في ندوة بنيويورك بمشاركة عدد من كبار المسؤولين لمناقشة أهم الأهداف الإنمائية للألفية، الملكة رانيا تؤكد امتلاك الموارد لحماية حياة الاطفال والقدرة على اختيار الاستفادة منها

18 أيلول 2006

نيويورك - أبرزت جلالة الملكة رانيا العبدالله السؤال المتعلق بكيفية تأثير مكان ولادة الأطفال في فرصتهم بالحياة مبينة أن أربعة ملايين طفل في العالم يموتون خلال الشهر الأول من حياتهم، وهو عدد مساو لعدد الأطفال الذي يولدون سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية.

جاء ذلك في ندوة عقدت اليوم في نيويورك لمناقشة أحد الأهداف الإنمائية للألفية وهو الهدف الرابع المتعلق بتخفيض معدل وفيات الأطفال في العالم بحضور ما يزيد على 250 شخص من بينهم الرئيس الافعاني حميد كرزاي ورئيس الوزراء النرويجي ومديرة اليونيسف التنفيذية ومدراء منظمات صحية وإنسانية تابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية وممثلون عن عدد من مؤسسات القطاع الخاص العاملة في مجالات الأمومة ورعاية الأطفال والمواليد الجدد.

وقالت جلالتها "أفكر في ما وصل إليه الأطفال في لبنان هذا الصيف نتيجة الحرب التي حصدت أرواح مئات الأطفال، تلك الحرب التي حولت ملاعبهم إلى ساحات قتال وحولت صفوفهم التي اعتقدوا أنهم تركوها خلال فترة الصيف إلى غرف مؤقتة يعيشون فيها".

وأضافت "أشعر بأهمية الأمر عندما يتعلق بالهدف الرابع للألفية لأنه لا يمكن لأطفالنا أن يعيشوا بأمان في عالم يتعرض ملايين الأطفال فيه للخطر".

وأشارت جلالتها إلى أن العالم أعلن بتحديده الهدف الرابع في الأهداف الإنمائية للألفية الانتقال من مرحلة الفرص إلى الاختيار، مؤكدة على أننا نملك الموارد لحماية حياة الأطفال وسنختار استخدامها.

وقالت أنه "بسبب الاحتياجات والموارد المختلفة لكل دولة، حدد مشروع الألفية عددا من التوصيات الرئيسية وترك الأمر لكل دولة للتنسيق مع الهيئات المختلفة مع منظمات القطاع الخاص والعام لتحديد أفضل الطرق لتحقيق الأهداف".

وأشارت جلالتها إلى عدد من التجارب التي شاهدتها في مجال رعاية الأطفال وبرامج المطاعيم لحديثي الولادة في كل من الهند وجنوب أفريقيا.

وبصفتها أحد أعضاء مجلس إدارة صندوق المطاعيم جافي (التحالف العالمي للقاحات والتحصين) أكدت جلالة الملكة رانيا على دور المطاعيم في حماية الأطفال من الأمراض القاتلة.

وقالت "من خلال التمويل والتعاون الفعال - بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية وشركات الأدوية والمنظمات العالمية - استطاع صندوق المطاعيم تحصين أكثر من 100 مليون طفل من الأمراض القاتلة، وبذلك عمل على حماية حياة 1.7 مليون طفل خلال السنوات الخمس الماضية فقط بالإضافة إلى تشجيع تطوير لقاحات جديدة".

واستعرضت جلالتها الخطوات التي قطعها الأردن في مجال الحد من وفيات الأطفال عن طريق فتح مراكز جديدة للأم والطفل والقيام ببرامج تطعيم ضد الأمراض السارية مثل الحصبة والتهاب الكبد بالإضافة إلى حملات التوعية الصحية في المدارس.

ونوهت إلى نتائج دراسة مشتركة أعدتها اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وجدت أنه مقابل بليون دولار في السنة، يمكن حماية حياة عشرة ملايين عن طريق تحصين الأمهات من الآن وحتى العام 2015.

وقالت جلالتها "هذا يعتبر استثمارا لا يمكننا تجاهله بسبب طبيعة الأمراض السارية في عالمنا المترابط والتي تضع ليس فقط أرواح أطفال أبرياء في دائرة الخطر، ولكن أكثر من ذلك مجتمعاتهم ودولهم ، مشيرة إلى أن بليون دولار لحماية حياة 10 ملايين ثمن يمكننا تحمله".

وقد نظمت هذه الندوة التي استمرت يوما واحدا من قبل اليونيسف وحكومة النرويج والمجلة الطبية "لانسيت" وقد أصدرت المجلة عددا الكترونيا خاصا لمتابعة التقدم في 60 دولة لتحقيق الهدف الرابع وأصدرت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية تقريرا تحت اسم الالتهاب الرئوي قاتل الأطفال المنسي.

يذكر أنه في أيلول عام 2000، اتفق زعماء العالم في مؤتمر قمة الأمم المتحدة للألفية على مجموعة من الأهداف المحددة زمنيا من أجل مكافحة مجموعة من التحديات التي تواجه العالم والتي سميت بالأهداف الإنمائية للألفية. وحدد عام 2015 موعدا لتحقيق هذه الأهداف، ونحن نقترب من العام 2015 تسير العديد من الدول على الطريق لتحقيق هذه الأهداف، ولكن هناك دول لا يزال الطريق أمامها طويلا.