أحسن ناس..

01 آذار 2010

أدينا بندردش..

ورانا ايه..ورانا ايه؟

بنحكى و نفرفش ..ورانا ايه.. ورانا ليه؟

و منين يا بلدينا و بلدكوا ايه؟؟

أحسن ناس!

والكل يهتف معا رافعا قبضة يده بقوة وكأنها مظاهرة "أحسن نـــــاس" ....

كنا كل عام نذهب بتنظيم من سكن الطلاب في رحلة نيلية في قارب "الفلوكا" والأسطة "عم فتحي حسبما أتذكر!" مغرم بداليدا وأغانيها . و"أحسن ناس" تخطر ببالي كلما رأيت نهر النيل.

عدت اليوم الى القاهرة... وينتابني كل مرة نفس الشعور وكأنني أريد أن أعانق هذه المدينة. "خَدِتْ بالها مني" عندما سكنتها، عندما كنت ابنة سبعة عشر عاما.

عدت اليوم لأزور جامعتي، الجامعة الأمريكية في القاهرة (أل ايه - يو - سي) وهي ليست أول عودة وان شاء الله لن تكون الأخيرة. الايه يو سي تملكت جزءا من قلبي ينبض بذكريات عطرة بين الفينة والأخرى.

تجولت في حرمها الجديد (مدينة بأكملها). وحنّيت الى المبنى القديم في التحرير وسكن الطلاب في شارع الفلكي والرحلة اليومية بين الشوارع وزحام السيارات لألحق بموعد المحاضرات. حنّيت الى الجامعة والى مرحلة عمرية كانت فيها الكتب والمقررات أثقل حمل .

وأجمل ما في السنوات الجامعية هو الحماسة والشغف . فكبرياء الشباب لا يسمح للجامعي برؤية التحديات بل الأهداف فقط.

أدينا بندردش عن اللي ورانا.... وورانا كتير...

فمع ازدياد الوعي تزداد المسؤولية. وطلاب اليوم لديهم معلومات وإمكانيات لم يكن يحلم بها طلاب العقد الماضي.. التكنولوجيا الحديثة ووسائط الاتصال جعلت العالم في حوار دائم.

خلال زيارتي هذه لجامعتي تحدثت عن العمل الاجتماعي وأهمية الدور الذي يلعبه الشباب في تغيير المجتمع، ففي الجامعة الأميريكية في القاهرة عدد متزايد من المبادرات الطلابية الاجتماعية مثل علشانك يابلدي ويدا بيد.

عادة ما يكون طلاب الجامعات أول من يهب للنجدة في أوقات المحن الوطنية والعربية وحتى العالمية، وهو ما أراه في طلاب جامعاتنا في وطني الأردن.

لكن العمل التطوعي الاجتماعي بدأ يأخذ حيزا من وقت كثير من طلاب الجامعات.. عمل مستمر يكون فيه عطاؤهم الأكبر هو الوقت والالتزام.

جيل اليوم يعلم جيدا أنك تحتاج الى مجتمع كي ترفع مجتمعا.. نعول على عطائهم للنهوض بنفسهم فينهض وطننا العربي ويعلوا شأنه.

ومنين يا بلدينا وبلدكوا ايه؟

بلادنا.. بلاد معظمها شباب ، أدام الله على أوطاننا نعمة الشباب. فهم فعلا... أحسن ناس.