الملكة رانيا تطالب هيئات المجتمع الدولي محاربة ظاهرة عمالة الأطفال والاتجار بهم

12 حزيران 2003

جنيف - طالبت جلالة الملكة رانيا العبدالله المجتمع الدولي بكافة هيئاته محاربة ظاهرة عمالة الأطفال والإتجار بهم وذلك من خلال الإعتراف بها كظاهرة غير صحية تتخطى حدود الدول وفتح الأبواب لإيجاد الحلول لها مشيرة إلى أن الوعي العام في هذه القضية أساسي.

جاء ذلك في خطاب جلالة الملكة رانيا العبدالله أمام ما يزيد على 300 شخصية من أعضاء الوفود الحكومية والمؤسسات الدولية غير الحكومية والهيئات العاملة في مجال حقوق الطفل المشاركين في أعمال مؤتمر منظمة العمل الدولية الحادي والتسعين خلال الاجتماع الذي نظمته منظمة العمل الدولية في جنيف بمناسبة أول يوم عالمي لمكافحة عمالة الأطفال تحت عنوان "مكافحة عمالة الأطفال" ويناقش قضية المتاجرة بالأطفال عبر الحدود ضد ارادتهم لتشغيلهم واستغلالهم.

وأكدت جلالتها على أن الأردن عندما تعامل مع ظاهرة العنف ضد الأطفال لم يواجه التحديات التي كانت متوقعة من التطرق لمثل هذا الموضوع الحساس.

وأشارت جلالتها إلى أن أسباب ظاهرة عمالة الأطفال والإتجار بهم ناتجة عن مشاكل إجتماعية أساسية تعاني منها معظم دول العالم كالفقر والبطالة والأمية .... وقالت جلالتها "أولا وأخيراً الإتجار بالأفراد يتغذى من معاناة الإنسان مع الفقر".

وأضافت جلالتها أن الذين يتعاملون بتجارة الأطفال يستغلون حاجة الآباء والأمهات الذين يحتاجون لتوفير اقل الالتزامات لأبنائهم كتأمين التعليم الأساسي والمهارات، مؤكدة أن منظمة العمل الدولية من خلال عملها على دعم بيئة العمل ووضع الأحد الأدنى للأجور وضمان بيئة عمل آمنة فإننا نقوم بأول خطوة للقضاء على رعب الاتجار بالأطفال.

وأضافت جلالتها أن الحرب على الاتجار بالأطفال مقيدة بالفجوات الموجودة في القوانين والتشريعات وفي القوى الأمنية المطبقة للقانون سواء في الدول المصدرة لعمالة الأطفال أو تلك التي تتعقبهم .... مشيرة إلى أن ذلك يبين أن كل دولة معنية بهذا الموضوع.

وطرحت جلالتها من خلال الخطاب عدداً من الحلول للحد والقضاء على ظاهرة عمالة الأطفال كالتعليم النوعي وتدريب القوى الامنية والأشخاص المعنيين وإيجاد برامج قوية لإعادة تأهيل الأطفال الذين تم الاتجار بهم واستغلالهم.

وأشارت جلالتها إلى أن الشرق الأوسط قطع أشواطاً واسعة في مجال مكافحة ظاهرة عمالة الأطفال حيث عقد المؤتمر الإقليمي الأول لعمالة الأطفال في عمان عام 1998 والعمل جاري على جمع المعلومات وخلق كوادر مدربة ورفع مستوى الوعي المجتمعي وفي الأردن تم استكمال المرحلة الأولى من برنامجه الهادف إلى خلق خطة وطنية قوية لمحاربة ظاهرة عمالة الأطفال.

وتأتي استضافة جلالة الملكة رانيا العبدالله من قبل منظمة العمل الدولية تقديراً لدورها في مكافحة عمالة الأطفال ودورها الإنساني على المستوى العربي والدولي واهتماماتها بقضايا وحقوق الطفل.

ويذكر أن خطاب جلالتها يأتي بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على عمالة الأطفال والذي تم إقراره في 12/6/2002 بهدف زيادة الوعي العالمي حول قضية عمالة الأطفال. وكانت جلالة الملكة رانيا العبدالله زارت منظمة العمل الدولية في جنيف العام الماضي وأكدت خلال الزيارة على أهمية الشراكة القائمة بين الحكومة الأردنية والمنظمة والدور الهام الذي تقوم به للحد من عمالة الأطفال في المملكة.

وعقب زيارة جلالتها للمنظمة حصل الأردن على تمويل إضافي بقيمة مليون دولار من المنظمة لبرنامج القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال في الأردن وذلك ضمن المرحلة الثانية لمذكرة التفاهم التي وقعت بين الحكومة الأردنية والمنظمة في الأشهر الماضية، وذلك للنجاح الذي حققته المرحلة الأولى من البرنامج في المملكة.

ويذكر أن وزارة العمل الأردنية أنشئت في مطلع عام 2001 وحدة عمل الأطفال بدعم من البرنامج الدولي للقضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال التابع لمنظمة العمل الدولية بموجب اتفاقية ثنائية بين وزير العمل نيابة عن الحكومة الأردنية والمنظمة بهدف القضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال في الأردن.