"ضرب أطفالنا خط أحمر"

30 تشرين الثاني 2008

ردا على مقال في صحيفة عمون الالكترونية

السلام عليكم جميعا،

تابعت المقال و تعليقاتكم في اليومين الماضيين، و استوقفني بعضها ليدفعني إلى الكتابة هنا.

نشجع الحوار دائما، لأنه جزء من علاج أي مشكلة، لكن ضرب تلاميذنا خط أحمر لا يقبل تجاوزه بأي حال من الأحوال.

متى اصبح الضرب في المدراس مقبولا؟ متى قبلنا و تقبلنا أنه، خفيفه و ثقيله، جزء من تعليمنا و مشهد لا يستدعي التوقف عنده!!

هناك أمور طرحتموها نتفق عليها جميعا: أهمية تأهيل المعلمين ليكون في جعبتهم ألاف الطرق الجديدة لايصال المعلومة الى تلاميذهم، و تحديث أساليب تعليمنا لتتماشى و العصر و متطلبات سوق العمل، أمور كثيرة يمكن أن نناقشها و نتحاور في أنجح سبل تطويرها و تطبيقها.

لكن أطفالنا لا يذهبون الى المدرسة لتعلم منهاجهم فقط، فالمدرسة لاثني عشر عاما، هي مجتمعهم الصغير، الذي يمثل كل قيمنا، و معتقداتنا، مجسم صغير لواقعنا، و هناك يتعلم الطفل للمرة الاولى كيف يتعامل مع عالمه، مع واقعه، مع أردنه.

و هناك، سيتعلم للمرة الأولى احترام الغير، و القانون، ومن هم أكبر منه سنا و علما. و هناك أيضا سيتعلم أطفالنا أن الاحترام يُكتسب و لا ينتزع، لكنه يعلّم. و لا يطبق بحد العصا، و لا بالصراخ، و لا بالتهديد، و أي طفل يصبح العنف جزءا من واقعه عار علينا جميعا، مسؤولين و مديرين و مدرسين و أهالي.

و لا يجب أن تقف أي جهة مكتوفة اليدين أمام ظاهرة ضرب التلاميذ، بدءا بوزارة التربية و التعليم، لأن المرء يسامح نده، رديفه، لكننا لا نستطيع مسامحة من يؤذي طفلا .

لأن التربية هي أساس التعليم، و التربية مسؤوليتنا جميعا.

شاكرة لكم حرصكم و جهدكم.. لأجل طلابنا.


رانيا العبد الله