الملكة رانيا تؤكد أهمية إعادة بناء الثقة في منطقة الشرق الأوسط التي تواجه فرصة حقيقية للإصلاح والتنمية

04 حزيران 2003

لندن - أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله أهمية إعادة بناء الثقة في منطقة تواجه فرصة حقيقية للإصلاح والتنمية في الوقت الذي يقف العالم فيه والشرق الأوسط على مفترق طرق، حيث قالت جلالتها "أن الحاجة للسلام والديمقراطية والتنمية الإنسانية لم تكن قوية كما هي اليوم ويشكل ذلك في حد ذاته تحد لان العوامل التي يمكن أن تفشل هذه الجهود قد اجتمعت والآمال والتوقعات كبيرة لكن الثقة ما زالت غير متوفرة".

وأضافت جلالتها في خطاب مسجل ألقته في كلية لندن للاقتصاد أمام 120 شخصية إقتصادية بارزة بمناسبة يوم الشرق الأوسط الذي تنظمه الكلية سنوياً والأول الذي تلقيه بعد حرب العراق "لا بد أن يكون للشعوب دور في اتخاذ القرارات التي تمس حياتهم اليومية ... فالشباب يستحقون أن يتمتعوا بالكرامة والحرية والازدهار الذي يسعون إليه وذلك بإيجاد الطرق التي تجمع بين الإصلاح والتقاليد التي نعتز بها ومن واجبنا أن نظهر للعالم أن الإسلام والحداثة يتوافقان".

وقالت جلالتها هدفنا يجب أن يكون في العمل لإيجاد حلقة قوية يدعم فيها النمو الاقتصادي والتنمية الإنسانية بعضهما بعضاً.

واستعرضت جلالتها في الكلمة المسجلة رؤية صاحب الجلالة الملك عبدالله في عملية التغيير الإيجابي ... قائلة "نحن في الأردن نرفض فكرة مرور المستقبل أمامنا دون أن نحدث التغيير المطلوب ... فالجهود الوطنية تركز في الأساس على الاستثمار بقوة في الشعب الأردني الذي يمثل أهم مورد لدينا ضمن تعليم الإنترنت واللغة الإنجليزية إلى تعزيز الديمقراطية ... نحن مصممون على بناء ثقافة مجتمعية اقتصادية تثمن التميز والريادية والإبداع وذلك بتعديل القوانين والتشريعات وتنويع صادراتنا".

وأضافت انه "من الأهمية الاستثمار في البنية التحتية والمعدات ولكن الأهمية أن نستثمر في التدريب وبناء قدرات الموارد البشرية خاصة وأن هذا النوع من الاستثمار سيعود بفائدة حقيقية تتعدى الربح المادي إلى عائد في رأس المال البشري وهذا النوع من العائد يمكننا من بناء قواعد أساسية قوية لا يمكن قياسها باليورو والدولار والدينار فحسب ولكن بعملية الديمقراطية والأمل والسلام التي لا تقدر بثمن".

وفي معرض كلمتها طالبت جلالتها المجتمع الدولي المساهمة في نجاحنا كـ "عالم" يعتمد على الشراكة مع "أشخاص مثلكم من خلال تنمية شبكة التجارة والتواصل والاحترام والثقة ... ولكن في الوقت نفسه انتم تدركون جيداً أن صلاح المجتمع هو صلاح الأعمال، وإن الثروة لا تعتمد على الربح ولكن على تحمل كل منا مسؤولياته نحو المجتمع."

يذكر أن كلية لندن للإقتصاد هي احدى كليات جامعة لندن التي تأسست عام 1836 وتعتبر من أشهر عشر كليات لتدريس الاقتصاد في العالم وفقا لتقرير فايننشل تايمز.

وينظم يوم الشرق الأوسط من قبل لجنة الشرق الأوسط الإقليمية الاستشارية والتي يرأسها السيد صعب اجنر وتضم في عضويتها عدداً من الشخصيات العربية منهم سمو الأمير فيصل بن الحسين والسيد عمر الدباغ وغيرهم.

ومن المتحدثين السابقين في يوم الشرق الأوسط الملك الراحل الحسين بن طلال ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.