الملكة رانيا تشارك في قمة ستارز والعشاء الخيري لصالح مؤسسة نهر الأردن

17 كانون الثاني 2002

عمان - أبرزت جلالة الملكة رانيا العبدالله جهود أصحاب التميز والإبداع ممن وصفتهم "بالنجوم" الذين اجتازوا بالعلم مناطق مجهولة وعملوا على تطوير التكنولوجيا بصورة أدت إلى إحداث تغيرات جذرية في حياتنا اليومية.

واعتبرت جلالتها أن الأطفال هم أكثر النجوم إشعاعاً وهم رموز الأمل والتفاؤل ، ورغبتنا التي لا تتوقف لتحقيق مستقبل أفضل. وقالت جلالتها في كلمة ألقتها في القمة الملكية للعلوم والتقنية والفنون والعشاء الخيري لجمع التبرعات لصالح مؤسسة نهر الأردن الذي أقيم مساء اليوم في الإمارات العربية المتحدة "إمارة دبي" برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع بتنظيم من مؤسسة "ستارز": "حين أتحدث عن النجوم أعني أشخاصاً أبحروا بالعلم لاستكشاف مناطق جديدة ... أشخاصاً طوروا تكنولوجيا ألهمت مخيلتنا وغيرت حياتنا اليومية ... أشخاصاً يشكلون قطاعاً مميزاً في كل مجتمع ويسعون دوما للتفكير خارج الأطر، وبذلك أوجدوا مفاهيم عصرية في مجالات مختلفة ... كالفنون والسياسة والدين والاقتصاد.

أضافت جلالتها: ليس سراً أن منطقتنا تمر بفترة مضطربة تحتم علينا التأمل الجلي والتحليل والتكاتف واستحدث استراتيجيات جديدة للتغلب على التحديات التي واجهت شعوبنا لفترة من الزمن.

وتحدثت جلالة الملكة رانيا بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وما يزيد على 700 شخص من العلماء وكبار الشخصيات من شركات للمعلومات والتكنولوجيا والعاملين في المجالات الإنسانية وحقوق الأطفال عن عزم جلالة الملك عبدالله الثاني في الوصول إلى نجوم الأردن حين تولى الحكم، وذلك ضمن جهوده لأحداث تغيرات سياسية واقتصادية في البلاد حيث أسس جلالته المجلس الاستشاري الاقتصادي الذي يتميز بروح الشباب. وقالت أن جلالة الملك وفي ذاك الوقت كان يبحث بحدسه عن الشيء الخاص الذي يميز البعض ... وبعد ثلاثة أعوام أصبح واضحاً لدينا الصفات التي تصنع النجم.

وأوضحت الملكة رانيا أن جهود جلالة الملك ونجوم الأردن بدأت توءتي ثمارها حيث شهد العام الماضي بالرغم من الصعوبات التي اعترته ارتفاعا ًفي بورصة عمان بنسبة 30 بالمائة وازدياداً للصادرات الأردنية بنسب 21 بالمائة وارتفاعاً لاحتياطي المملكة من العملات الأجنبية وانخفاضاً للدين القومي وبات من المتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 4 بالمائة.

وأكدت جلالتها أن الأردن استطاع بناء قاعدة للحوار بين القطاعين العام والخاص تتسم بالشفافية وكذلك صياغة خطة واقعية وعملية للمستقبل حظيت بتأييد قوي من المجتمع الدولي كونها تسعى في جوهرها لتعزيز الشراكة لا على المستوى الوطني فحسب ولكن على المستوى الدولي أيضاً.

وأشارت جلالتها إلى أنه وفي ظل روح المشاركة هذه، عمد جلالته لإطلاق برنامج بناء مراكز مجتمعية لتكنولوجيا المعلومات في المناطق النائية والأكثر فقراً في الأردن مما مكن الأطفال والكبار من استخدام تكنولوجيا المعلومات بسرعة كبيرة الأمر الذي أتاح لهم الفرصة للتعامل مع أهم وسيلة من وسائل التطور الإنساني التي عرفتها البشرية ... وفتح أمامهم فرصاً لا حصر لها ومكنهم من أن يصبحوا أفراداً فاعلين في القرية العالمية.

وعبرت جلالتها عن تفاؤلها بقولها: "نتفاءل حين نرى أن عدداً أكبر من الأشخاص في منطقتنا في ردهم على التحديات السياسية التي تواجههم يومياً بدءوا يقتدون ب "النجوم" الساطعة للقرن العشرين أمثال مارتن لوثر كنج ونيلسون مانديلا وغاندي."

وأكدت جلالتها اهتمامها بخدمة قضايا الطفل من خلال مؤسسة نهر الأردن لافتة إلى أنها أصبحت واثقة كل الثقة أن الله سبحانه وتعالى جعل من الأطفال الضوء الهادي لنا، إذ أنهم أكثر النجوم إشعاعاً وهم رموز الأمل والتفاؤل ورغبتنا التي لا تتوقف لتحقيق مستقبل افضل.

وقالت جلالتها عن الأطفال أنهم الأعداء الألداء لمقولة لا يمكن القيام بذلك، وهم مؤازرون أقوياء لقول: ولم لا؟ فهم بلا شك يمثلون نظرتنا لمستقبل مشرق وهم الذين يذكروننا دوما إننا قادرون على إنجاز ذلك.

وأعربت جلالتها عن شكرها لسمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ولجهود مؤسسة ستارز لتنظيمها هذا الحدث المميز من اجل الطفولة.

وكان الرئيس الأميركي السابق بل كلينتون ألقى كلمة خلال القمة أكد فيها أهمية هذا الحدث وهذه المبادرة الإنسانية مشيداً بالدور الإنساني للأردن وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله ومواصلتهما مشوار المغفور له جلالة الملك حسين في تحقيق السلام لأبناء المنطقة ومن أجل حياة أفضل للأطفال في المستقبل. وأشار إلى أهمية العمل من أجل تسخير التكنولوجيا والتقدم العلمي لتجسير الفجوة بين المجتمعات الغنية والفقيرة خاصة في مجالات التعليم والصحة وتأمين المسكن مشيداً بجهود الأردن في تلك المجالات وبما حققه من قفزات نوعية على صعيد تنمية المجتمع.

وخلال تقديمه لجلالة الملكة رانيا قال جون كولشن مساعد عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفرد: أن جلالتها ومن خلال جهودها في المجالات الإنسانية أظهرت التزاماً كبيراً لمواجهة التحديات التي تواجه الأطفال مشيراً إلى مبادراتها في إنشاء مؤسسة نهر الأردن وإطلاق برنامج المشاريع الصغيرة لتمكين النساء وأفراد المجتمع, إضافة إلى برنامج حماية الطفل من الإساءة والذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي ورئاستها للمجلسالوطني لشؤون الأسرة الذي أسس حديثاً في الأردن.

كما كان السيد عمرو الدباغ رئيس المجلس الأعلى للقمة ورئيس مجموعة الدباغ ألقى كلمة قال فيها إن مباردة "ستارز" تمثل اعترافاً بأهمية الدور الذي ينبغي أن تقوم به الشركات في العالم بعيداً عن المصالح التجارية خاصة وإن هذه المبادرة صممت لجعل التقنية وسيلة لمساعدة الأطفال المحتاجين.

يذكر إن هذه القمة نظمت من قبل مؤسسة ستارز غير الربحية التي تأسست عام 2001 لتكثيف الجهود وتعزيز قدرات المؤسسات العاملة في مجال تحسين مستويات حياة الأفراد في العالم. وتهدف المؤسسة إلى تحريك قادة العالم حكومات وشركات من أجل ترجمة أفكارهم لمبادرات على أرض الواقع لتحسن وضع الأطفال.

ويرصد ريع العشاء الخيري لصالح مؤسسة نهر الأردن غير الحكومية التي أنشأتها جلالة الملكة عام 1995 وتهدف إضافة إلى أعمالها تشجيع الأسر الأردنية الأقل حظاً للمشاركة في مبادرات ريادية ومشاريع صغيرة للمجتمع المحلي. وتعمل مؤسسة نهر الأردن حالياً على تنفيذ خطط جديدة لبرنامج حماية الطفل الذي يهدف إلى وقاية وحماية الأطفال من الإساءة وقد أسست جلالة الملكة رانيا العبدالله، رئيسة مجلس إدارة المؤسسة هذا البرنامج الذي يعد أحد عناصر مشروع أطفال نهر الأردن، وهو أول برنامج من نوعه في العالم العربي يوفر الحماية والتأهيل للأطفال الذين يتعرضون للإساءة إضافة إلى تقديم خدمات التوجيه والإرشاد لأولياء الأمور وأفراد المجتمع والجهات التي تتعامل مع الأطفال كافة.

وخلال العشاء الخيري أعلن عن الفائزين في جوائز القمة المتخصصة في المجالات التكنولوجية ضمن موضوعات تبرز الفرص المتاحة للأفراد للمبادرة في التغيير عبر استخدامات التكنولوجيا. وكان أحد الفائزين رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون منديلا الذي يشارك جلالة الملكة رانيا كعضو في مبادرة القيادة العالمية من اجل الطفولة.