الملكة رانيا تؤكد على ان المسؤولية الاجتماعية تتطلب تغيير في نظرتنا الى العلاقة ما بين القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني

04 تشرين الثاني 2007

عمان - اضافت مشاركة جلالة الملكة رانيا العبدالله في جلسات مؤتمر تعزيز التعاون والشراكة بين المؤسسات لدعم تقدم المرأة في المجتمع اليوم الكثير من المعطيات الضرورية لتفعيل علاقة الشراكة ما بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.

وفي بداية مداخلاتها اليوم في الجلسات النقاشية قدمت جلالتها الشكر لجميع المشاركين على ما تم طرحه من مواضيع هامة على صعيد تفعيل المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص وتفعيل الشراكة ما بين مؤسسات المجتمع المدني والشركات الخاصة.

وقالت ان طريقة التعامل مع الاشياء تغيرت بحيث لم يعد هناك خطوط تفصل بين القضايا الاجتماعية، والقضايا العامة مشيرة بهذا الصدد الى اهمية تقليل الاعتمادية على الحكومات التي لن يتقلص دورها في التنظيم والرقابة وحماية الشعب وهنا لا بد من تشجيع القطاع الخاص لتصبح المسؤولية الاجتماعية جزءا من الادوار الرئيسية التي يقوم بها.

واضافت جلالتها ان معادلة العطاء اختلفت واصبحت لا تقتصر على التبرعات فقط لكن من الاهمية ان يكون هناك نشاطا تطوعيا قائما على تبني القضايا الاجتماعية باكملها بهدف تطوير الاحساس بالمسؤولية وتعظيم القيم المضافة لتلك المسؤولية.

وقالت نحن نريد من القطاع الخاص ليس الدعم فقط ولكن الشراكة الفعالة التي تنعكس فوائدها على الجهتين، فعندما نتحدث عن المسؤولية يجب التركيز على توضيح الفوائد التي يحصدها المعطي وعدم اهمالها وذلك كجزء من تطوير وتعزيز مكانته الاقتصادية وتحسين ارباحه ودراسة احتياجات السوق وتلبية رغبات الزبائن.

واضافت علينا ان لا ننسى الموظف في تلك الشركات خاصة وان الموظفين عند قيام شركاتهم بدورها الاجتماعي يشعرون بالفخر وارتباطهم بالاهداف السامية ويجعلهم يتمسكون بمهنتهم وبدورهم كعناصر فاعلة في تقديم خدمة لمجتمعاتهم.

وقالت عند الحديث عن المسؤولية الاجتماعية في الشركات علينا عدم فصلها اقساما داخل الشركات ولكن يجب ان تكون ضمن المهمات اليومية للكادر الوظيفي مشيرة الى ان ذلك يشكل عناصر جلب لكوادر وظيفية من مختلف الخلفيات دون التمييز باللون او الجنس او العرق او الدين.

واكدت جلالتها ان الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية ضرورة يجب ان يتبعها اهتمام اخر وهو مسؤولية الشركات في التعددية الثقافية واستثمار التعددية الثقافية بما يثري بيئة العمل ويعزز الرؤيا العالمية للشركات ضاربة جلالتها مثالا على التعددية الثقافية الموجودة في بيئة العمل للشركات الاردنية التي حققت نجاحات متميزة.

وقالت اجد ان نقطة البداية في موضوع المسؤولية الاجتماعية يتطلب تغيير في نظرتنا الى العلاقة بين القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني ذلك ان القطاع الخاص يبدي كل التعاون في هذا المجال الامر الذي يؤكد اهمية توضيح ما تريد الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني من القطاع الخاص وما هي الفوائد التي سوف يحصل عليها.

واكدت ضرورة تغيير نمطية العمل في مؤسسات المجتمع المدني من خلال التركيز على التنظيم وتحديد الاولويات والمراقبة والتخطيط وتقييم النتائج.

وكانت جلالتها قد شاركت في جلستين الاولى بعنوان "العمل مع القطاع االحكومي من اجل تعزيز الشراكات" والثانية "سبل تشجيع وتعزيز دور القطاع الخاص لدعم قضايا المرأة".

وفي الجلسة الاولى التي ادارها احد المشاركين عن الشركات الخاصة في الولايات المتحدة الامريكية دنس بتلر جرى التركيز على دور شركات القطاع الخاص في تنفيذ شراكات فاعلة مع مؤسسات المجتمع المدني وكيفية تنظيم برامج توعية لموظفيها من اجل دور اكبر في تحمل المسؤولية الاجتماعية لشركاتهم.

وشارك في الجلسة كبار المسوؤلين في شركات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني من الاردن والامارات والبحرين.

وفي الجلسة الثانية التي ادارتها مياده لوج من مؤسسة محركي التغيير في الولايات المتحدة الامريكية تم استعراض قصص النجاح للشراكة ما بين مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والتحديات التي تعترضها وشارك فيهاعدد من رؤساء وممثلات مؤسسسات المجتمع المدني.

ويذكر ان المؤتمر افتتح اعماله في عمان امس برعاية من جلالة الملكة وبتنظيم من الشراكه العالمية للأصوات الفاعلة وبالتعاون مع مبادرة الشراكة الشرق اوسطية (ميبي) ومهارة للاستشارات المتخصصة في التنمية، وبمشاركة واسعة لخبراء من الولايات المتحدة الامريكية ووزارة الخارجية الأمريكية ورجال أعمال معنيين بتقدم المرأة في بلدانهم من الأردن والبحرين ومصر والامارات ولبنان.