الملكة رانيا تشارك في إطلاق مبادرة جديدة لتوفير مطاعيم لتحصين الأطفال في أفقر دول العالم

روما - انضمت جلالة الملكةِ رانيا العبدالله بصفتها عضو مجلس إدارة صندوق المطاعيم العالمي إلى وزراءِ المالية في حكومات كندا، وإيطاليا، والنرويج، وروسيا، والمملكة المتّحدةَ، ورئيس البنك الدولي في إطلاق مبادرة متقدمة لالتزام السوق في برنامج لتوفير اللقاحات الهادفة لإنقاذ حياة ملايين الأطفال في أفقر دول العالم من خلال تقديم ما نحوه 1.5 بليون دولار لتَمويل نشر المطاعيم واللقاحات.

ويتوقع أن تنقذ تلك المبادرة حياة 5,4 مليون طفل بحلول عام 2030. باعتبارها تمثل الخطوة الأولى في جهد تاريخي لإيجاد سوق لقاحات في أفقر دول العالم، وتستهدف أمراض الالتهابات الرئوية والتهاب السحايا اللذان يَقتلان سنويا 1,6 مليون شخص في مختلف دول العالم.

وستوفر المبادرة الدعم لمدة تتراوح بين 7 إلى 10 سنوات لتأمين اللقاحات المستقبلية ضد أمراض الالتهابات الرئوية.

وجرى خلال الإعلان عن هذه المبادرة عرض لقطات فيديو تبين ضرورة نشر مثل هذه اللقاحات خاصة وأن كل دقيقة، يموت طفل واحد من المرض بالكرويات الرئوية.

ووصف وزير مالية ايطاليا توماسو بادوا شيوبا ذلك بالمأساة الإنسانية غير المقبولة والتي تعتبر عقبة أمام التطور الإنساني.

وفي كلمتها أمام المشاركين في إطلاق المبادرة قالت جلالة الملكة رانيا "إنكم تقدمون هبة الصحة ...وأكثر من ذلك، تقدمون هبة الأمل. فبفضلكم ستتاح الفرصة لمزيد من الأسر للكفاح من أجل حياة أطفالها...ولرؤية أبنائهم وبناتهم يكبرون وينعمون بحياة مثمرة. وبفضلكم قد تجد مجتمعات بأسرها القدرة على التصدي للفقر...وتتاح لدول عديدة أن تصعد خطوة على سلم التنمية البشرية."

وأضافت جلالتها "بدعمكم في توفير المزيد من مطاعيم مرض ذات الرئة، نستطيع أن نوقف الخسائر البشرية المأساوية، وان نبدأ ببناء المستقبل. وبالأهمية ذاتها، فمن خلال ايمانكم بهذا الحل وتمويله، فإنكم تسهمون بكسر حواجز عدم التكافؤ الصحي بين الأغنياء والفقراء...إن التحديات جسيمة... ولكنكم أثبتم أن التغلب عليها أمر ممكن، ففي هذه الأوقات العصيبة، أظهرت دولكم القدرة العظيمة للإنسانية على عمل الخير."

من جانبه أوضح وزير صحة غانا الحاجة الفعلية إلى مثل هذه البرامج بالقول أن مائة واثنا عشر طفل من كل 1000 يموتون في غانا قبل عمر 5 سنوات، ويكون ذلك محبطا عند معرفة أن لقاحات الأمراض موجودة لكن لا يمكن توفيرها لهؤلاء الأطفال.

وأشار وزير المالية الايطالي توماسو بادوا شيوبا إلى أن فكرة المبادرة جاءت كاستجابة للمأزق المأساوي.

وسوف تتعهد مؤسسات المطاعيم التي شاركت في إطلاق المبادرة ببيع المطاعيم الجديدة بسعر تتحمله الحكومات في إفريقيا وآسيا وجنوب أمريكا، وستقدم هذه المبادرة لقاحات محسنة تتناسب مع المعايير المحددة مسبقا في الكفاءة والأمان.

وأكد وزير الخزانة البريطاني جوردن براون إمكانية القضاء على أكثر الأمراض فتكا في العالم مشيرا ان وزراء المالية هم عادة أخر الناس الذين يعطون مبالغ كبيرة ولكن الحساب المروع للموت والأمراض في العالم جعلهم جميعا يتجهون للعمل.

أشار الأمين التنفيذي لصندوق المطاعيم العالمي جوليان لوب ليفيت إلى أن التحصين ضد الالتهاب الرئوي يستخدم بكثرة في الدول المتقدمة بنجاح كبير لمنع المرض، ومع ذلك فان الصناعة تفتقر للقدرة على توفير المطاعيم للدول النامية على نطاق واسع.

ويعمل صندوق المطاعيم العالمي (جافي) والبنك الدولي مع لجنة من الخبراء بوجود ممثلين من الدول النامية والدول الصناعية لتحديد أمراض الالتهاب الرئوي بصفته الهدف ليتم توفير اللقاحات المناسبة له.

ومع المضي قدما سيتم تقييم المبادرة من قبل لجنة تقييم مستقلة ستحدد معايير المطاعيم. وسيكون صندوق المطاعيم العالمي والبنك الدولي مسؤولان لدعم البرامج والاعمال المالية لمبادرة التزام السوق المتقدّم لبرنامج اللِقاحات للأمراض.