الملكة رانيا تتفقد برنامج "تعزيز الثقافة للمتسربين" في مدرسة اليوبيل

25 آب 2009

عمان - بهدف إبراز دور المدرسة في التفاعل مع التحديات المجتمعية تفقدت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم في ماركا سير العمل في برنامج "تعزيز الثقافة للمتسربين" الذي ينفذ في مدرسة اليوبيل الذهبي الثانوية للبنين ويهدف إلى توفير فرص تعليمية تعويضية للأطفال المتسربين الذين لم يعد بمقدورهم الالتحاق ببرامج التعليم النظامي.

وتقوم مؤسسة كويست سكوب للتنمية الاجتماعية في الشرق الأوسط بتنفيذ هذا البرنامج ضمن مشروع "مكافحة عمالة الأطفال عبر التعليم" بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين في 39 مدرسة حكومية موزعة في مختلف مناطق المملكة من خلال شعب صفية في تلك المدارس.

والتقت جلالتها الطلبة المستفيدين من هذا البرنامج والبالغ عددهم 21 طالبا وتتراوح أعمارهم بين 10 إلى 17 عاما ويعملون في مهن مختلفة حيث تبادلت جلالتها الحديث معهم حول أوضاعهم وظروفهم ومدى استفادتهم من البرنامج الذي يقدم لهم مجموعة من المهارات والمعارف التي تؤهلهم بعد دراسة سنتين من الالتحاق بمؤسسة التدريب المهني بستوى ماهر.

وبعد ذلك التقت جلالتها شركاء مشروع "مكافحة عمالة الاطفال عبر التعليم" في اجتماع ضم كل من وزير التربية والتعليم الدكتور وليد المعاني، ووزير العمل الدكتور غازي شبيكات، ووزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف، ومديرعام مؤسسة التدريب المهني ماجد الحباشنة ومديرعام صندوق التنمية والتشغيل علي الغزاوي والمدير التنفيذي لبرنامج كويست سكوب جواد القسوس، ومديرة برنامج عمالة الاطفال عبر التعليم سلمى عطية من مؤسسة (CHF)، والمدير التنفيذي للشؤون الاجتماعية والاستدامة في امانة عمان تغريد فاخوري.

وقالت جلالتها خلال الاجتماع أن "الأطفال الذين قابلتهم اليوم يملكون الشجاعة والاصرار والرغبة في التغيير وهذه أمور مطلوبة حتى ينجح البرنامج".

وأكدت جلالتها على أنه بالرغم من الإنجازات التي تحققت في هذا المجال إلا أنه ما زال أمامنا الكثير للقيام به خاصة وأن الأرقام والاحصائيات المتعلقة بعمالة الأطفال كبيرة وغير مقبولة وتدل على وجود تحدي كبير يجب التعامل معة بحزم.

وأشارت إلى ضرورة العمل في مسارين: الأول سحب الأطفال من أماكن عملهم وإعادتهم إلى مقاعد الدراسة، والثاني حماية الأطفال المعرضين للتسرب والعمل على ابقائهم في المدرسة.

ودعت جلالتها الجهات والمؤسسات المعنية في هذا المجال الى اعتماد النهج التشاركي فيما بينها، واشراك الأهل في تحمل مسؤولياتهم تجاه أطفالهم خاصة وأن الاطفال هم من يدفع الثمن في ترك التعليم الذي هو حق لهم ولا يجوز حرمانهم منه.

ونبهت جلالتها إلى أهمية تغيير النظرة إلى التدريب المهني الذي يعتبره الكثيرين أنه خاص ببعض الفئات مع ضرورة الاستفادة من التجارب الدولية في التعليم والتدريب المهني.

وقالت أن حملات التفتيش على الأماكن التي يوجد فيها عمالة أطفال يجب أن تتعامل مع الموضوع بحزم لتطبيق القانون والانتباه إلى الثغرات القانونية التي يتم استغلالها.

وأوعزت جلالتها بضرورة تحديد بؤر التسرب وتشخيصها من أجل الإسراع في تنفيذ البرامج الخاصة لها ونشرها وتكثيفها في المناطق ذات النسب العالية من عمالة الأطفال.

يذكر أن مدرسة اليوبيل الذهبي الثانوية للبنين تأسست عام 1985، ويبلغ عدد الطلاب فيها 1080 طالب من الصف الرابع الأساسي وحتى الثانوية العامة للفرعين الأدبي والعلمي.

وتعتبر مؤسسة كويست سكوب مؤسسة تنموية بريطانية غير حكومية باشرت أعمالها في الأردن عام 1994 تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية. وتركز في عملها على الأطفال العاملين في ظروف خطرة. وتمكنت المؤسسة خلال الفترة الماضية الوصول إلى أكثر من خمسة آلاف طفل في 39 مدرسة من خلال برنامجهم التعليمي. حيث تخرج حتى الآن من البرنامج 250 طفلا انضم معظمهم الى مؤسسة التدريب المهني.

ويهدف المشروع إلى سحب أطفال عاملين من سوق العمل ووقاية أطفال معرضين للانخراط بسوق العمل، وذلك عن طريق زيادة الوعي بأهمية التعليم وتقديم خدمات تعليمية مباشرة وتقوية السياسات وامكانيات المؤسسات المحلية، ودعم الأبحاث وجمع المعلومات المؤكدة عن عمالة الاطفال.

وتشير النتائج الأولية للمسح الوطني لعمالة الاطفال المنفذ من قبل دائرة الاحصاءات العامة ومنظمة العمل الدولية خلال الفترة 2007-2008 بأن عدد الاطفال العاملين في الاردن يقدر بحوالي 33 ألف طفل، منهم 32% في عمان الكبرى، و67% في باقي المحافظات، وأن 91% من هؤلاء الاطفال أردنيون وأن 89% منهم ذكور.

كما يشير المسح إلى أن 59% من العاملين هم ضمن الفئة العمرية 10-17 عاما وأن 90% منهم ضمن الفئة العمرية 12-17 عاما.