"كي لا يتيتم مرتين"

12 آب 2010

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَنَا وَكافِلُ اليَتِيْمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُما" رواه البخاري

مبارك عليكم الشهر الفضيل، وأعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات،وأعاننا سبحانه على قيامه وصيامه، وختم قرآنه.

النور المنزل وفيه هداية للعالمين، القرآن الكريم، جاء فيه ذكر اليتيم ثلاثاً وعشرين مرة؛ كي يؤكد سبحانه وتعالى على أهمية العطف على اليتيم، وتلبية احتياجاته، وايفاء حقوقه التي شرعها المولى عز وجل. فإن كان قدره أن يحرم من أبوين على الأرض... فلا بد أن يكون قرة أعين كل من على الأرض...

فمعظم الأيتام شاء القدر أن يعيشوا دون أب أو أم، أو تحملوا وزر أخطاء لم يقترفوها، فنشأوا دون انتماء لعائلة تساندهم وتحيطهم بالأمان، يعيشون في دور الرعاية الايوائية (دور الأيتام) بين عائلة صغيرة في محيط شبه مغلق عن باقي المجتمع.

وعند بلوغ اليتيم سن الرشد يقاسي اليتم ثانية حين تتفكك تلك العائلة ويخرج إلى المجتمع غريبا ووحيدا. فللغالبية أب أو عم أو عشيرة أو عائلة أو جار تنتمي إليه. أما هو فيتيمهم كلهم.

والأمان في حياة الأيتام رهن الظروف والتساهيل والعمر... فبعد ربيعهم الثامن عشر يخرجون إلى الدنيا بأحلام أن يصبحوا أطباء ومدرسين وممرضين ومهندسين وأزواج وآباء وأمهات وفي يوم ما أجدادا.

لعبوا في لهوهم تلك الأدوار كما يلعبها أطفالنا وتقمصوها، وكلهم أمل بأن يخرجوا من دور الرعاية أفرادا من المجتمع، يصبحون ما يشاءون ان جدوا واجتهدوا. ويكونون لأنفسهم عائلات يوفرون لها ما لم يتوفر لهم... الاستقرار والأمان العائلي.

لكن أحلامهم سرعان ما تتبدد حين يواجهون دنيا لم يستعدوا لها ولا لمسؤولياتها وواجباتها.

يخرجون للمجتمع بتعليم ثانوي قد يكفي لتأمين حياة كريمة لهم، حياة لم يعودوا فيها أيتاما بل أصبحوا مواطنين، إن أرادوا حقوقا وأمانا فعليهم واجبات. وهم أكثر الفئات حاجة لمن يدعمهم وإلا وقعوا ضحية البطالة والفقر.

مستقبلهم معلق بتعليمهم، هو فرصتهم لأن لا يحتاجوا، وألا يجوعوا، وألا ييأسوا، وألا يعيشوا في عزلة.

صندوق الأمان يدعم الأيتام من خلال تأمين التعليم الجامعي، أو التدريب المهني.

الصندوق يضمن أن الطفل وان دخل دار الأيتام، لن يخرج شابا الى حياة تيتمه من الأمان. لأن يتم الأبوين قضاء وقدر... لكن اليتم في المجتمع من فعلنا!

يتم أحلامهم من فعلنا، ويتم مستقبلهم رهن بدعمنا...

وفرصة الأمان للأيتام ما كانوا ليحظوا بها دون دعمكم، ولو بدينار.

لنكن عائلتهم... نستقبل كل مولود منهم يخرج لنا من دار الرعاية بأذرع مفتوحة، وأكف حانية، ترشده إلى مستقبل كريم، وتستثمر في طاقاته ويتحقق معها حلمه.

تلك العائلة هي أنتَ وأنتِ وأنا... هي كل من يوفر الأمان

كل من يستثمر في اليتيم ولو بدينار، كي لا يتيتم مرتين

وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير وأمان.