الملكة رانيا تتطلع إلى مستقبل أفضل للجيل القادم وتؤكد أهمية تمكين الشباب العربي للمشاركة الايجابية وترك بصمة عربية ايجابية على المستوى العالمي

22 أيار 2006

شرم الشيخ - أبرزت جلالة الملكة رانيا العبدالله الحاجة لتشجيع الشباب العربي وتمكينه من المشاركة الايجابية وترك بصمة عربية ايجابية على المستوى العالمي وتشكيل المستقبل إلى جانب تأكيدها على أهميه الشراكة بين القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وزيادة تفعيل دور المرأة على مختلف المستويات في الدول العربية.

جاء ذلك خلال مشاركة جلالتها اليوم في الجلسة الختامية للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في شرم الشيخ بحضور عقيلة الرئيس المصري سوزان مبارك وكبار المدعوين من القادة وصناع القرار ورؤساء مؤسسات القطاع الخاص والعام ومؤسسات المجتمع المدني.

وقالت جلالتها خلال الجلسة النقاشية "عندما ننظر إلى الإصلاح في العالم العربي من الصعب التعميم لأن هناك مستويات مختلفة من التقدم بين دولة وأخرى وأعتقد أن هناك أسباب تدعونا للتفاؤل خاصة وأن النقاش حول الاصلاح أخذ منحى بعيدا عن الأجندات الخاصة وأصبح يصب في المصلحة العامة للمجتمعات العربية خاصة وأن الأغلبية فيها أصبحت تبحث عما هو أفضل لمجتمعاتها".

وأضافت جلالتها "عملية الإصلاح طريق ذو بعدين، فهناك البعد الذي يشمل الأشياء الملموسة مثل الانتخابات الشفافة واعتماد سياسات اقتصادية منفتحة لجذب الاستثمارات ولكن البعد الآخر هو المتعلق بالقيم التي يجب نغرسها لدى الناس، مثل قيم التسامح وتقبل الآخر واحترام حقوق الانسان والمرأة وحرية التعبير وغيرها وأعتقد أن هذه القيم التي يجب أن نعلمها للجيل القادم للتأكد من أن عملية الاصلاح مستدامة وناجحة وصادقة".

وقالت "عندما نتحدث عن الاصلاح فإننا لا نتحدث فقط عن السياسات التي تتبناها القيادة ولكننا نقصد بذلك أيضا القطاع الخاص ويسعدني القول أنني أرى تحولا في نظرة القطاع الخاص إلى العمل المجتمعي حيث كان ينظر إلى العمل الاجتماعي والمجتمعي على أنه مجرد عمل خيري وهذا يعني أن يقدم بعض التبرعات، ورغم أن تقديم التبرعات هو عمل ايجابي غير أن القرن الحادي والعشرين يتسم أكثر بالانخراط والمشاركة عند تقديم العطاء والتبرع فلم يعد يكفي الآن مجرد أن نتبرع من أجل قضية ما بل المهم أن نتبنى هذه القضية لذا يسرني القول أنني أرى المزيد من العاملين في القطاع الخاص ينخرطون فعلا في عملية التنمية فلا يكفي مثلا أن يقدم مدير شركة المال من أجل قضية ما، بل عليه أن يشارك أيضا في التحدث عن قصة نجاحه للمجتمع وأن يجعل موظفيه وفريقه يشاركون فعلا ويخصصون بعضا من وقتهم للقضايا الاجتماعية ولأصحاب العلاقة أنفسهم، ليس فقط من أجل تشجيعهم بل ولكي يستثمر شركاتهم في خدمة المجتمع لأن هذا جزء من نجاح الشركة، لذلك فهو عطاء تشاركي وصياغة شراكة طويلة الأمد مع المجتمع".

وحول ما يمكن عمله لجسر الفجوة بين المرأة والرجل أجابت جلالتها بالقول "أن النقاش حول تمكين المرأة ارتقى من مجرد تحقيق المساواة للمرأة فقط إلى مستوى تحقيق التنمية للجميع".

وقالت جلالتها "إن اقتصاديات المنطقة حاليا تسير بنصف إمكاناتها ونتساءل ما هو سبب عدم قدرتنا على تحقيق كل ما نأمل؟" مشيرة إلى أن بيانات تقرير البنك الدولي أظهر أنه إذا زادت مشاركة المرأة العربية في سوق العمل بشكل متساوي مع حصولها على التعليم، فإن الدخل سيزيد بمقدار حوالي 25%.

وأضافت "هذا النوع من التقدير يجب أن يوفر البيئة المناسبة لزيادة مساهمة المرأة، ليس فقط حول السياسات ولكن أيضا طرق التفكير والتي منها تغير النظرة النمطية التي تحد من فعالية مساهمة المرأة في المجتمعات المحلية".

وحول النظرة المستقبلية التي تتطلع جلالتها بها نحو مستقبل المنطقة قالت جلالتها "آمل أن نستطيع أن نعطي الجيل القادم عالم عربي أفضل، اعتقد أنهم يستحقونه منا. ولتحقيق ذلك علينا أن نزرع القيم الصحيحة بشبابنا، فواحدة من أكثر القيم أهمية في عالمنا المرتبط اليوم هي قيمة الاتصال والإعلام، وبالنسبة لي الإعلام هو معرفة كيف ومتى نؤثر وكيف ومتى نتأثر. وفي الغالب فإن ترك الأفكار بحجة أنها تقليدية أو غربية يجعلنا نخسر الكثير.. .. ولهذا فان توفير البيئة المناسبة لشبابنا سوف تساعدهم على المشاركة وترك بصمة عربية ايجابية على المستوى العالمي، ويساعدهم أيضا على المساهمة بايجابية والكشف عن إبداعهم، وقدرتهم العقلية وقدرتهم على الحوار والتواصل مع بقية العالم".

وفي نهاية الجلسة قدمت جلالتها الدعوة للجميع للمشاركة في أعمال المنتدى القادم في الأردن.

وكانت جلالتها قد التقت على هامش المنتدى مع السيدة سوزان مبارك وبحثت معها المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما التقت جلالتها بصفتها أحد أعضاء مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي مع رئيس المنتدى السيد شواب وبحثت معه آليات عمل المنتدى والخطط المستقبلية لدورته القادمة والتي ستعقد في الأردن على شواطئ البحر الميت.