفسهم. في حين بيّن كبير أساقفة جنوب إفريقيا ديزمند توتو أن الصاق الصفات على جنس أو دين نتيجة أفعال فردية لا يمكن قبوله في وقت نحن في أمس الحاجة إلى تعزيز فهمنا لبعض ولثقافتنا.

وقال توتو "أنا لا أعرف دين يدعم القتل كقيمة دينية فالدين يدعو للرحمة والعدالة والمحبة. وإنني أشعر بالقلق عندما يقول أحد شيئا مثل الإرهاب المسلم، فلم أسمع الناس يصفون أوكلاهوما مثلا إرهاب مسيحي رغم أن معظم المسيحيين شعروا بالخوف".