الملكة رانيا تشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي في نيويورك

01 شباط 2002

نيويورك - دعت جلالة الملكة رانيا العبدالله المجتمع الدولي إلى لعب دور أكبر في إيجاد حل جذري لقضية الشرق الأوسط وحفز الأطراف المتنازعة على الحوار كخيار بدلاً من العنف واصفة جلالتها الصراع في المنطقة حالياً "بالوضع الخطير" وربما الأخطر الذي تمر به المنطقة الآن.

وخلال حديثها في الحلقة النقاشية للجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي بدأ أعماله أمس في نيويورك قالت جلالتها: "علينا أن نعمل على تقوية الأصوات المنادية للسلام من الطرفين ومنحهم فرصة للتعبير."

وحذرت جلالة الملكة رانيا في الحلقة التي عقت تحت شعار "نحو الأمل" من اتجاه العالم نحو نظام ثنائية القطبية والذي أدى إلى عزل منطقتنا وبروز مصطلحين جديدين هما "نحن وهم" داعية إلى الحوار الثقافي المتبادل والمستدام عبر الأمم وإلى إيجاد وعي أكبر للدين الإسلامي من قبل الغرب.

وقالت جلالتها: "وعلى سبيل المثال ينظر الأفراد في المجتمعات الغربية إلى منطقتنا كمجتمع متجانس متناسين أن (ملياراً ومئتي مليون) مسلم منتشرين في عدة دول ومناطق وقارات يتكلمون لغات متعددة منحدرين من طبقات اقتصادية واجتماعية مختلفة.

وفي حديثها لحوالي ألفين من الحضور الذين يمثلون رؤساء الحكومات ومديري الشركات والإعلاميين المعروفين وممثلين عن جمعيات غير حكومية من "100 دولة" أكدت جلالتها ... أن الإسلام دين ينسجم مع نهج الديمقراطية ولا يتعارض مع مفهوم الحداثة.

وركزت جلالتها أن استخدام أسلوب الحوار سيمكن الأفراد والمجتمعات من تفهم خصائص الحضارات المختلفة الأمر الذي سيؤدي إلى تعاملهم بفاعلية مع أسباب الصراعات التي تواجه العالم اليوم.

وأكدت جلالتها أن الحوار هو الأداة التي تمكن الأفراد في المجتمعات من فهم الثقافات والحضارات الأخرى وإيجاد وعي أكبر للقضايا التي تواجه عالمنا اليوم.وفي ردها على سؤال حول دور القوى العظمى في العالم قالت جلالتها: "إن الدول القوية تملك فرصة للعمل من أجل خير الإنسانية من خلال الابتعاد عن دورها التقليدي المتمثل بوضع مصالحها في سلم الأولويات مشيرة إلى أن ما يتوقع من الولايات المتحدة حالياً هو ممارسة سلطاتها "الأخلاقية" لضمان العدل في العالم واستخدام الأدوات المتوفرة لديها لضمان المساواة وعليها ـ القوى العظمى ـ النظر لقدرتها على إحداث التغير الإيجابي في العالم كفرصة وليس كمسؤولية.

وقالت جلالتها: "أنا أؤمن أن لدى الولايات المتحدة فرصة جيدة لجعل العالم مكاناً أفضل". ومن المتحدثين في الجلسة الافتتاحية رئيسة الفليبين جلوريا ارويو وكبير أساقفة جنوب إفريقيا ديزمند توتو ووزير خارجية حكومة أفغانستان الانتقالية عبدالله عبدالله والبروفيسور ايلاي ويزل من جامعة بوسطن والمغني العالمي المشهور بونو المعروف بنشاطاته في مجال الجمعيات غير الحكومية ودعوته إلى رفع الديون عن الدول الفقيرة. وأدار الحلقة النقاشية شارلي روز مقدم برنامج "تشارلي روز" على محطة "بي بي اس" الأميركية حيث ركزت معظم الوقت على فرص الدول النامية في الحد من العنف والإرهاب حول العالم من خلال تجسير الفجوة بين العالمين الغني والفقير "من يملكون ولا يملكون".

وسيركز المشاركون في المنتدى الذي يستمر خمسة أيام تحت شعار "القيادة في الأوقات الحرجة .. نظرة لمستقبل مشترك" على تحريك القوى لتنشيط الاقتصاد العالمي والاستفادة من دروس الماضي لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.