الملكة رانيا تطالب قوات التحالف بتأمين ممرات جوية وبرية آمنة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب العراقي

15 نيسان 2003

عمان - ناشدت جلالة الملكة رانيا العبدالله قوات التحالف الدولية ضرورة تأمين ممرات جوية وبرية آمنة لتأمين وصول موظفي المنظمات الإنسانية الدولية إلى داخل العراق والقيام بواجبهم الإنساني. وأكدت جلالتها في الرسالة المفتوحة التي وجهتها إلى قوات التحالف ونشرت صحيفة التايمز نسخة منها على أهمية هذه الممرات الآمنة في تأمين خروج الحالات الطبية العاجلة لتلقي العلاج خارج العراق بالسرعة الممكنة.

وأبرزت جلالتها المعاناة التي يعيشها الشعب العراقي وخاصة الأطفال حيث أكدت على أن قضية الطفل العراقي علي إسماعيل عباس أصبحت صورة لمعاناة الشعب العراقي إلا أن هنالك الآلاف من الحالات المشابهة لحالته والتي تستدعي الانتباه المباشر والسريع لتأمين العلاج لهم في الأردن أو غيرها من الدول.

وقد أشارت جلالة الملكة رانيا إلى الحاجة لتأمين هذه الممرات الآمنة خاصة في الوقت الحالي حيث قالت في رسالتها "منذ بدأ في الأفق أن الأنشطة العسكرية قد قاربت على نهايتها، دأبت العديد من المنظمات غير الحكومية إلى الطلب بإصرار لإيجاد طرق سريعة وفعالة لمعالجة جرحى الحرب. وقد ركزت تلك المنظمات على أهمية توفير طرق وصول آمنة وفورية للعاملين في المجالات الإنسانية على المدى القصير حتى يتمكنوا من القيام بعملهم وإنقاذ البنية التحتية للعراق من أجل تجنب المزيد من الضحايا والإصابات، وكذلك تأسيس ممرات جوية وبرية إنسانية لإخلاء بعض حالات الإصابات الشديدة التي يمكن معالجتها في الأردن وفي أماكن أخرى".

وكانت جلالتها التي تعمل بصورة مباشرة مع المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في الأردن لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة إلى الشعب العراقي قالت "ومن خلال الإجتماعات العديدة التي عقدناها مع تلك المنظمات غير الحكومية في عمان أصبح من الواضح لدينا أن جميع أولئك العاملين في المجالات الإنسانية عندهم الاستعداد للمباشرة بأداء أعمالهم بمجرد أن تصبح الظروف ملائمة لهم لكي يبدأوا القيام بعملهم من إنقاذ للأرواح وبناء للمجتمعات".

وأضافت "وكأحد الأشخاص الذين عملوا مع هذه المنظمات غير الحكومية خلال الأشهر القليلة الماضية، وكأحد الذين كانوا يبحثون عن طرق لتجنب الإصابات بين المدنيين خلال الحرب وعن وسائل لضمان توفير أكبر قدر من المساعدات الإنسانية الممكنة للعراقيين ... فإنني اليوم وأكثر من أي وقت مضى يغمرني شعور بأن هذا الأمر من المطالب الملحة على درجة كبيرة، ولا أبالغ إذا قلت أن كل دقيقة لها أهميتها".

وتعتبر هذه الرسالة بمثابة دعوة من جلالة الملكة إلى تنسيق الجهود الدولية بما يضمن تقديم افضل سبل المساعدة الإنسانية إلى الشعب العراقي وضرورة تضافر الجهود بما يخدم أطفال ونساء العراق.

وقد كان صاحبا الجلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا قد أطلقا حملة وطنية للتبرع بالدم لصالح الشعب العراقي، كما أن الأردن يعمل حالياً على فتح مستشفى ميداني في العراق وتقوم المستشفيات الأردنية بتجهيز العديد من الغرف لاستقبال الحالات الطبية من العراق. كما قام الأردن بإرسال 88 طناً من الأدوية إلى المستشفيات العراقية.

يذكر أن العديد من المؤسسات الإنسانية تستخدم الأردن كقاعدة لعملياتها كما يشهد مركز الرويشد الحدودي حركة نشطة لنقل المواد الإنسانية العاجلة إلى العراق شاملة الغذاء والدواء.