الملكة رانيا تزور الأهالي المنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب مدينة بام في إطار الدور الإنساني الذي يقوم به الأردن على الصعيد الخارجي

07 كانون الثاني 2004

بام - في إطار الدور الإنساني الذي يقوم به الأردن على الصعيد الخارجي وتواصلاً مع ما يقدمه من مساعدات طبية ومواد إغاثة لأهالي مدينة بام المنكوبة، زارت جلالة الملكة رانيا العبدالله منطقة بام الإيرانية التي ضربها الزلزال مؤخراً ترافقها طائرة محملة بمواد الإغاثة والمستلزمات الضرورية لأهالي المنطقة.

وقالت جلالتها التي رافقها في الزيارة سمو الأمير راشد بن الحسن رئيس الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وعدد من المسؤولين الأردنيين والإيرانيين خلال زيارتها إلى المستشفى الميداني الأردني هناك "لقد أثر فينا جميعاً ما حصل في بام، ومن خلال حديثي مع الناجين أدرك مدى حجم المعاناة لخسارة الأهل، والأردن سيقدم كل ما بالإمكان تقديمه لمساعدة إخوتنا في محنتهم".

وأضافت جلالتها إن المعاناة الإنسانية لا تعترف بالحدود ولا بالسياسة، مؤكدة على ضرورة تواجد الهيئات الدولية وغير الحكومية على المدى الطويل لمساعدة أهل بام على إعادة بناء حياتهم.

وتفقدت جلالتها المستشفى الميداني الأردني والذي يقدم خدماته الطبية للمصابين من أهالي المنطقة كما تجولت جلالتها في بعض مناطق المدينة المنكوبة وخاصة المدينة التاريخية وتبادلت الحديث مع الأهالي وإستمعت إلى قصص الأسر في المخيمات التي أقيمت لغايات الإيواء وتقديم المساعدات الطبية والغذائية.

وخلال الجولة التي قامت بها للمستشفى الميداني إطلعت جلالتها على واقع الخدمات المقدمة للمصابين وتبادلت الحديث معهم حول إحتياجاتهم وما يمكن تقديمه لتخفيف المصاب الكبير من جراء الزلزال حيث يعاني الكثير من المصابين من الآثار النفسية الواضحة نتيجة فقدانهم أسرهم وأطفالهم.

كما إشتملت جولة الملكة على زيارة لمخيمي الهلال الأحمر الإيراني والصليب الأحمر الدولي حيث إطلعت على الخدمات المقدمة للضحايا، واطمأنت على وضع السيدة شهر مزنداراني التي تبلغ من العمر 97 عاماً وتم إنقاذها من تحت الأنقاض بعد مرور ثمانية أيام على الزلزال بفضل الجهود التي بذلها رجال الإنقاذ، حيث إستفسرت جلالتها عن أولويات الإحتياجات المطلوبة لعمليات الإغاثة وما يمكن أن يقدم من أجل التخفيف النفسي على الأهالي والأطفال وما يجب عمله بعد الدمار من أجل إستمرار الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومرافق صحية وتأمين مصادر عيش لمن تشرد وفقد مصدر رزقه وسكنه وحياته الطبيعية.

وخلال زيارة جلالتها إلى موقع المدينة التاريخية المعروفة باسم "ارغ –أي-بام" شاهدت جلالتها آثار الدمار الذي ألحق خسائر على البناء بما نسبته 75 بالمائة من المدينة التي تعتبر أكبر بناء مشيد من مادة اللبن في العالم ويتوسطها قلعة حصينة شيدت قبل 2000 وبقيت هذه المدينة مأهولة حتى العهد القاجاري قبل نحو 150 عاماً.

واستطاع المستشفى الميداني الذي يقدم خدماته على مدار الساعة معالجة ما يزيد على 4000 حالة لغاية الآن وإجراء العديد من العمليات الجراحية ويراجع المستشفى يومياً ما يزيد على 800 حالة.