الملكة رانيا تشارك مجموعة من الأطفال في وضع اللمسات النهائية على معروضات متحف الأطفال

18 نيسان 2007

عمان - شاركت جلالة الملكة رانيا اليوم 150 طفلا وطفلة مع معلماتهم ومعلميهم بوضع اللمسات النهائية على معروضات متحف الأطفال وتبادلت معهم الأحاديث حول رحلتهم الاستكشافية في المتحف والاستماع إلى ملاحظاتهم قبل الافتتاح الرسمي للمتحف في أيار المقبل.

ويعد هذا المتحف من المبادرات الهامة التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا وعملت على إخراجها إلى حيز الوجود من خلال شراكة فعالة مع القطاعين الخاص والعام بهدف توفير مكان يساعد على تشجيع الاستكشاف والتعلم من خلال اللعب والمشاركة في البرامج التعليمية متعددة الوسائط والمبتكرة لحث الأطفال على الاكتشاف والإبداع.

وضم وفد الأطفال الذين قاموا بزيارة المتحف الواقع في حدائق الحسين ويعتبر الأول من نوعه في الأردن أطفالا من وزارة التربية والتعليم من جميع محافظات المملكة وأطفالا من المؤسسات العاملة في مجال الطفولة في المملكة إضافة إلى مجلس الأطفال التابع لأمانة عمان الكبرى، حيث شملت الفئات العمرية للأطفال ما بين (7-16) عاما.

وكانت زيارة الأطفال ليست نظرية بل تفاعلية، وهو ما يميز متحف الأطفال الذي تم إنشاؤه بمعايير عالمية ليعمل على تشجيع الاكتشاف والتفكير الإبداعي.

وتبادلت جلالة الملكة رانيا النقاش مع الأطفال حول هذه التجربة الجديدة وما ترتب عليها من تعزيز معرفتهم بالعلوم وعناصره وبالتاريخ والثقافات المختلفة وفهم الحضارات والتكنولوجيا والصناعة والحياة العامة.

وأجريت بعد الانتهاء من الأنشطة حلقات نقاش لتبادل الآراء والخبرات وأخذ آراء الأطفال بهدف ربط المعلمين والأطفال بطرق التعلم والاستكشاف التفاعلي المتجددة التي يسعى المتحف إلى تحقيقها.

واستمرت فعاليات هذه الزيارة من الساعة العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا حيث بدأت بتسجيل الأطفال وتقسيمهم إلى مجموعات يتراوح عدد المجموعة ما بين (10-15) طفل ولكل مجموعة مرشد يرافقهم أثناء رحلة الاكتشاف في المتحف.

وقد قام الأطفال بتجربة كافة المعروضات المتواجدة في المتحف ضمن أقسامه الثلاث الرئيسة: الإنسان، الطبيعة، التكنولوجيا. حيث بدأ الأطفال بالتعرف على العلوم من خلال إقامة التجارب على عدة مواد طبيعية مثل مادة النشا وأصناف الطعام المختلفة وعدة نشاطات تعليمية أخرى. وتبع ذلك نشاط فني حيث قام كل طفل بمزج لونين واستخراج لون جديد وأطلق اسما من اقتراحه على هذا اللون وانتهى النشاط بلوحة أشبه بعمل فني رائع. الهدف منه هو اظهار الإبداع الخلاق لدى الأطفال والقدرة على تشخيص عملهم الفني.

ومن ثم انتقل الأطفال إلى منطقة تحفيز رؤية العمل الفكري لديهم وهو النشاط المسرحي، والذي أيضا يعتمد على خيال الأطفال وإبداعهم، حيث كان في المسرح معلمة دراما طلبت من الأطفال الحديث عن موضوع يستهويهم ثم وزعت عليهم الأدوار وعملت معهم على تأدية مشهدا مسرحيا. وبعد ذلك انطلق الأطفال إلى قاعة المعروضات حيث مجسم هائل لجسم الإنسان ودار النشاط حول أعضاء جسم الإنسان وتركز النقاش على موضوع الجينات الوراثية حيث توجد تقنيات عالية استخدمها الأطفال وتمكنوا من خلالها فهم كيفية حدوث العملية الوراثية.

ثم انطلق الأطفال إلى منطقة الجيولوجيا حيث طلب من الأطفال التعرف على أنواع مختلفة من الصخور وتسميتها بهدف التعرف عليها ثم انطلق الأطفال إلى الحفرية الأثرية حيث قاموا بالبحث عن آثار وبترميم بعضها ومنهم من اختار نقش من الفن الإسلامي أو النبطي ورسم مثله على صحن فخاري.

وتوجه الأطفال أيضا إلى مختبر الطاقة حيث أجروا تجارب لها علاقة بالطاقة الشمسية وهو نشاط يهدف إلى تعليم الأطفال طرق توفير الطاقة والمياه في الحياة اليومية من خلال التجربة. تبع ذلك زيارة منطقة الجو والطيران حيث شارك الأطفال بنشاط فن طي الورق حيث صنع الأطفال الطائرات الورقية بأيديهم وأطلقوها في الهواء بعد أن تمكنوا من إطلاق منطاد و قيادة الطائرة والتحليق الوهمي فوق الجبال والأنهر.

كما تجمع الأطفال في ساحة المدينة وقاموا باكتشاف كيفية سير الحياة والخدمات المجتمعية مثل البنك ومركز الشرطة والسوبرماركت مما يعمل على رفع مستوى الإدراك عندهم بالعالم الخارجي ، بما تحتويه الساحة من صراف آلي مجهز خصيصا لهم وأماكن للتسوق ومنطقة الشرطة والمحكمة وأماكن لصنع المنتجات حيث صنع الأطفال الأساور وحاكوا السلال.

وكان اختتام الفعاليات بجلسة للنقاش وأعطى الأطفال رأيهم في المتحف، حيث كتبت آراؤهم ورصدت ملاحظاتهم بعناية وتم أخذ كل رأي بعين الاعتبار كون المتحف لهم، لذلك منحوا الحق في إظهار صوتهم والتعبير عن أنفسهم. ووزعت في نهاية الفعالية الهدايا على الأطفال.

والمتحف الوطني للأطفال، هو مؤسسة غير ربحية تعليمية وتفاعلية الأولى من نوعها في الأردن. ويرأس مجلس أمناء المتحف جلالة الملكة رانيا العبدالله، كما يضم المجلس الداعمين الرئيسيين للمتحف من شركات ومؤسسات مهتمين برفع مستوى أداء الطفل في المنطقة وخاصة في مجال العناية بالأطفال صحيا وتثقيفيا وتعليميا، وهم كل من: أمانة عمان الكبرى، وشركة نستله العالمية، وشركة إعمار، وشركة فاست لينك، وبيت التمويل الخليجي، وشركة موتورولا، والشيخ صالح عبدالله كامل وشركة العبدلي للتطوير والتنمية.