الملكة رانيا تشارك في أعمال منتدى جدة الاقتصادي الرابع

18 كانون الثاني 2004

جدة - أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله أن أمتنا الإسلامية قادرة على إستعادة أمجادها وتخطي الحواجز التي تعيق تقدمها إذا ما تمسكت بالقيم التي قامت عليها الحضارة الإسلامية من روح الإستكشاف والمعرفة.

جاء ذلك خلال مخاطبة جلالتها المشاركين في الجلسة الخاصة التي عقدت اليوم ضمن جلسات منتدى جدة الاقتصادي الرابع الذي يعقد تحت عنوان "نحو تحقيق نمو اقتصادي متسارع" وخصصت الجلسة لمناقشة القضايا الإقتصادية والإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشارك فيها عدد من القادة السياسيين في المنطقة والعالم إلى جانب كبار رجال وسيدات الأعمال الدوليين والإقليميين والعرب وعدد من المسؤولين الحكوميين وأساتذة الجامعات.

وقالت جلالتها أن العالم الإسلامي كان دوماً مهداً للحضارة والعلم والتجارة وأن الفرضيات التي تبرر عجزنا عن اللحاق بركب الحضارة غير مقنعة. مؤكدة جلالتها على أن هناك حقائق قاسية علينا مواجهتنا إذ أن على كل فرد فينا تحمل مسؤولية في تحديد المستقبل وذلك بالمشاركة الفاعلة والمدروسة والموضوعية.

وخاطبت جلالتها الحضور الذي يضم في معظمه ممثلين عن قطاع الأعمال والإقتصاد قائلة "إن مشاركتكم مهمة في دفع عملية الإصلاح الإقتصادي لأنكم أدرى بالعقبات التي تحول دون ذلك".

وقالت جلالتها مخاطبة الحضور أن قطاع الإقتصاد والأعمال يمتلك القدرة والقوة على الإقناع لذا فإن تثقيف المجتمع وكسب دعمه حول قضايا تهم المستقبل مثل الإصلاح الإقتصادي كفيل بأن يعزز من النجاح وجني الثمار على المدى الطويل.

وتحدثت جلالتها عن تجربة الأردن مع عملية الإصلاح الإقتصادي قائلة بأن عملية الخصخصة كانت خطوة أساسية في تعزيز الإقتصاد المحلي حيث أفرزت فوائد منها إنخفاض أسعار بعض السلع الخدمية نتيجة التنافس وزيادة فرص التشغيل في القطاع الخاص وفتح سوق الأسهم أمام الأفراد بحيث أصبحوا شركاء في الأرباح.

كما قالت جلالتها أن دور الحكومات في تحقيق التغيير ودفع التنمية مهم، لكن الدور الأهم هو للأفراد في المطالبة وحشد الدعم لإحداث التغيير الإيجابي.

وقالت جلالتها أننا بحاجة إلى رأي عام قوي مبني على المعرفة والإطلاع حتى نتمكن من إحداث تغيير إيجابي يعود على الجميع بالفائدة مثل تحقيق السلامة المرورية، أو توفير الرعاية لأطفال الأمهات العاملات، أو تشجيع الإصلاحات الإقتصادية، فكلما كان دعم الأفراد للتغيير أقوى كلما كان التغيير أسرع.

وخلال الإجابة على أسئلة الحضور في الجلسة أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله على أهمية تعزيز دور الأسرة وتماسكها بإعتبار ذلك من الميزات التي تتمتع بها مجتمعاتنا العربية التي تركز على العلاقات الأسرية.

كما نوهت جلالتها إلى ضرورة تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني من خلال تفعيل دورها في عملية التنمية الإقتصادية وليس الإقتصار على الأمور المجتمعية.

وحول مؤتمر قمة المرأة العربية التي ترأسها جلالة الملكة رانيا العبدالله أشارت جلالتها إلى الحملة الإعلامية التي سيتم إطلاقها بهدف تغيير الصورة النمطية حول المرأة العربية والعمل على توفير مساحة من الحرية للتقدم والتطور.

وتأتي مشاركة جلالتها في إطار إهتمام الأردن بالقضايا الإقتصادية والتنموية في المنطقة وسعيه لإيجاد السبل الكفيلة من أجل تحقيق نمو إقتصادي متسارع وتطوير أداء القطاعين الخاص والعام.

وجرى خلال الجلسة التي شاركت فيها جلالة الملكة رانيا مناقشة نماذج ناجحة عن بعض دول الشرق الأوسط وآسيا التي استطاعت تحقيق نمو اقتصادي متسارع أدى إلى حل مشاكل اقتصادية مزمنة فيها.

ويناقش المنتدى الذي يشارك فيه كل من الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ورئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد والرئيس المكسيكي السابق ارننستو زيدلو ثلاثة محاور رئيسية تتناول القضايا الإقتصادية الخاصة بالسعودية والقضايا الإقتصادية والإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، في حين سيتناول المحور الثالث في اليوم الأخير للمنتدى القضايا الإقتصادية الدولية.